@ إذا تصدقت بهذه الصدقة فاجعلها بِنِيَّة شفاء مريضك، قال رسول الله r : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ مانوى) رواه البخاري.
@ إن كنت غَنِيًّا فكُن سَخِيًّا في صدقتك، وقد كان النبي r سَخياً كريماً (يُعطي عطاءَ مَن لا يخشى الفقر) رواه مسلم.
@ اجعل صدقتك خالصةً لوجه الله تعالى، فكلما كان العمل أكمل وأعظم إخلاصاً لله تعالى كلما كان ثوابه وثمرته أكمل وأعظم، وتذكَّر حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، والذي ذكر رسول الله r منهم: (ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله) متفق عليه، وفي هذا حثٌّ عظيم على الإخلاص في العمل.
@ لكي تكون صدقتك بليغة الأثر بإذن الله تعالى فحاول جاهداً أن تتحرى لصدقتك محتاجاً صالحاً تقياً كما جاء في الحديث عن النبيِّ r أنه قال: (لا تُصَاحِب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامَك إلا تقي) رواه الترمذي وأبو داود وهو حديث حسَن، وكلما كان الفقير أشد فقراً وحاجة للصدقة كلما كان أثر الصدقة أكبر وأعظم!، مع العلم أن (في كل كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجر) متفق عليه مرفوعاً، فلا يلزم أن تحصر صدقتك على الإنسان فقط وأن تظن أن الصدقة لن تنفع حتى تنفقها على إنسان بل إن أطعمت حيواناً محتاجاً بنية شفاء مريضك فسوف يُشفى إن شاء الله تعالى، والله واسع عليم.
@ حينما تتصدق بنية شفاء مريضك فلا تقل: (سأجَرِّب)، بل كان جازماً موقناً واثقاً بأن الله - تبارك وتعالى - سيشفي مريضك، ولا تستعجل النتيجة، ولا تقنط ولا تيأس من رحمة الله تعالى؛ بل كن واثقاً به فهو الشافي النافع الكريم الذي بيده الضرُّ والنفع .. والذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء .. والذي إذا أراد شيئاً قال له (كن) فيكون، فأحسن الظن به وأنه سيشفي مريضك .. فالله عند حسن ظن عبده به .. ولن يخذل الله أبداً عبدَهُ ما أحسن الظن به.
@ إن لَم ترَ نتيجةً سريعة لشفاء مريضك بعد صدَقتك - وهذا قد يحصل ولكنه نادر جداً - فتصدق مرةً أخرى وكرِّر ذلك ولا تقنط، وكن على تمام الثقة أن صدقتك لن تضيع أبداً فهي محفوظة عند مَن لا يضل ولا ينسى - سبحانه وبحمده -، وأنه إن لم يشفِ مريضك بسبب صدقتك فاعلم يقيناً أن ذلك لم يتم للطف إلهي وحكمة ربانية لأن الله تعالى قد لا يشفي المريض أحياناً حتى لو تصدَّق، بل قد يلطف بعبده المتصدق فلا يشفيه حتى يتخلص من ذنوبٍ يُقيم عليها .. ففتش نفْسك ونفْس مريضك وتخلصوا من الذنوب والمعاصي وسَتَرَوْن من دَفْعِ أكرم الأكرمين عنكم وقبوله صَدَقتكم وشفائه ومعافاته ما لا يخطر لكم على بال! .. وقد قال تعالى:} وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ {، ولذا قيل في الحِكَم الشرعية: (ما نَزَل بَلاَءٌ إلا بذنب ولا رُفِع إلا بتوبة).
@ إذا شفى الله مريضك وأبدله عن الضراءِ سَرَّاءً فتوجَّه ومريضك إليه بالحمد والشكر والهج بذلك كثيراً قائلاً (الحمد لله رب العالمين) لأنه أهل الثناء والمجد وقد أذِن إيذاناً عظيماً بالزيادة لمن وفقه لشكره حيث قال في كتابه الكريم:} وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ {(سورة إبراهيم، من آية: 7)، فمن مثلاً أكثر من شكر ربه على أن شفاه فليبشر بزيادة العافية والبعد عن الأمراض، وقد جاء عن النبي r أنه قال: (عجباً لأمر المؤمن!، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمن، إن أصابته سَرَّاءَ شكَرَ فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له) رواه مسلم.
نسأل الله تعالى أن يشفي مريضك شفاءاً لا يغادر سقماً وأن يجعل ما أصابه تكفيراً لسيئاته ورفعة لدرجاته وحجاباً له عن النار.
إليك بعض القصص العجيبة التي إن دلت على شيء فإنما تدل على عظيم أثر الصدقة في علاج المرضى:
القصة الأولى:
أمره النبي في المنام أن يتصدق،
ففعل فشفاه الله وعاش بوجه مشرق جميل:
¥