تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[(دامية الحواشي) ومجيء الحال من المضاف إليه ...]

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[27 - 04 - 2005, 02:22 ص]ـ

اختلف الإخوان في إعراب (دامية الحواشي) في بيت من الشعر مقطوع مما قبله:

مع الرايات دامية الحواشي***** على وهج الأسنة و الحراب

فذهب بعضهم إلى أن (دامية) صفة للرايات، وقال لا يجوز أن تكون (دامية) حالا من (الرايات) لأنها مضاف إليه، ولا تأتي الحال من المضاف إليه إلا إذا كان المضاف شبيها بالفعل مضافا ‘إلى معموله، أو جزءا من المضاف إليه أو بمثابة جزء منه على ما أورده الأستاذ بديع الزمان من قول ابن مالك:

ولا تجز حالا من المضاف له إلا إذا اقتضى المضاف عمله

أو كان جزء ماله أضيفا أو مثل جزئه فلا تحيفا

وقال بعضهم إنها حال، ولكنه لم يقدم دليلا على جواز هذا الوجه.

فأقول وبالله التوفيق:

الإضافة في (دامية الحواشي) إضافة لفظية، على نية الانفصال، أي: دامية حواشيها، سواء أكانت (دامية) اسم فاعل، أم صفة مشبهة، وهي من إضافة الصفة إلى معمولها، فلا تفيد تعريفا ولا تخصيصا، وإنما تفيد التخفيف، ولذلك وصفت النكرة بالوصف المضاف إلى المعرفة في قوله تعالى (هديا بالغ الكعبة) لأن المضاف في نية الانفصال، أي: هديا بالغا الكعبة.

ولما كانت (الرايات) معرفة و (دامية الحواشي) نكرة كما بينت لم يصح أن تكون (دامية) صفة للرايات، وإذا لم تكن صفة كانت حالا، ولكن كيف تكون حالا وهي ليست من الحالات الثلاث التي ذكر ابن مالك أنه يجوز فيها أن تأتي الحال من المضاف إليه، فليس المضاف شبيها بالفعل قابل للعمل في المضاف إليه ولا هو جزء من المضاف إليه ولا كالجزء؟؟؟

والجواب أن سيبويه أن أجاز أن يأني الحال من المضاف إليه إذا كان المضاف مع في مثاله: (مررت برجل معه صقر صائدا به) فقال في باب إجراء الصفة فيه على الاسم في بعض المواضع أحسن وقد يستوي فيه إجراء الصفة على الاسم، وأن تجعله خبرا فتنصبه:

(فأما ما استويا فيه فقوله: (مررت برجل معه صقر صائد به)، إن جعلته وصفا.

وإن لم تحمله على الرجل وحملته على الاسم المضمر المعروف نصبته فقلت: مررت برجل معه صقر صائدا به، كأنه قال: معه باز صائدا به، حين لم يرد أن يحمله على الأول) (الكتاب2/ 49)

فأجاز سيبويه في (صائد) الجر على أنه صفة للرجل، والنصب على أنه حال من الضمير (معه)، ومعنى قول سيبويه (وأن تجعله خيرا فتنصبه): أن تجعله حالا، فهو يسمي الحال خبرا في بعض المواضع من الكتاب. وقوله: (وإن لم تحمله على الرجل وحملته على الاسم المضمر المعروف نصبته) يعني: إن لم تجعل (صائد) صفة للرجل وجعلته راجعا للضمير في (معه) نصبته على الحال.

والعامل في الحال في هذا المثال معنى الاستقرار الذي تعلق به الظرف (معه) لأن التقدير: مررت برجل استقر معه صقر صائدا به، و (صقر) فاعل للفعل استقرالذي ناب عنه الظرف، وجملة (استقرمعه) صفة للرجل.

وقياسا على هذا المثال يجوز أن نقول: جاء مع زيد رجل ضاحكا، على أن (ضاحكا) حال من زيد، أي: جاء مع زيد وهو يضحك رجلز

والعلة في جواز هذا عندي أن (مع) تدل على المصاحبة فهي تشرك المضاف إليه الذي ياتي بعدها مع الفاعل أو المفعول من حيث المعنى، ففي المثال الذي أجزته قياسا على مثال سيبويه: (جاء مع زيد رجل ضاحكا) دخل زيد مع الرجل في المجيء فصار في المعنى مشتركا معه في الفعل جاء.

أو يمكن أن يؤول الظرف (مع) بمعنى اسم الفاعل (مصاحب) فيدخل عندئذ في أنه صالح للعمل في المضاف إليه فيجوز مجيء الحال منه، فمثلا إذا قلنا: جاء رجل مع الرايات دامية الحواشي، يكون التأويل: جاء رجل مصاحب الرايات دامية الحواشي، وعندئذ يصح أن تكون (دامية) حالا من الرايات، لأن الرايات في الأصل مفعول به والتقدير: جاء رجل يصاحب الرايات دامية الحواشي، فتكون الحال من المفعول به.

أرجو أن يكون فيما قدمت حل للإشكال الذي وجده الإخوان في البيت والحمد لله أولا وآخرا.

أخوكم الأغر

ـ[نبراس]ــــــــ[27 - 04 - 2005, 03:30 ص]ـ

أستاذي الأغر

بارك الله فيك.

وأنا لا اراها إلا حالا, ولكن لم يحيرني سوى السبب.

وقد وجدتَ لها مخرجا , وأدعو الله أن يخرجك وكل المسلمين من كل كرب وضيق.

ـ[بديع الزمان]ــــــــ[27 - 04 - 2005, 01:25 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يا نسيم الصبا العذب

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير