تقول إحدى الداعيات المشهورات: (كنتُ في الحرم منذ عدة سنوات، فآلمني ضرسي الذي أجلت معالجته وحشوه، وكنت سعيدة بوجودي في الحرم وأريد أن أشتغل بالقرآن، ولكن لو استمر الألم فسوف أذهب للطبيبة وسيضيع وقتي، فَخَطَرت في بالي فكرة أن أدفع هذا الألم بالصدقة، فتصدقت على واحدة من البنات في الحرم، فوالله ما هو إلا وقت قصير حتى سَكَن ألَمِي، ومنذ تلك السنة وإلى هذه الساعة لم أحتج إلى الطبيب لأجله لأنه لم يعُد يؤلمني أبداً!).
القصة الثامنة عشرة: قرر الأطباء موت طفله فأنقذه الله بصَدَقَةِ وَالده:
قال الشيخ / عبد الهادي بدلة إمام جامع الرضوان في حَلَب السورية , وهو من العلماء القلائل الذين يخاطبون العقل والقلب معاً - بارك الله فيه ونفع به - , قال: (في بداية زواجي مَنّ الله علينا بطفلنا الأول، ففرحنا به فرحاً شديداً، لكن شاء الله - سبحانه - أن يُصاب هذا الطفل بمرض شديد، عجِزَ عنه الطب حينها، وبَدَأت تسوء حالة الطفل وتسوء حالنا نحن أكثر حُزناً على فلذة كبدنا ونور عيوننا .. وكلكم يعلم ماذا يعني الطفل لوالديه وخاصة أنه طفلنا الأول!!.
لكن الشعور الأسوأ هو شعورنا بالعجز لأن نقدم له العلاج لمعاناته!!.
إلا أننا سلمنا أمرنا لله وقضائه، لكن كان علينا الأخذ بالأسباب وعدم ترك أي فرصة أو سبيل لعلاجه.
دلنا أهل الخير على طبيب ذي خبرة وشهرة فذهبتُ إليه بالطفل , والطفل يشكو من
الحمى - التي تأكل قبل الطفل جسدي وجسد أمه وقلبها وقلبي - فقال لنا: " إذا لم تنْزِل حرارة الطفل هذه الليلة فسيفارق الحياة غدا! ".
عدتُ بالطفل حزينا كئيباً، يقض الألم قلبي حتى فارق النوم جفني، فقمت لأصَلِّي، ثم ذهبت هائماُ على وجهي تاركاٌ زوجتي عند رأس ابني باكيةً حزينةً، مشيت في الشوارع لا أعرف ماذا اعمل لابني!!، لكنني تذكرت الصدقة وحديث حبيبي رسول الله r حينما قال: (داووا مرضاكم بالصدقة)، ولكن من سأجد في هذا الوقت المتأخر لأطرق بابه وأتصدق عليه، وماذا سيقول عني إن فعلت ذلك؟!.
وبينما أنا كذلك إذ بِهِرَّة جائعة تموء في الليل الأسود .. تذكرت قول رسول الله r حينما سأله الصحابة: (وإنَّ لنا في البهائم أجراً؟!) فقال r : ( في كل كبد رطبة أجر) رواه البخاري ومسلم، فدخلت منْزِلي وأخذت قطعةً من اللحم، فأطعمتها الهرة.
أغلقت الباب خلفي، غير أن صوت الباب اختلط بصوت زوجتي: " هل عدت .. إليَّ .. إليّ .. سريعاً "!!، فهرعت إليها .. وجدت وجه زوجتي قد تغير وعلى صفحة وجهها تهليلة بِشْر!.
فقلت: عُدتُ لتوي.
قالت: " بعدما ذهبت، أغفيت قليلاً وأنا جالسة .. فرأيت رؤيا عجيبة! ..
لقد رأيت نفسي محتضنةً ابني .. وإذ بطيرٍ أسودٍ كبيرٍ يهوي من السماء لينقض على طفلنا ليأخذه مني وأنا خائفة أضمّ ابني بشدة لا أعرف ماذا أفعل! وإذ بي بِقِطٍّ يدفع الطيرَ دفعاً شديداً ويعاركه عِراكاً ما رأيت أقوى منه، مع أن الطير كان ضخماً , وظل يدفعه ويعاركه حتى دفع الصقرَ بعيداً , واستيقظت على صوتك تأتي " ..
يقول الشيخ: فتبسمت واستبشرت خيراً، نَظَرَت إلَيَّ زوجتي مندهشة من تبسمي!.
فقلت لها: عسى أن يكون خيراً ..
هرعنا إلى طفلنا .. لا نعرف مَن يصِل أولاً وإذ بالحمى تزول عنه ويفتح الطفل عيناه، وصباح اليوم التالي - والذي لا إله إلا هو - كان الطفل يلهو مع الأطفال في الحي والحمد لله) انتهى كلام الشيخ.
بعد أن ذكر الشيخ هذه القصة العجيبة ألقى هذا الطفل - الذي بات شاباً وعمره الآن حوالي 17سنة وقد أكمل حفظ القرآن الكريم، ويتابع تعليمه الشرعي -، ألقى موعظةً بليغة بالمسلمين في مسجد والده، مسجد الرضوان في حلب، في أحد آخر ليال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك ..
والحمد لله رب العالمين
منقول
ـ[السدوسي]ــــــــ[14 - 05 - 2008, 09:12 ص]ـ
¥