الجر على المجاورة هو أن يتبع ما جاوره لفظاً لا حكماً، ومنه قول العرب: (هذا جحرُ ضبٍ خربٍ) مع أنه صفة لجحر المرفوع، ومقتضى القواعد رفع خرب لأن صفة المرفوع مرفوع، ولكن العرب جرَّته على سبيل المجاورة. فالجر بالمجاورة معروف في اللغة العربية مشهورة في الإعراب لكثرته.
ومنه قوله تعالى {إني أخاف عليكم عذابَ يوم أليمٍ} جرّ " أليماً " وهو صفة العذاب المنصوب وقوله تعالى {وحور عين} على قراءة من جر وهو معطوف على قوله {بأكواب وأباريق} والمعنى مختلف إذ ليس المعنى يطوف عليهم ولدان مخلدون بحور عين.
وكذلك قول الشاعر:
لم يبق إلا أسيرٌ غير منفلتٍ ** وموثقٍ في عقال الأسر مكبول
فخفض موثقاً لمجاورته منفلت، وهو مرفوع معطوف على أسير
وفي الآية" أرجلكم " معطوفة على الرءوس في الإعراب، والحكم مختلف فالرءوس ممسوحة والارجل مغسولة وهو الإعراب الذي يقال هو على الجوار وليس بممتنع أن يقع في القرآن لكثرته كما بينا.
:::إذا هو ليس معطوفا على الهاء، ما إعراب (به) هل تعرب بأنا مضاف إليه؟؟ ...
لا، بل تعرب:
الباء حرف جر مبني على الكسر لامحل له من الإعراب، والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بـ " كفر "
:::واعتذر عن الأسئلة اذا كانت من جهل ..
كما أشرك مجددا على الجواب، ومنكم نستفيد
بل أرحب بأسئلتك، ولمزيد من الفائدة أحببت أن أنقل لك ما جاء في شرح ابن عثيمين
قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – في الشرح الممتع (المجلد الأول):
< CENTER>
( في قوله تعالى: {وأرجلكم} قراءات)
أما قراءة {وأرجلَكم} بالنصب، عطفاً على {وجوهكم} فهي قراءة سبعية.
وأما قراءة {وأرجلِكم} بالجر، فتخرج على ثلاثة أوجه:-
[ COLOR="Red"][U] الأول: أن الجر هنا على سبيل المجاورة، بمعنى: أن الشيء يتبع ما جاوره لفظاً لا حكماً، والمجاور لها {برؤوسِكم} بالجر فتجر بالمجاورة.
ومنه قول العرب: هذا جحرُ ضبٍ خربٍ مع أنه صفة لجحر المرفوع، ومقتضى القواعد رفع خرب لأن صفة المرفوع مرفوع، ولكن العرب جرَّته على سبيل المجاورة.
الثاني: أن قراءة النصب دلت على وجوب غسل الرجلين.
وأما قراءة الجر فمعناها: اجعلوا غسلكم إياها كالمسح، لا يكون غسلاً تتعبون به أنفسكم، لأن الإنسان فيما جرت به العادة قد يكثر من غسل الرجلين ودلكها لأنها هي التي تباشر الأذى فمقتضى العادة أن يزيد في غسلها، فقصد بالجر – فيما يظهر – كسر ما يعتاده الناس من المبالغة في غسل الرجلين لأنهما اللتان تلاقيان الأذى.
الثالث:
أن القراءتين تنزل كل واحدة منهما على حال من أحوال الرِجل، وللرِجل حالان:
الحال الأول: أن تكون مكشوفة، وهنا يجب غسلها.
الحال الثاني: أن تكون مستورة بالخف، وهنا يجب مسحها.
فتنزل القراءتان على حالَي الرِجل، والسنة بيَّنت ذلك، وهذا أصح الأوجه وأقلها تكلفاً، وهو متمشٍ على القواعد وعلى ما يُعرف من كتاب الله تعالى حيث تنزل كل قراءة على معنى يناسبها، ويكون في الآية دليل على جواز المسح على الخفين.
هذا والله الموفق لكل خير.
ـ[سلام الله عليكم]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 11:34 م]ـ
وأنا اسمح لي أن أسألك: ماذا وراء الأكمة؟
مع أني لم أفهم السؤال، ولكني يمكن أن أقول لاشئ ( ops
أخي الكريم لقد تكلم العلماء عن معنى الباء كثيرا وخاصة في هذه الآية واسمح لي أنقل لك ما قله العلماء:
قال الإمام ابن قدامة – رحمه الله تعالى -: (زعم بعضهم أن المسح هو بعض الرأس .. أن الباء للتبعيض فكأنه قال وامسحوا بعض رؤوسكم .. و قول الله تعالى: (وامسحوا برؤوسكم) الباء للإلصاق فكأنه قال: (وامسحوا رؤوسكم) فيتناول الجميع كما قال في التيمم: (وامسحوا بوجوهكم).
وقولهم الباء للتبعيض غير صحيح ولا يعرف أهل العربية ذلك ..
وقال ابن برهان: من زعم أن الباء تفيد التبعيض فقد جاء أهل الغة بما لا يعرفونه.
وقال العُكْبُريُّ: «وقال من لا خبرة له بالعربية: الباء في مثل هذا للتبعيض، وليس بشيء يعرفه أهل العلم».
ومنهم من نسبه إلى أصحاب الشافعي. قال ابن جني: «وأما ما يحكيه أصحاب الشافعي من أن الباء للتبعيض فشيء لا يعرفه أصحابنا، ولا ورد به ثَبِتٌ».
¥