يومه فيقول سمعت عن شيخيّ كذا وكذا ورأيتهما يستشهدان بكذا وكذا، فلا يبقى في ذهنه إلا ما سمعه عنهما مقترنا باسمهما.
وأظن أن هذا الطالب لا يذكر مَن مِن شيخيه تحدث أولا لكنه يذكر العلم الذي أخذه عنهما فيدعو لهما أن جعلاه متعلما ثم يُبلّغ العلم عنهما إلى من بعدهم أجمعين، وسواء أكان الشيخ الأول أم الثاني هو من تحدث أولا فلكل منهما صفاته التي تتمم النقص لدى الطالب ولكل منهما طريقته في الشرح والتي تزيد مساحة التحصيل لدى الطالب، وإني في النهاية أحسبهم من العلماء الذين فتح الله عليهم من علمه واختصهم عن باقي عباده بهذا الفتح، وإنه لفضل من الله يؤتيه من يشاء من عباده، وربما لا يستبصر العالم هذه المكانة لكن من هم دونه من الناس يستبصرونها.
قلتُ: بارك الله فيك على هذا النسج الأدبي الرائع , ولو أني أردت نسج مثله
لخربت ملطة كما يقول المصريون , فلا أجد في جعبتي إلا ّ جزاك الله تعالى
خيرًا.
أستاذي الكريم، هل هنا نكتفي بذكر هذه الجملة دون أن نوضح أن الحرف الأخير - بعد الترخيم - مضموم أو مفتوح أو مكسور مثل " عائش َ " لأننا لو اكتفينا بهذه الجملة لما أوضحنا حركة الحرف الأخير - بعد الترخيم -؟
قلتُ: نعم , لأمرين:
الأول: لا علاقة للإعراب في هذه الحالة وحركة الحرف الأخير من المرخم ,
إنما حركة الإعراب للحرف الأخير من الأصل قبل ترخيمه.
الثاني: حركة الحرف الأخير من المرخم حركة أساسية , وهي حركته من
الأصل قبل الترخيم , وتتغير من كلمة لأخرى بخلاف الضم اللازم لأخر الأصل
كحركة إعراب.
نقطة يجب الانتباه إليها، فربما كان الترخيم يؤذي صاحب الاسم فيقع هذا ضمن التنابز بالألقاب والله أعلم، جزاك الله خيرا على هذه الإفادة الشرعية.
قلتُ: نعم , هو كذلك , وهذا مما يقوي كلام الزجاجي السابق.
أشكرك جزيلا أستاذي الكريم السلفي وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
قلتُ: وأنا كذلك.
والله الموفق.
ـ[أمة الله الواحد]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 11:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية ً أشكرك أستاذي الكريم السلفي على هذا المجهود الكبير الذي بذلته في الشرح وجزاك الله خيرا وفتح عليك اللهم آمين.
الترخيم طرده فريق من العلماء في كل ما خُتم بتاء علمًا كان أم لا ,
نحو: ثقة وعالمة وضابطة وتقية و طويلة و ظريفة و تقية وصبية .... ,
ونص في المحيط البرهاني على قصره على العلم.
أعتقد لأن العلم هو الذي يُنادى والترخيم لا يكون إلا في النداء، لهذا قصروه على العلم، ولكن هل تُرخّم أعلام ما لا يعقل مثلا كأعلام الطيور؟ فنناديها رغم أنها لا تعقل؟
فهل يجوز ترخيم: حمامة، عصفورة؟
وقد نادى الشعراء قبل ذلك ما لا يعقل، فهل كان هذا على وجه الاستعارة فقط أم أن له أصل نحوي ّ؟
قلتُ: "مها " ثلاثي , وهذا الثلاثي في ترخيمه قولان , فالكوفيون يجيزونه. وعليه: فالأصل الذي عليه أئمة اللغة هو أن نقول:
لا ترخم " مها " , لأنها ثلاثي , وترخيمها إجحاف بها , ولا داع له , لأنها
خفيفة في النطق , والمقصود بالترخيم التخفيف , وهذا قول البصريين ,
أو نقول:
ترخم , وهذا مذهب الكوفيين ,
وأما القول بأن " مها " مرخمة أصالةً , فلا تحتاج للترخيم , فهذا لا أعلم قائلاً
له من العلماء كما مرّ ,
ربما كان ترخيما لمهاة ثم تناقله الناس "مها "كما أوضح أستاذي أبو عبد القيوم في ذهابه أن مها ترخيما لمهاة وهذا يتوافق مع ما ذكره أستاذي السلفي حين قال
ولذا فإن أقنع ما ذكره الزجاجي في مضمون كلامه أن الترخيم لا يكون إلا إذا
كان المُخاطب (السامع) عالمًا الاسم الذي تم ترخيمه.
قلتُ: وإذا علم المُخاطب أصل لفظ الترخيم انتشر بين الناس , وتناقلوه بالتحمل
من بعضهم البعض.
ولا أراه , وذلك لأمور:
الأول: القول بأن " مها " ترخيم " مهاة " - مثلاً - هو عدول عن الأصل ,
والعدول عن الأصل يحتاج لدليل , ولا دليل هنا ,
فالأصل أن " مها " علم قائم بذاته مقصود في نفسه ,
نحو: عمر و حسن ..... , فلو ادعى واحد أنها مرخمة وجب عليه الدليل
¥