تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 08:53 ص]ـ

[إهداء الرسول عصا لابن أنيس]

ثم قام بي، فأدخلني بيته فأعطاني عصا، فقال أمسك هذه العصا عندك يا عبد الله بن أنيس. قال فخرجت بها على الناس فقالوا: ما هذه العصا؟ قلت: أعطانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرني أن أمسكها عندي. قالوا: أفلا ترجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتسأله لم ذلك؟ قال فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله لم أعطيتني هذه العصا؟ قال آية بيني وبينك يوم القيامة. إن أقل الناس المتخصرون يومئذ قال فقرنها عبد الله بن أنيس بسيفه فلم تزل معه حتى مات ثم أمر بها فضمت في كفنه ثم دفنا جميعا.

عن شبكة الإسلام بتصرف.

ـ[عامر مشيش]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 06:44 م]ـ

قال الجاحظ في كتابه البيان والتبيين:

" قال الشرقي: خرجت من الموصل وأنا أريد الرقة مستخفيا - وأنا شاب خفيف الحال _ فصحبني من أهل الجزيرة فتى ما رأيت بعده مثله فذكر أنه تغلبي من ولد عمرو بن كلثوم ومعه مزود وركوة وعصا فرأيته لا يفارقها وطالت ملازمته لها فكدت من الغيظ عليه أرميه بها في بعض الأودية فكنا نمشي فإذا أصبنا دواب ركبناها وإذا لم نصب الدواب مشينا فقلت له في شأن عصاه فقال لي: إن موسى بن عمران صلوات الله وسلامه على نبينا وعليه حين آنس من جانب الطور نارا وأراد الاقتباس لاهله منها لم يأت النار من مقدار تلك المسافة القليلة إلا ومعه عصاه فلما صار بالوادي المقدس من البقعة المباركة قيل له: ألق عصاك واخلع نعليك فرمى نعليه راغبا عنهما حين نزه الله ذلك الموضع عن الجلد غير الذكي وجعل الله جماع أمره من أعاجيبه وبرهاناته في عصاه ثم كلمه من جوف شجرة ولم يكلمه من جوف إنسان ولا جان.

قال الشرقي: وإنه ليكثر من ذلك وإني لأضحك متهاونا بما يقول فلما برزنا على حمارينا تخلف المكاري فكان حماره إذا تلكأ أكرهه بالعصا وكان حماري لا ينساق وأعلم أنه ليس في يدي شيء يكرهه فسبقني الفتى إلى المنزل فاستراح وأراح ولم أقدر على البراح حتى وافاني المكاري فقلت هذه واحدة فلما أردنا الخروج من الغد لم نقدر على شيء نركبه فكنا نمشي فإذا أعيا توكأ على العصا وربما احتفز ووضع العصا على وجه الأرض فاعتمد عليها ومر كأنه سهم وألح حتى انتهينا إلى المنزل وقد تفسخت من الكلال وإذا فيه فضل كثير فقلت هذه ثانية فلما كان في اليوم الثالث ونحن نمشي في أرض ذات أخاقيق وصدوع إذ هجمنا على حية منكرة فساورتنا فلم تكن عندي حيلة إلا خذلانه وإسلامه إليها والهرب منها فضربها بالعصا فثقلت فلما بهشت له ورفعت صدرها ضربها حتى وقذها ثم ضربها حتى قتلها فقلت هذه ثالثة وهي أعظمهن فلما خرجنا في اليوم الرابع والله قرمت إلى اللحم وأنا هارب معدم إذا أرنب قد اعترضت فحذفها فما شعرت والله إلا وهي معلقة وأدركنا ذكاتها فقلت هذه رابعة وأقبلت عليه فقلت له: لو أن عندنا نارا لما أخرت أكلها إلى المنزل قال: فإن عندك نارا فأخرج عويدا من مزوده ثم حكه بالعصا فأورت إيراء المرخ والعفار عنده لا شيء ثم جمع ما قدر عليه من الغثاء والحشيش وأوقد ناره وألقى الأرنب في جوفها فأخرجناها وقد لزق بها من الرماد والتراب ما نغصها إليّ فعلقها بيده اليسرى ثم ضرب بالعصا على جنوبها وأعراضها ضربا دقيقا حتى انتثر كل شيء عليها فأكلناها وسكن القرم وطابت النفس فقلت هذه خامسة ثم إنا نزلنا ببعض الخانات وإذا البيوت ملأى روثا وترابا ونزلنا بعقب جند وخراب متقدم فلم نجد موضعا نظل فيه فنظر إلى حديدة مسحاة مطروحة في الدار فأخذه فجعل العصا نصابا لها ثم قام فجرب جميع ذلك الروث والتراب وجرد بها غالأرض جردا حتى ظهر بياضها وطابت ريحها فقلت هذه سادسة وعلى أي حال لم تطب نفسي أن أضع ثيابي وطعامي على تلك الأرض فنزع والله العصا من حديدة المسحاة فوتدها في الحائط وعلق ثيابي عليها فقلت هذه سابعة فلما صرت إلى مفرق الطرق وأردت مفارقته قال لي: لو عدلت معي فبت عندي كنت قضيت حق الصحبة والمنزل قريب فعدلت معه فأدخلني في منزل يتصل ببيعة قال فما زال يحدثني ويطرفني ويلطفني الليل كله فلما كان السحر أخذ خشبة ثم أخرج تلك العصا بعينها فقرعها بها فإذا ناقوس ليس في الدنيا مثله وإذا هو أحذق الناس بضربه فقلت له: ويلك أما أنت مسلم وأنت رجل من العرب من ولد عمرو بن كلثوم قال: بلى قلت: فلم تضرب بالناقوس قال: جعت فداك إن أبي نصراني وهو صاحب البيعة وهو شيخ ضعيف فإذا شهدته بررته بالكفاية وإذا هو شيطان مارد وإذا أظرف الناس كلهم وأكثرهم أدبا وطلبا فخبرته بالذي أحصيته من خصال العصا بعد أن كنت هممت أن أرمي بها فقال: والله لو حدثتك عن مناقب نفع العصا إلى الصبح لما استنفذتها.

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 07:34 م]ـ

ما أجملك يا زين الشباب!

سلمت الأنامل الذهبية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير