تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لذلك أضيف إلى ما تفضل به أستاذنا أبو أوس والأستاذ الرائع أبو عمار أن الضابط ـ كما أرى ـ هو حركتا العين (الضمة والكسرة) فإن كانت حركة العين ضمة ضمت الفاء، وإن كانت كسرة كسرت الفاء، بغض النظر عن كون العين واوا أو ياء.

فإن كانت حركة العين فتحة لم يعتد بها لأن الفاء لا تفتح، وعندئذ تكون فتحة العين محايدة مهملة ويكون الاحتكام إلى العين (الحرف) فإن كانت واوا ضمت الفاء لمناسبة الضمة للواو، وإن كانت ياء كسرت الفاء لمناسبة الكسرة للياء. وذلك حسب التفصيل الآتي:

1ـ إذا كانت عين الأجوف (المبني للمعلوم الذي حذفت عينه) مضمومة مثل (جاد جوُد ـ طال طوُل) كان حق الفاء الضم (جُدتُ، طُلت) لأن العين مضمومة بغض النظر عن كون العين واوا أو ياء، إلا أن العين المضمومة المعلة لا تكون إلا في الواوي.

2ـ إذا كانت العين مفتوحة لم يعتد بالفتح لأنه محايد إذ لا تقابله فتحة على الفاء كما أسلفت، فتهمل فتحة العين ولا تعد ضابطا، وعندئذ يتم الاحتكام إلى العين من حيث هي حرف فإن كانت واوا مثل (قال قوَل، راع روَع) كان حق الفاء الضم لمناسبة الضمة للواو التي عُوّل عليها بعد إهمال الفتحة فيقال (قُلت، رُعت). وإن كانت العين المفتوحة ياء مثل (طاب طيَب، جاء جَيَأ) كان حق الفاء الكسر لمناسبة الكسرة للياء بعد إهمال الفتحة فنقول (طِبت، جِئت).

3ـ إذا كانت العين مكسورة كسرت الفاء مطلقا بغض النظر عن العين من حيث هي حرف فتكسر الفاء سواء كانت العين المكسورة ياء مثل: (ضاق ضيِق، عان عيِن، من العين) فيقال (ضِقت، عِنت) أو كانت العين المكسورة واوا مثل (خاف خوِف، نام نوِم) فيقال (خِفت، نِمت).

وعليه يظهر مما سبق أن الضابط متحد وهو حركة العين، وإنما يكون التعويل على العين (الحرف) للترجيح وذلك عندما تكون حركة العين فتحة.

هذا هو الغالب ولا يخالفه إلا القليل النادر، والله أعلم.

تحياتي ومودتي.

أستاذي: تغيب وتحرمنا منك، لا تكن عاقًّا لطلابك.

أوحشتنا.

ـ[ابن النحوية]ــــــــ[30 - 10 - 2008, 11:23 ص]ـ

أشكرك جزيل الشكر أخي الأعز علي المعشي، إجابة شافية أصبت فيها كبد السؤال والجواب كعادتك جوابٌ على قدر السؤال.

جوابك هو الذي كنتُ أبحث عنه، هي تعليلات تزيد اللغة بهاء ورونقا وقناعة بها وأنها لغة محكمة، ومع ذلك تبقى اجتهادات منطقية وعقلية قابلة للأخذ والرد.

العجيب أن من تعليلات الصرفيين أن الفعل (قُلْتُ) وأصله (قَوَلَ) حُوِّل إلى (فَعُل) (قَوُلَ) ثم حصل نقل الضمة إلى الفاء بعد تحويل (فَعَلَ) إلى (فَعُلَ)، علةٌ عجيبة لا أدري كيف تفتقت عنها عقول أولئك الأوئل الكبار.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير