ومنهم من نقل عن ابن هشام أنه نسبه إلى الشافعي في شرح قصيدة كعب بن زهير، والذي حققه السيوطي أن الباء عند الشافعي للإلصاق، وأنكر أن تكون عنده للتبعيض، وقال: «هي للإلصاق. أي: ألصقوا المسح برؤوسكم،
أمَّا ابن هشام فقد ذكر في مغني اللبيب من معاني الباء: التبعيض، وحكاه عن الأصمعي والفارسي وابن قتيبة وابن مالك والكوفيين، ثم قال: «قيل: ومنه:?وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ ?»، ثم عقَّب عليه بقوله: «والظاهر أن الباء للإلصاق،
وعلى من ذهب إلى التبعيض يلزم أن يكون التبعيض في قوله في آية التيمم {فامسحوا بوجوهكم وأيديكم} منه أن يقتصر على مسح بعض الوجه وبعض اليد، ولا قائل به.
وعلى هذا يتبين لنا أن الباء في قوله تعالى:? وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ ? ليست بزائدة، أو للتبعيض، أو للآلة؛ وإنما هي للإلصاق، جيء بها لتدل على إلصاق المسح بالرأس.
وصلت الفكرة، فهي للإلصاق، وهي تؤثر كما هو ظاهر على الكلمة (برؤوسكم) فجرتها،، أليس كذالك؟:)
كما رأيت في هذا الموقع أن الباء تفيد التبعيض أيضا كالقول: (أخذت بثوبه)
http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=97&ID=1&idfrom=1&idto=789&bookid=97&startno=7
لا أدري ما مبرر أن تأتي بهذا المثال فهو بعيد كل البعد عن الآية ولا يقاس عليه، فما علاقة الإكرام بالمسح؟
أمّأ الآية فقد أدخل الله الممسوح بين المغسولات، للدلالة على وجه الترتيب، ولو كان الترتيب غير واجب لقال الله: اغسلوا وجوهكم وأيديكم وأرجلكم وامسحوا برءوسكم.
وكما قال صاخب التنوير:
وتكون جملة {وَ?مْسَحُوا? بِرُءُوسِكُمْ} معترضة بين المتعاطفين. وكأنّ فائدة الاعتراض الإشارة إلى ترتيب أعضاء الوضوء لأنّ الأصل في الترتيب الذكري أن يدلّ على التّرتيب الوجودي، فالأرجل يجب أن تكون مغسولة؛ إذ حكمة الوضوء وهي النّقاء والوضاءة والتنظّف والتأهّب لمناجاة الله تعالى تقتضي أن يبالغ في غسل ما هو أشدّ تعرّضاً للوسخ؛ فإنّ الأرجل تلاقي غبار الطرقات وتُفرز الفضلات بكثرة حركة المشي، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلّم يأمر بمبالغة الغسل فيها، وقد نادَى بأعلى صوته للذي لم يُحسن غسل رجليه «وَيْلٌ للأعقاب من النّار».
واضح
الجر على المجاورة هو أن يتبع ما جاوره لفظاً لا حكماً، ومنه قول العرب: (هذا جحرُ ضبٍ خربٍ) مع أنه صفة لجحر المرفوع، ومقتضى القواعد رفع خرب لأن صفة المرفوع مرفوع، ولكن العرب جرَّته على سبيل المجاورة. فالجر بالمجاورة معروف في اللغة العربية مشهورة في الإعراب لكثرته.
ومنه قوله تعالى {إني أخاف عليكم عذابَ يوم أليمٍ} جرّ " أليماً " وهو صفة العذاب المنصوب وقوله تعالى {وحور عين} على قراءة من جر وهو معطوف على قوله {بأكواب وأباريق} والمعنى مختلف إذ ليس المعنى يطوف عليهم ولدان مخلدون بحور عين.
وكذلك قول الشاعر:
لم يبق إلا أسيرٌ غير منفلتٍ ** وموثقٍ في عقال الأسر مكبول
فخفض موثقاً لمجاورته منفلت، وهو مرفوع معطوف على أسير
وفي الآية" أرجلكم " معطوفة على الرءوس في الإعراب، والحكم مختلف فالرءوس ممسوحة والارجل مغسولة وهو الإعراب الذي يقال هو على الجوار وليس بممتنع أن يقع في القرآن لكثرته كما بينا.
واضح
بل أرحب بأسئلتك، [ COLOR="Purple"][U] ولمزيد من الفائدة أحببت أن أنقل لك ما جاء في شرح ابن عثيمين
قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – في الشرح الممتع (المجلد الأول):
< CENTER>
( في قوله تعالى: {وأرجلكم} قراءات)
أما قراءة {وأرجلَكم} بالنصب، عطفاً على {وجوهكم} فهي قراءة سبعية.
وأما قراءة {وأرجلِكم} بالجر، فتخرج على ثلاثة أوجه:-
الأول: أن الجر هنا على سبيل المجاورة، بمعنى: أن الشيء يتبع ما جاوره لفظاً لا حكماً، والمجاور لها {برؤوسِكم} بالجر فتجر بالمجاورة.
ومنه قول العرب: هذا جحرُ ضبٍ خربٍ مع أنه صفة لجحر المرفوع، ومقتضى القواعد رفع خرب لأن صفة المرفوع مرفوع، ولكن العرب جرَّته على سبيل المجاورة.
الثاني: أن قراءة النصب دلت على وجوب غسل الرجلين.
وأما قراءة الجر فمعناها: اجعلوا غسلكم إياها كالمسح، لا يكون غسلاً تتعبون به أنفسكم، لأن الإنسان فيما جرت به العادة قد يكثر من غسل الرجلين ودلكها لأنها هي التي تباشر الأذى فمقتضى العادة أن يزيد في غسلها، فقصد بالجر – فيما يظهر – كسر ما يعتاده الناس من المبالغة في غسل الرجلين لأنهما اللتان تلاقيان الأذى.
الثالث:
أن القراءتين تنزل كل واحدة منهما على حال من أحوال الرِجل، وللرِجل حالان:
الحال الأول: أن تكون مكشوفة، وهنا يجب غسلها.
الحال الثاني: أن تكون مستورة بالخف، وهنا يجب مسحها.
فتنزل القراءتان على حالَي الرِجل، والسنة بيَّنت ذلك، وهذا أصح الأوجه وأقلها تكلفاً، وهو متمشٍ على القواعد وعلى ما يُعرف من كتاب الله تعالى حيث تنزل كل قراءة على معنى يناسبها، ويكون في الآية دليل على جواز المسح على الخفين.
هذا والله الموفق لكل خير.
واضح، شكرا وصلت الأفكار، فليس لي إلا أن اشكرك سيدتي على ما أفدتني به، وشكر الله سعيكِ.
سلامي وتحياتي
¥