تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

"واعلم أن ليس النظم إلاّ أن تضع كلامك الوضع الذي يقتضيه علم النحو وتعمل على قوانينه وأصوله. "فلست بواجدٍ شيئاً يرجع صوابه إن كان صواباً, وخطؤه إن كان خطأ, إلى النظم ويدخل تحت هذا الاسم, إلا وهو معنى من معاني النحو قد أصيب به موضعه, ووضع في حقه أو عومل بخلاف هذه المعاملة, فأزيل عن موضعه, واستعمل في غير ما ينبغي له. فلا ترى كلاماً قد وصف بصحة نظم أو فساده, أو وصف بمزية وفضل فيه, إلاّ وأنت تجد مرجع تلك الصحة وذلك الفساد وتلك المزية وذلك الفضل إلى معاني النحو وأحكامه " (2)."إن عبدالقاهر الجرجاني يتحدث عن سلطة ليست وجوداً حسياً في العالم لكن وجودها لا يقل عن وجود قوانين الحركة في ذلك العالم إنها سلطة النحو وهكذا يربط عبد القاهر بين النحو والنظم باعتبار الأول السلطة التي تحدد صحة الثاني أو عدم صحته" (3) , أو بالأحرى أن نقول: إن الرتبة هي التي تحدد صحة النظم, أو ضعفه, أو فساده, لأن النظم يقوم على الرتبة, ولأن إصابة الموضع, أو عدم إصابته تحدده الرتبة أو قوة العلاقة المعنوية بين الألفاظ, التي تجعل الألفاظ تنسابُ بسلاسة.

ثانيا: أصل ترتيب الجملة العربية

حدد النحاة أصل ترتيب الجملة العربية بواسطة أصل الاستصحاب, وهو أصل من أصول النحو العربي, يقوم على ملاحظة الشواهد اللغوية وصولاً إلى التجريد, " وقد كان الاهتمام بالبنية الأساسية منطلقاً لتناول الظاهرة اللغوية فهي نموذج أو معيار يحاول الكلام الحي تنفيذه, والنموذج التجريدي أساس للنموذج الحي, ولذلك حاسبوا الكلام المنطوق بمقياس النموذج التجريدي " (4). " لأنه من غير المعقول أن تتعدد النماذج بتعدد الجمل


1 - عبد القاهر الجرجاني - دلائل الاعجاز، ص 55 - 56.
2 - المصدر نفسه، ص 81، 82، 83.
3 - عبد العزيز حمودة - المرايا المقعرة، ص 239.
4 - محمد حماسة - بناء الجملة العربية, ص 11.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير