تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أوزان الألوان: سياراتٌ حُمْرٌ أم حَمراءُ؟!

ـ[حنين]ــــــــ[20 - 05 - 2005, 04:44 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعلمتُ أن جمع غير العاقل يعامل معاملة المفرد المؤنث، فنقول "هذه سيارات"، "الأقلام التي على المكتب" ...

هل الألوان كذلك، فنقول "سيارة حمراء" و "سيارات حمراء"؟ أم نقول "سيارات حمر" كما جاء في القرآن في سورة المرسلات الآية 33 "كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ"؟ أم كلاهما صحيح؟

الألوان على وزن "أفْعَل" تستخدم للمفرد المذكر.

متى تكون الألوان على وزن "فُعْل"؟ ومتى تكون على وزن "فَعْلاء"؟

بارك الله فيكم.

ـ[حازم]ــــــــ[20 - 05 - 2005, 07:39 م]ـ

الأستاذة المتألِّقة / " حنين "

ما زالت مشاركاتك، تنطوي على أجلِّ الفوائد، مع أشهى الموائد، لكل غائب وشاهد.

زاد الله علمك ضياء، وفهمك صفاء، ورزقك رخاء

ما تعلَّمتِه صحيح – أيتها الأستاذة الفاضلة -.

فجمع ما لا يعقل: يعامل معاملة المفردة المؤنثة، أو معاملة الجمع، في ضميره، وصفته، والإخبار عنه، والإشارة إليه.

ولكِ أن تقولي:

" سيارات حمراء "

" سيارات حمراوات "

" سيارات حُمْر "

وقد وردت الأقسام الثلاثة في الكتاب العزيز:

{ولَقَدْ أنزَلْنا إلَيْكَ ءَاياتٍ بَيِّناتٍ} سورة البقرة 99

{فَأخْرَجْنا بِهِ ثَمَراتٍ مُخْتلِفًا ألْوَانُها} سورة فاطر 27

فأعاد ضمير المفرد المؤنث، على جمع ما لا يعقل

{وسَبْعَ سُنبُلاتٍ خُضْرٍ} سورة يوسف 43

وقولك: (متى تكون الألوان على وزن " فُعْل "؟ ومتى تكون على وزن " فَعْلاء "؟)

" فُعْل ": من جموع الكثرة

ويكون في كلِّ وَصفٍ على وزن " أفْعَل فَعْلاء "

نحو: " أبيض، أحْمَر، أزرق، أعْوَر، ... " وهي أوصاف لمذكَّر.

ويكون وَصف المؤنث منها: " بَيضاء، حَمْراء، زَرقاء، عَوْراء، ... "

والجمع: " بِيض، حُمْر، زُرْق، عُور، ... "

قال الله تعالى: {وكُلُوا واشْرَبوا حتَّى يَتَبيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} سورة البقرة 187

وقال جلَّ ذكره: {ونَزَعَ يَدَهُ فَإذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ} سورة الأعراف 108

وقال جلَّ في علاه: {ويَلْبَسُونَ ثِيابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ} سورة الكهف 31

قال المتنبي، " من الكامل ":

فاللَّيلُ حِينَ قَدِمتَ فيها أبيضُ * والصُّبحُ مُنذُ رَحَلتَ عَنها أسْوَدُ

وقال عنترة بن شدَّاد، " من الكامل ":

بِزُجاجةٍ صَفْراءَ ذاتِ أسِرَّةٍ * قُرِنَتْ بِأزْهَرَ في الشَّمالِ مُفَدَّمِ

وقال البحتري، " من الكامل ":

في حُلَّةٍ خَضْراءَ نَمْنَمَ وَشْيَها * حَوكُ الربِيعِ وحُلَّةٍ صَفْراء

وقال عمرو بن كلثوم، " من الوافر ":

بأنَّا نُورِدُ الراياتِ بِيضًا * ونُصْدرُهنَّ حُمرًا قَد رَوِينا

وقال المتنبي، " من الطويل ":

وتَضْريبُ أعناقِ المُلوكِ وأنْ تُرَى * لكَ الهَبَواتُ السُّودُ والعَسْكرُ المَجْرُ

والله أعلم

مع عاطر التحايا

ـ[ابن أبي الربيع]ــــــــ[21 - 05 - 2005, 07:37 ص]ـ

أخي حازم

حمراء وصف لمفرد، وسيارات جمع، فكيف تصف هذا بهذا؟

أما قول الحق، جل جلاله: (فَأخْرَجْنا بِهِ ثَمَراتٍ مُخْتلِفًا ألْوَانُها) أنت خبير بأن المختلف هي الألوان لا الثمرات، فهذا من النعت السببي، وحكم السببي حكم الفعل الذي يصلح لأن يحل محله، فيصح في الكلام: ثمرات اختلفت أو اختلف ألوانُها.

وإذا كان مجموعاً جمعاً مكسّراً جاز في النعت شيئان:

الإفراد - والمطابقة للسببي.

فلا يصح: هذه سيارات حمراء، بل تقول: حُمْر، أو حمراوات.

ـ[حازم]ــــــــ[21 - 05 - 2005, 10:29 ص]ـ

تُعَدُّ ذُنوبي عِندَ قَومٍ كَثيرةً * ولا ذَنبَ لي إلاَّ العُلا والفَضائِلُ

الفاضل / " ابن أبي الربيع "

أشكرك على مشاركتك.

غير أني لم أتعرَّض لكلمة {مُختَلِفًا}، كما أني لم أُشِر في بياني إلى نوع النعت، وهذان الأمران ليسا هدفًا لي في هذا الموضوع.

إنما بياني كان حول عود ضمير الهاء في كلمة {ألْوانُها} إلى كلمة {ثَمَراتٍ}، وهي جمع ما لا يعقل، ولذا صحَّ عودُ الضمير المفرد إليها.

وانظر قول الله تعالى: {إلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعةِ وما تَخْرُجُ مِن ثَمَراتٍ مِنْ أكْمامِها} سورة فصلت 47

{ثَمَراتٍ}: فيها قراءتان متواترتان، الإفراد والجمع.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير