تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[التنافر المعنوي]

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[02 - 06 - 2005, 11:19 ص]ـ

التنافرالمعنوي

أ- نقول: محمد أمين

و: لمحمد أمين

و: إن محمدا لأمين

فلماذا تنتقل (تتزحلق) اللام من مكانها عند دخول (إنّ)؟

سبب ذلك هو التنافر المعنوي بين اللام و إنّ، يحد ث هذا كما يحدث بين قطبي المغناطيس المتشابهين، فالكلام هنا مبني على إن ومن المعروف أن (إن) لها حق الصدارة، و تفيد التوكيد وهي حرف داخل لمعنى معين في الاسم الذي بعده والرتبة محفوظة بين الحرف ومدخوله، كما أن اللام تفيد التوكيد، فلا يجتمع المؤكدان، ولهذا فلا بد من الافتراق.

ب- نقول: صلى الناس إلا زيدا

ولا نقول: صلى الناس حاشا زيدا

وسبب ذلك هو أن الكلام مبني على الفعل صلى، وكلمة حاشا تتعارض دلاليا مع الفعل حاشا، لأن الصلاة ليست من الأعمال التي يتنزه الإنسان عن فعلها، ومن هنا يجب أن تكون المباني منسجمة دلاليا مع المبني عليه.

ج-نقول: شرع القمر يطلع

ولا نقول: شرع القمر أن يطلع

وذلك لأن الكلام مبني على الفعل شرع الذي يدل على البدء في وقوع الخبر، ودلالة أن مستقبلية، وهي تتنافى مع دلالة الفعل شرع، ولهذا أشار النحاة بوجوب تجرد خبر شرع من (أن).

د- وقال النحاة: إن الأفضل في خبر كاد وكرب أن لا يقترن بأن، وسبب ذلك أنهما تدلان على القرب الشديد لوقوع الخبر، ولهذا قال تعالى: (يكاد زيتها يضيء)،فحذف أن لأن الكلام مبني على الفعل يكاد، أما أوشك فالأفضل أن يقترن خبرها (بأن) لأن دلالتها على وقوع الخبر أبعد من دلالة كاد وكرب.

ه-وقال النحاة أيضا: إن خبر حرى واخلولق يجب أن يقترن (بأن)،أما عسى فالأفضل الاقتران (بأن) لأن عسى فيها الدلالةعلى قرب وقوع الخبرأكثر من حرى واخلولق، ولهذا فنحن نقول: اخلولق القمر أن يطلع

ولا نقول: اخلولق القمر يطلع

لأن دلالة اخلولق وحرى على وقوع الخبر بعيدة، ولذلك يجب أن، نأتي (بأن).

وهذا يعني أن المبني عليه هو الأساس الذي يتركب عليه الكلام، ويجب أن تنسجم بقية المباني (الكلمات) معه معنويا، وإلا حصل التنافرأو التعارض المعنوي بين المبني عليه والمباني. ومن هناكان الكلام اختيار وتأليف بحسب الأهمية وقوة الجذب المعنوي.

والسلام عليكم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير