وما زلتِ تسلكين طريق النحو بخُطواتٍ واثقة، وبراعة فائقة.
زادكِ اللهُ علمًا وتوفيقا، وحقَّق لكِ أمانيك في ما يُرضيه تحقيقا.
نعم، هو ما قلتِ، فالضمير المنفصل في محل رفع مبتدأ.
المدير: خبره مرفوع
الجديد: نعت مرفوع
ولا يُشترَط أن يكون ما بعده معرَّفا بـ" أل "، بل يجوز أن يكون:
علمًا، نحو قوله تعالَى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إلَهَ إلاَّ هُوَ} سورة الحشر 22.
أو اسمًا موصولاً: نحو قوله تعالَى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِن طِينٍ} سورة الأنعام 2.
أو معرَّفًا بالإضافة، نحو قوله تعالَى: {وهُوَ ألَدُّ الْخِصامِ} سورة البقرة 204.
أو جملة فعلية، نحو قوله تعالَى: {هُوَ يُحْيِي ويُمِيتُ} سورة يونس 56.
أو نكرة، نحو قوله تعالَى: {يَنقَلِبْ إلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئًا وهُوَ حَسِيرٌ} سورة الملك 4.
أو اسم تفضيل، نحو قوله تعالَى: {وهُوَ أعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ} سورة الزمر 70.
أو جارًّا ومجرورًا، نحو قوله تعالَى: {وهُوَ بِالأُفُقِ الأعْلَى} سورة النجم 7.
أو غير ذلك.
كما يجوز أن يكون المبتدأ ضميرًا آخر، نحو:
أنا،، نحو قوله تعالَى: {وأنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} سورة البقرة 160.
أنتَ، نحو قوله تعالَى: {وأنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} سورة المائدة 117.
نحنُ، نحو قوله تعالَى: {ونَحْنُ الْوارِثُونَ} سورة الحجر 23.
هو، نحو قوله تعالَى: {وهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} سورة الأنعام 18.
وأما من كلام العرب:
قال الفرزدق، " من الطويل ":
ومِنَّا الَّذي لا يَنطِقُ النَّاسُ عِندَهُ * ولكنْ هوَ المُسْتأذِنُ المُتَنصِّفُ
وقول جميل بثينة، " من الطويل ":
هيَ السِّحرُ إلاَّ أنَّ لِلسِّحرِ رُقيةً * وإنِّيَ لا أُلفِي لَها الدَّهرَ راقِيا
وقال جرير، " من الوافر ":
هُما الحيَّانِ إنْ فَزِعا يَطيرا * إلَى جُردٍ كأمْثالِ السَّعالي
وقول الشنفري، " من الطويل ":
همُ الأهلُ لا مُستَودعُ السِّرِّ ذائعٌ * لَديهِمْ ولا الجاني بِما جرَّ يُخذَلُ
وقول عنترة، " من الوافر ":
أنا العَبدُ الذي خُبِّرْتَ عَنهُ * وقدْ عايَنتَني فَدعِ السَّماعا
وقال المتنبي، " من البسيط ":
أنتَ الحَبيبُ ولكنِّي أعوذُ بهِ * مِن أنْ أكونَ مُحبًّا غيرَ مَحبُوبِ
وقال عمرو بن كلثوم، " من الوافر ":
ونَحنُ التَّارِكونَ لِما سَخِطنا * ونَحنُ الآخِذُونَ لِما رَضينا
والله أعلم
مع عاطر التحايا
ـ[حنين]ــــــــ[26 - 05 - 2005, 11:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خير الجزاء - أيها الأستاذ الفاضل - وزادكم عِلماً ونَفَعَكم ونفع بكم. اللهم آمين.
ـ[الطائي]ــــــــ[27 - 05 - 2005, 10:26 ص]ـ
لا أملك إلا أن أقول: سبحان من خلق العلم وآتى حازماً منه أوفر الحظ والنصيب ...
والله إننا لنخجل من ردودنا عندما يقبل هذا الأسد، فننزوي ثعالبَ في وجارها.
هكذا العلم وإن لا فلا!!
الحمد لله الذي جعل في أبناء العربية مثلك ...
ندلف إلى الموضوع نحسب أننا نعلم، فإذا بنا لا نعلم شيئاً، فنهرع إلى الدرر المتناثرة في جنباته ونلتقطها في لذة واندهاش، لعلّ بريقها يبدّد ظلمة جهلنا ...
أدامك الله يا أستاذنا حازم ...