" واعلم فيما بعد أنني على تقادم الوقت دائم التنقير والبحث عن هذا الموضع فأجد الدواعي والخوالج قوية التجاذب لي مختلفة جهات التغول على فكري. وذلك أنني إذا تأملت حال هذه اللغة الشريفة الكريمة اللطيفة وجدت فيها من الحكمة والدقة والإرهاف والرقة ما يملك علي جانب الفكر حتى يكاد يطمح به أمام غلوة السحر. فمن ذلك ما نبه عليه أصحابنا رحمهم الله ومنه ما حذوته على أمثلتهم فعرفت بتتابعه وانقياده وبعد مراميه وآماده صحة ما وفقوا لتقديمه منه. و لطف ما أسعدوا به وفرق لهم عنه.
وانضاف إلى ذلك وارد الأخبار المأثورة بأنها من عند الله عز وجل فقوي في نفسي اعتقادُ كونها توقيفاً من الله سبحانه و أنها وحي.
ثم أقول في ضد هذا: كما وقع لأصحابنا ولنا وتنبهوا وتنبهنا على تأمل هذه الحكمة الرائعة الباهرة كذلك لا ننكر أن يكون الله تعالى قد خلق من قبلنا - وإن بعد مداه عنا - من كان ألطف منا أذهاناً وأسرع خواطر وأجرأ جناناً.
فأقف بين تين الخلتين حسيراً وأكاثرهما فأنكفيء مكثوراً.
وإن خطر خاطر فيما بعد يعلق الكف بإحدى الجهتين ويكفها عن صاحبتها قلنا به وبالله التوفيق. " (الخصائص) ..
ثمّ متى كان الاجتهاد يؤخذ من غير المختصين في الفنّ الذي فيه يُجتَهدُ؟! و كيف يكون كلامُهم ـ مع هذه الصفةِ ـ مُدهشًا مُبشّرًا بخير؟!
لا أدري كيف يجوزُ مثل هذا القولِ على العقلاء؟! بل كيف يقول به من يزعمُ أنّه يريد تطوّر اللغة؛ أفيكون تطوّرُها بالخطأ ,و بالتلقّى عن غير المختصين؟!
ثمّ إنّي في ختام كلمتي هذه لأعجبُ كيف تُجعَلُ العاميّةُ إمامًا في حَرَمِ الفصيحِ؟!
هذا بيانٌ للنّاس و ليُنذَروا به!
نفثة:
الذي نقلتُه هنا و بيّنته هو قليلٌ من كثيرٍ, وإن العجبَ ليأخذ بي كلَّ مأخذٍ = من قومٍ يلهجون بحبِّ جميلةٍ فاتنة , ثمَّ يرون محبوبتَهم تُذبَحُ على أعينهم, دون أن يكون منهم إنكارٌ, و أعجبُ منه أنْ تراهم ينكرون على من أنكر, و يكافئون القاتلَ العابثَ بجمالها الساحر!
و لئن اتّسع بي وقتي لأُوسِعنَّ هذا الباب بيانًا؛ على شدّة بيانه و وضوحه, و هذا ـ و الله ـ من فساد الزمان و الأذهان؛ أن يَحتاجَ النهارُ إلى دليلٍ و برهان!
و فقني الله و إياكم إلى الصواب, و هدانا إلى ما ينصر لغة الكتاب!
ـ[ضاد]ــــــــ[27 - 10 - 2008, 12:57 ص]ـ
حياك الله أستاذي الفاضل. سأرد على الكلام الموجه إلى شخصي.
أنت جعلت اللغة فوق الناس, ونسيت أن اللغة تعيش بالناس, باستخدامهم وتطويرهم لها, ولم يغن العربية إلا هاتان العمليتان. فإذا حصرتهما على فئة من الناس دون غيرها, فقد جعلت اللغة مجالا نظريا, لا مجالا حيويا. وأنا قلت عما وجدته في ذلك المنتدى أنه حيوية لغوية, فهؤلاء الذين ترجموا وعبروا عما أرادوا التعبير عنه في علوم الحاسوب فعلوا ذلك بحسهم اللغوي (دون الحكم على صحته أو خطئه) وهذا الحس هو أسمى ما نريده لأنه سبيل الحيوية والتطور بدل الركون إلى كتابة الكلمات بالحروف اللاتينية أو باللغة الإنغليزية, وفي ظل عدم تفعيل المجمعات اللغوية وأساتذتها ودكاترتها في الحياة اللغوية, فإن كل اجتهاد من الناس في تطويع أي مجال علمي أو تقني للسان العربي فهو عندي محمود لأنه يحكي نظرتهم إلى تلك المجالات وتعاملهم معها وهذا التعامل هو أصل الاعتماد. وما هؤلاء إلا متكلمو هذا اللسان. فأنت أو أنا إذا سئلنا عن اسم قطعة في الحاسوب أو مسألة برمجية لربما تلكأنا وبحثنا عنها في المعاجم التي ربما نجدها أو لا, وهؤلاء الناس قد ترجموها أو وضعوا لها مصطلحا بحسهم اللغوي التسموي الدلالي, وهي ترجمات إذا نظرت إليها وجدتها رائعة بسيطة أبسط حتى من المصطلحات المعقدة التي ربما تعج بها القواميس ولا يستعملها أحد.
وإن المقارنة بين عصر ابن جني وعصرنا مقارنة عوراء, لأن عصرنا هذا يخترع فيه كل يوم اختراع ويكتشف كل يوم اكتشاف ويضاف كل يوم إلى العلوم إضافات, ومن لم يلحق بركب العلوم فلن يعلم عن هذا شيئا. وإن العربية لتعجز عن خلق كلمات لعلوم معروفة فما بالك بما لم يصلنا بعد, فنحن نقول جيولوجيا وفلسفة, أخذا من اللاتينية واليونانية, فكيف إذن بتسميات فيزيائية ورياضية وحاسوبية ليس لها نظير في لغتنا.
إن القرآن مستوى فوق مستوى البشر اللغوي ولذلك لا ينبغي سحبه قوته على استعمالنا نحن البشر العاديين الذين يجتهدون ويتعبون من أجل ترجمة علم ما إلى العربية.
إن النخبوية التي جعلتموها في اللغة قد أوسعت الهوة بينها وبين متكلميها, وقد آن أن تنزلوا من أبراجكم العاجية لتنظروا كيف يتعامل العربي البسيط مع لغته, حتى تتعلموا منه اللغة في أسمى مظاهرها, والحكمة ضالة المؤمن. بوركت أستاذي الفاضل.
ـ[ضاد]ــــــــ[27 - 10 - 2008, 01:38 ص]ـ
لا أدري حقيقة لم أرفض من عامي تسميته لهذه القطعة
http://www.germes-online.com/direct/dbimage/50305917/ATI_VGA_Card_9800XT_AGP.jpg
بطاقة عرض أو بطاقة رسوم أو حتى فيجا (ء) تعريبا من المختزل الإنغليزي vga؟
ولهذه القطعة
http://media.bestofmicro.com/N/7/98035/original/cooler-master_hyper-tx2.jpg
مبردا أو مشتتا أو مروحة تبريد؟
فهو لم يفعل غير ما فعله الذين ينتصر لهم الأستاذ من عصور مضت, فقد ترجم الكلمة ترجمة وظيفية بناء على ما تفعله الآلة, فالمبرد يبرد والمشتت يشتت حرارة المعالج ليخرجها منه, وبطاقة العرض تعرض ما يريده النظام وبطاقة الرسوم تعرض الرسوم والألعاب وفيجا (ء) تعريب للمختزل الإنغليزي كما عرب العرب philosophia وترجموا ترجمة حرفية كلمة logos إلى منطق وهي تعني في اللغة اليونانية ما ينطقه المرء من كلمات ومعان. أأرفضها لأنها من عند "عامي"؟
¥