[الفصل والوصل]
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[21 - 05 - 2005, 11:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
"هذا فن من القول خاص دقيق. اعلم أن مما يقل نظر الناس فيه من أمر العطف، أنه قد يؤتى بالجملة فلا تعطف على ما يليها، ولكن تعطف على جملة بينها وبين هذه التي تعطف جملة أو جملتان، مثال ذلك قول المتنبي:
تولوا بغتة فكأن بينا تهيبني ففاجأني اغتيالا
فكان مسير عيسهم ذميلا وسير الدمع اثرهم انهمالا
قوله: فكان مسير عيسهم معطوف على تولوا بغتة، دون ما يليه من قوله: ففاجأني، لأنا إن عطفناه على هذا الذي يليه أفسدنا المعنى من حيث أنه يدخل في معنى كأن، وذلك يؤدي إلى
أن لا يكون مسير عيسهم حقيقة، ويكون متوهما، كما أن تهيب البين كذلك.
والسبب في ذلك (هو) أن الجملةالمتوسطة بين هذه المعطوفة أخيرا وبين المعطوف عليها الأولى ترتبط في معناها بتلك الأولى، كالذي ترى أن قوله: فكأن بينا تهيبني مرتبط بقوله: تولوا بغتة وذلك أن الثانية مسبب والأولى سبب، ألا ترى أن المعنى: تولوا بغتة
فتوهمت أن بينا تهيبني؟ ولا شك أن هذا التوهم كان بسبب أن كان التولي بغتة وإذا كان كذلك كانت مع الأولى كالشيء الواحد، وكان منزلتها منهامنزلة المفعول والظرف وسائر ما يجيء بعد تمام الجملة من معمولات الفعل مما لا يمكن إفراده عن الجملة، وأن يعتد كلاما على حدته" (1)
فالأصل أن المعطوف يتبع المعطوف عليه ويرتبط به، ولكن عدل عن هذا، وتم الفصل بينهما من أجل أمن اللبس، فتقدم المسبب على المعطوف لأنه أهم منه، وبين المسبب والسبب علاقة معنوية أقوى من العلاقة بين المعطوف والعطوف عليه، ولهذا فالكلام يترتب بحسب الأهمية وقوة العلاقة المعنوية، والمتقدم في الرتبة متقدم في الموقع والمكانة والمتأخر في الرتبة متأخر في الموقع والمكانة.
والسلام عليكم
ـ[نبراس]ــــــــ[21 - 05 - 2005, 02:11 م]ـ
لله أنت ياعزام
جزيت خيرا وزوجت بكرا
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[22 - 05 - 2005, 09:09 ص]ـ
شكرا لك يانبراس، علمي بعض علمكم،
أرجومن الله أن يوفقنا جميعا.