تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[علامات المنزلة والمكانة أم علامات الإعراب؟؟]

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[08 - 06 - 2005, 11:26 ص]ـ

[علامات المنزلة والمكانة أم علامات الإعراب؟؟]

من المتعارف عليه أن علامات الإعراب أو علامات المنزلة والمكانة موجودة في اللغة من أجل تمييز المعاني النحوية ولأمن اللبس، فهل هي لذلك حقا؟؟

إذا كانت لذلك فكيف تقوم علامات الإعراب بتمييز المفاعيل المنصوبة، والمرفوعات، والمجرورات؟

ولهذا أقول: إن (زيد) في قولنا قام زيد، ليس فاعلا لأنه مرفوع بل هو مرفوع لأنه فاعل، مسبوق بالفعل، وقام به، وعلامة الرفع ناتجة عن ارتباط زيد مع قام على نحو مخصوص، ولو عكسنا العلاقة بينهما وقلنا: زيد قام لبقي زيد مرفوعا، ولكن وظيفته الاّن هي وظيفة الابتداء، فالوظيفة ليست نابعة من العلامة بل العلامة نابعة من منزلة المعنى وهي دلالة أو إشارة على منزلة المعنى التي تتمتع بها الكلمة داخل التركيب. فالرفع يدل على العمدة والأهمية، والنصب يدل على الفضلة والأقل أهمية، والجر يدل على الإضافة وقليل الأهمية، ومنزلة المعنى داخل التركيب هي المتحكمة في علامة المنزلة والمكانة.

فنحن نقول: ضربت زيدا و زيد ضربته

فكلمة (زيدا) فضلة وكلمة (زيد) عمدة

وإن أردنا بيان المعاني النحوية نظرنا إلى منزلة المعنى بين الكلمات داخل التركيب، فنقول: إن (زيد):مبتدأ لأنه ليس مطلوبا لأية كلمة سابقة عليه وهو المبني عليه،

ونقول إن (زيدا) مفعول به لأنه مسبوق بالفعل والفاعل، والفعل بحاجة إلى محل يقع فيه، وهو مبني على الفعل.

وهذه العلامات من صنع المتكلم هكذا نطقت بها العرب للدلالة على منازل المعاني وأهميتها داخل التركيب، ولهذا فالكلام في ترتيبه الأصلي يبدأ من العمدة مارا بالفضلة منتهيا بالإضافة، وفي رأيي أن تسميتها بعلامات المنزلة والمكانة أولى من تسميتها بعلامات الإعراب، ومهمتها بيان منزلة المعنى داخل التركيب ولأمن اللبس.

ويشترك الضابط اللفظي مع الضابط المعنوي في البدء بالرفع ثم بالنصب، وذلك لأن الرفع أثقل من النصب، وفي هذا يقول السهيلي:"إن الأثقل أولى بأول الكلام من الأخف بسبب نشاط المتكلم وجمامه".


(1) السهيلي-نتائج الفكر، ص 268

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير