إعراب "إذا قلت أَني آيِب"
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[20 - 04 - 2005, 01:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من يعرب قول الحطيئة:
إِذا قُلتُ أَنّي آيِبٌ أَهلَ بَلدَةٍ ... وَضَعتُ بِها عَنهُ الوَلِيَّةَ بِالهَجرِ
والشكر لكل مشارك
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[20 - 04 - 2005, 07:18 م]ـ
أخي أبا أيمن حفظه الله
هذا البيت من شواهد النحو التي يستدل بها على أن سليم تجري القول مجرى الظن مطلقا، فمعنى البيت على هذا:
إذا حسبت أني راجع ليلا إلى بلدة أسرع بعيري فأوصلني إليها في الهاجرة لسرعته.
وضعت بها: أي بالبلدة، عنه: أي: عن الجمل، الولية: ما يوضع تحت الرحل، بالهجر: أي بالهاجرة.
فإذا اسم شرط غير جازم مفعول فيه ظرف زمان متعلق بشرطه.
قلت: فعل ماض بمعنى الظن مبني على السكون والتاء فاعل. وهو فعل الشرط.
أني: أن حرف مشبه بالفعل للتوكيد والياء اسمها
آيب خبر إن مرفوع ...
أهل: مفعول اسم الفاعل آيب منصوب ....
قرية: مضاف إليه مجرور ...
وأن مع معموليها سدت مسد مفعولي (قلت)
وضعت: فعل ماض مبني على السكون والتاء فاعل .. وهو جواب الشرط غير الجازم
الولية: مفعول به منصوب ...
بها، وعنها، وبالهجر، كلها جوار ومجرورات متعلقات بالفعل وضعت.
وهذا خير شاهد مؤيد لمن ذهب إلى أن (إذا) تتعلق بشرطها لا بجوابها. لأن زمن (وضعت) هو الهاجرة وزمن الظن سابق عليه بكثير فلا يقترن الشرط والجواب بالزمن، ولا يصح هنا ما يقدر عادة بذكر الجواب أولا، فلا يصح أن نقول: أضع عنه الولية بالهجر حين أظن أني آيب، كما يقدر مثلا في قولهم: إذا جئتني أكرمتك: أكرمك حين تجيئني. فالإكرام والمجيء مقترنان في الزمن تقريبا، ,وإن كان الإكرام في الحقيقة واقعا بعد وقوع المجيء.
مع التحية الطيبة.
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 01:22 ص]ـ
أستاذي الكريم / الأغر
قلت فأبدعت ولاعدمنا فوائدكم، جعله الله في ميزان حسناتكم
بقيت مسألة يقولها المعربون
إِذا قُلت: يقولون إن الجملة الفعلية "قلت" في محل جر بإضافة إذا إليها
وهو مما أشكل علي،
كيف يعمل الفعل "قلت" النصب في الظرف "إذا" ويعمل الظرف في الفعل الخفض؟
وكيف نقبل هذا في الحين الذي نرفض فيه قول الكوفيين في المبتدأ و الخبر بأنهما ترافعا؟
تلميذكم المحب
أبو أيمن
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 02:31 ص]ـ
أخي أبا أيمن حفظه الله
يقول الرضيُّ: (وأما العامل في إذا فالأكثرون على أنه جزاؤه، وقال بعضهم هو الشرط كما في متى وأخواتها، والأولى أن نفصل ونقول إذا تضمن إذا معنى الشرط فحكمه حكم أخواته من متى ونحوه وإن لم يتضمن نحو إذا غربت الشمس جئتك، بمعنى أجيئك وقت غروب الشمس، فالعامل فيه هو الفعل الذي في محل الجزاء استعمالا)
فالذين يقولون إن العامل في إذا هو فعل الشرط لا يجعلون إذا مضافةً إلى هذا الفعل.
مع التحية الطيبة.
أخوك (الأغر)
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[24 - 04 - 2005, 01:16 ص]ـ
أستاذي الكريم الأغر قلتم:
فالذين يقولون إن العامل في إذا هو فعل الشرط لا يجعلون إذا مضافةً إلى هذا الفعل.
وإذا لم تضف إلى فعل الشرط فإلى أي فعل تضاف؟ وهل تتجرد "إذا" عن الإضافة؟
قال ابن مالك رحمه الله:
وَأَلْزَمُوا "إِذَا" إِضَافَة ً إِلَى ... جمَُل الأَفعَْالِ ك"هُنْ إِذَا اعْتَلَى"
مع أطيب التحايا
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[24 - 04 - 2005, 07:30 م]ـ
أخي الكريم أبا أيمن حفظه الله
الذي يفهم من كلام الرضي أن (إذا) إن تمحضت للظرفية كقولك: آتيك إذا احمر البسر، فهي مضافة إلى المعنى المأخوذ من الجملة أي: آتيك وقت احمرار البسر، وكما في مثال ابن مالك الذي أوردته.
وإن علقت (إذا) وقوع فعل على حلول وقت لا بد من مجيئه أي: تضمنت معنى شرط واقع لامحالة فهي عندئذ مضافة والعامل فيها الجزاء كقولك: إذا غربت الشمس جئتك، فالتقدير: أجيئك وقت غروب الشمس.
وإن تضمنت معنى شرط غير محتم الوقوع كانت مثل متى، مثل: إذا جئتني أكرمتك، يعني: أيَّ وقت تجيئني أكرمك فيه، ففي مثل هذه الحالة تكون (إذا) متعلقة بشرطها وليست مضافة إلى هذا الشرط، كما أن (متى) ليست مضافة في قولنا: متى تأتني أكرمك.
ومثلها (متى) الاستفهامية في نحو: متى قدمت؟
فالقول بأن (إذا) تلزم الإضافة إلى الجمل إما أن يكون فيه التفصيل الذي ذكرت فالإضافة ليست على إطلاقها، أو تكون الإضافة على إطلاقها ولكن ليس المراد بها الإضافة الحقيقية التي بمعنى اللام أو من أو في ولا اللفظية التي هي إضافة الصفة لمعمولها، وإنما المراد بها الملازمة أي: تلزم (إذا) أن تذكر بعدها الجمل الفعلية، فيفسر قول ابن مالك في ضوء ما ذكرت:
وألزموا (إذا) الدخول على الجمل الفعلية، والله أعلم.
مع تحياتي الطيبة.
أخوكم أبو محمد
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[25 - 04 - 2005, 12:24 م]ـ
جزاك الله الخبر كله أستاذي الكريم أبا محمد