تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هذا أم هذا؟ ولماذا؟]

ـ[الطائي]ــــــــ[21 - 05 - 2005, 07:34 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

هل نقول (أنا ضدُّ الظلم) أم (أنا ضدَّ الظلم) ولماذا؟

وهل نقول (هو رهنُ الاعتقال) أم (هو رهنَ الاعتقال)؟ ولماذا؟

وأغتنم فرصة وجودي بين النحاة لأسأل عن إعراب الشطر الأول من هذا البيت:

ذَكَرَ الهوى فَتَنَفَّسَ المشتاقُ=وَبَدا عليه الذلُّ والإطراقُ

وللجميع أعذب التحايا ...

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[22 - 05 - 2005, 09:45 ص]ـ

أخي الكريم

رأيي أنها بالنصب إما على الحال، أو على أساس أنها خبر لأكون أو كائن والتقدير أنا كائن ضدَ الظلم أو أكون ضدَ الظلم، لماذا؟ لأن الخبر ليس هو المبتدأ في المعنى

والله أعلم

ـ[حازم]ــــــــ[22 - 05 - 2005, 05:11 م]ـ

قِفْ بالركائِبِ أوْ سُقْها بِتَرتِيبِ * عَسَى تَسيرُ إلى الحيِّ الأعارِيبِ

واسْألْ نَسيمًا ثَنتْ أعْطافَنا سَحرًا * مِنْ أينَ جاءَتْ فَفيها نَفحةُ الطِّيبِ

الأستاذ الفاضل / " الطائي "

بإطلالتك البهيَّة أشْرقتَ، وبحوارك الممتع تألَّقتَ، وبعذب حروفك قد سبقتَ

زادك الله علمًا وتوفيقًا.

" أنا ضدّ الظلم ".

" هو رهن الاعتقال ".

لا أرَى أنَّ الجملتين بحاجة إلى تقدير، بل معناهما واضح.

فالضمير المنفصل: مبتدأ

" ضدُّ، رهنُ " خبر مرفوع.

وهذان الاسمان، يُعربان حسب موقعهما من الجملة.

فقد يكون مجرورًا بحرف جر، نحو قول المتنبي، " من الكامل ":

ونَذيمُهُم وبِهِمْ عَرَفنا فَضْلَهُ * وبِضِدِّها تَتَميَّزُ الأشْياءُ

وقد يكون خبر " إنَّ "، نحو قول عمرو، " من الوافر ":

وإنَّ غدًا وإنَّ اليومَ رَهنٌ * وبَعدَ غَدٍ بِما لا تَعلَمينا

وقد يأتي مفعولاً به، نحو قول الفرزدق، " من الطويل ":

ألا هلْ لِلَيلَى في الفِداءِ فإنَّني * أرَى رَهنَ لَيلَى لا تُبالَى أواصِرُهْ

ويقع اسمًا للفعل الناسخ، نحو قول زهير، " من البسيط ":

وفارَقَتْكَ بِرهنٍ لا فِكاكَ لهُ * يَومَ الوداعِ فأمسَى رَهنُها غلقا

أو خبرًا له، نحو قول حَسَّان – رضي الله عنه –

يا دَوْسُ إنّ أبا أُزَيْهِرَ أصْبَحَتْ * أصداؤُه رَهْنَ المُضَيَّحِ فاقْدَحِي

والله أعلم

ذكرَ الهوَى فتنفَّسَ المُشْتاقُ * وبدا عليه الذلُّ والإطراقُ

يا مَن يُصبِّرني لأصبرَ بَعدهُ * الصبر ليسَ يُطيقهُ العُشَّاقُ

البيت في " العقد الفريد "، ولم يُنسَب، وهو من الكامل.

المعنى الأظهر:

ذَكَرَ الهوَى فتنفَّسَ المُشْتاقُ

" المشتاق " ذَكَر الهوَى بنفسه، فتنفَّس، وهذا المعنى هو المتَّجه.

وكلمة " المشتاق " يطلب رضاها، فعلان: ذَكرَ، تنفَّس

وهو نحو قول المتنبي، " من البسيط ":

طَوى الجزيرةَ حتَّى جاءني خَبرُ * فَزِعتُ فيهِ بآمالي إلى الكَذِبِ

ويسمَّى: باب التنازع في العمل.

وعند الكوفيين، يُسمَّى: " الإعمال ".

فَمن يَفوز منهما بـ" المشتاقُ "

في المسألة قَولان:

على المذهب الكوفيِّ: العامل: هو الفعل الأول، لسبقه.

وعلى المذهب البصري: العامل: هو الفعل الثاني، لقربه.

فإن أعملنا الأول في الاسم الظاهر، أعملنا الثاني في ضميره.

وإن أعملنا العامل الثاني في الاسم الظاهر، أعملنا العامل الأول في ضميره.

أخيرًا، أقول: لو جاءت رواية البيت ببناء الفعل الأول للمجهول، لَما حصل بين الفعلين تنازع، ولكانت أواصر المودة بينهما قائمة.

حيث تكون كلمة " الهوى "، نائب فاعل للفعل " ذُكِرَ ".

ويكون " المشتاق " فاعلا للفعل " تنفَّس "

والله أعلم.

مع عاطر التحايا

ـ[الطائي]ــــــــ[23 - 05 - 2005, 01:09 ص]ـ

الأستاذ (عزام)

أشكر لك تفضلك بالإجابة، وأنا مائلٌ إلى ما جئتَ به من رأي؛ غير أن أستاذنا (حازم) لم يقبل النصب على أية حال بل أكّد الرفع. ولا أدري لماذا لا تقبل سليقتي (الهزيلة) رواية الرفع!!

لك التحية ...

الأستاذ (حازم)

رفع الله قدرك إذ رحّبتَ بأخيك وهطلتَ عليه هتّانَ العذوبة حتى كاد يطير زهواً. المكان مشرقٌ دائماً بك وأمثالك من الأساتذة الذين أفتخر بالتتلمذ على أيديهم.

ما أروع ما جئت به من علم، حتى لم تترك لسائل سؤالاً. وأكرر ما قلتُه لأستاذنا (عزام) من أنني أميل إلى رواية النصب ولا أعلم لماذا!!

قد يُقال -مثلاً-: "الخير ضدُّ الشر" أي على النقيض منه؛ ولكن إذا قيل "أنا ضدّ الشر" فها "أنا" نقيض الشر أم أنني أقف موقفاً مضاداً له؟!

أما بيت العقد الفريد؛ فقد شفيتني منه - شفاك الله وعافاك - بأبلغ قول وأكمل عبارة.

وإني طامع في كرمك، ولا والله لا أزال أمتاحك حتى أرتوي، فدونك هذين السؤالين فألقِ عليهما من علمك ما يسر الخاطر:

- إعراب قوله -تعالى-: ((فأوجس في نفسه خيفةً موسى))

- إعراب الشطر الأول من البيت التالي:

ولو ناراً نفختَ بها أضاءت=ولكن كان نفخك في رمادِ

أسأل الله -جلّت قدرته- أن يديمكم لنا يا أساتذتنا، فبمثلكم ينشرح الصدر، وتنكشف غمة الجهل.

لكم صادق ودّي ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير