تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من يصنع علامة الإعراب أو علامة المنزلة والمكانة؟]

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[07 - 06 - 2005, 09:52 ص]ـ

[من يصنع علامة الإعراب أو علامة المنزلة والمكانة؟]

من المتعارف عليه أن علامة الإعراب (علامة المنزلة والمكانة) هي أثر ظاهر أو مقدر يجلبه العامل في في نهاية الكلمة، فهل هذا صحيح؟ يقول الشاطبي –رحمه الله- "الرافع والناصب والجار والجازم إنما هو المتكلم، والألفاظ لا عمل لها، لكن لما كان المتكلم يرفع عند حضور بعض الألفاظ، وينصب عند اّخر، ويجر عند اّخر، فكانت (علامات الإعراب) أو (علامات المنزلة والمكانة) تجري مع أنواع الإعراب وجودا وعدما نسبوا العمل إليها اتساعا، ولما رأى الناظم (ابن مالك) هذا الاصطلاح مما قد يخفىعلى كثير من الناس حرر عبارته على الأصل المقصودفقال: فانصب به مفعوله، ففاعل انصب هو المتكلم، والباء في "به" للسبب، كأنه قال: انصب أيها المتكلم مفعول الفعل بسببه وحضوره، فلم ينسب العمل إلا للمتكلم لكن بقرينة الفعل الطالب للنصب، والدليل على صحة رأي الناظم أن أصل العمل الطلب والطالب للمفعول ليس شيئا غير الفعل" (1)

وهذا يعني أنني إذا قلت: ضرب زيد (بالتسكين) فإن كلمة زيد تبقى مفتوحة على احتمالات متعددة، فإن أردته أن يكون الضارب رفعته، وإن أردته أن يكون المضروب نصبته، وكل ذلك حسب المعنى الذي يقصده المتكلم. وهذا يعني كذلك أن علامات الإعراب أو علامات المنزلة والمكانة، ليست بأثر ظاهر أو مقدريجلبه العامل في نهاية الكلمة، بل هي نابعة من منزلة المعنى بين الكلمات داخل التركيب، ودلالة ذلك أننا نقول:

عمرو ضرب زيدا

و عمرا ضرب زيد

والفعل السابق لزيد هو هو والعلامة مختلفة، أليس كذلك؟

والسلام عليكم


(1) الشاطبي-المقاصد الشافية، ج 1، ص ص 133 - 134

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير