تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولأنه متعلِّق بأحكام المرفوعات من جهة رفعه إذا ناب عن الفاعل, ومن جهة حصول الفائدة به كحصولها بالفاعل على الجملة, ومن أجل أن الفعل يقتضيه بمعناه كما يقتضي الفاعل" (1). فإذا قلنا: ضرب زيدٌ فأول ما يتبادَرُ إلى ذهن المخاطب السؤال عن المفعول به فالفعل يصدر من الفاعل ثم يقع على المفعول. فالفعل بعد الفاعل يحتاج إلى المفعول ودلالته عليه قوية وذكره أهم وأكثر إفادة من غيره.

وتقديم المفعول معه, لأنه الفاعل أو المفعول من جهة المعنى, وفيه مراعاة لأصل الواو. فعندما نقول جاء زيد وطلوع الشمس. فطلوع الشمس فاعل من جهة المعنى وهو مصاحب لفعل المجيء يقول ابن هشام " لبعض المفاعيل الأصالة في التقديم على بعض إما بكونه مبتدأ في الأصل أو فاعلاً في المعنى أو مسرَّحاً لفظاً أوتقديراً والآخر مقي

(2) لأن علقة ما لا يحتاج إلى واسطة أقوى من علقة ما يحتاج إليها" (3).

وتأخيره للمصدر عن المفعول به عين الصواب, فصحيح أن الفعل له دلالة قوية على المصدر, إلاّ أنه يجب أن لا ننسى أن ذكره غير مفيد أو أن حاجة الفعل إليه ليست قوية فتأخيره أفضل من تقديمه "وذلك لأن ذكر الفعل مغنٍ عنه (4).

وتقديمه للمصدر على الظرف, لأن دلالة الفعل على المصدر أقوى من دلالته على الظرف, " ولأن الفعل ينصب المصدر وظرف الزمان وظرف المكان, ونصبه للمصدر أقوى من نصبه للظرفين. لأن الفعل إنما ينصبُ ظرف الزمان بالحمل على المصدر, وكان الأصل أن يتعدى إليه بحرف جر, وأما ظرف المكان فانتصب على ظرف الزمان, وكان الأصل أن يصل إليه الفعل بحرف جر, ونصب المكان في الرتبة الثالثة وكل ما هو في الدرجة الثالثة لا تجده إلا مخصوصاً" (5). وتقديمه للظرف " لأنه لا بد للفعل من زمان ومكان يكون فيهما" (6) , ولأن الفعل إنما اختلفت أَبنيته للزمان, وهو مضارع له من أجل أن


1 - الشاطبي - المقاصد الشافية، ج1،ص212.
2 - ابن هشام - أوضح المسالك، ج 2، ص 183 - 184.
3 - ابن مالك - شرح التسهيل، ج 2، ص 83.
4 - السهيلي - نتائج الفكر، ص 387.
5 - ابن أبي الربيع - البسيط في شرح جمل الزجاجي، ج1،ص 507.
6 - ابن عصفور - شرح جمل الزجاجي، ج1،ص324.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير