تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وإخواننا في البلقان يحتاجون إلى دعم معنوي كبير لإزالة آثار الحرب النفسية التي زلزلت كيانهم، وأصابت كثيرا منهم بأمراض نفسية مزمنة، فالمجتمع البوسنوي، كبقية المجتمعات الإسلامية يعاني من:

الجهل بدينه، وإن كان الأمر عندهم أشد، لكونهم أعاجم لا يجيدون اللغة العربية.

والفقر والبطالة ............. إلخ من الأمراض الاجتماعية المتفشية في مجتمعاتنا الإسلامية.

والقيام بشؤون تلك الفئة المرابطة على ذلك الثغر النائي: دينا ودنيا، أقل واجب على الدول الإسلامية التي تخاذلت عن نصرتها يوم كان سيف الاستئصال يعمل في جسدها.

ومن طريف ما قابلني في هذا الشأن:موقف أحد زملائي في الجامعة، ويدعى: ياسر وقد كنت أكنيه دوما مداعبا بـ: "أبي عمار"، والعهد به بعيد، فلم ألقه منذ ما يزيد على خمس سنوات، وكنت ولا زلت أكن له محبة وتقديرا كبيرين، وقد جمعتنا أيام وليال كنا نستذكر فيها دروس الجامعة مع مجموعة من الزملاء منذ نحو ثمان سنوات وبالتحديد في صيف العام: 2000، وكان بصفته من "المخضرمين" في الكلية!!!!، مع كونه حاد الذكاء، بل من أحد من رأيت ذكاءً، يحل لنا كثيرا من الإشكالات العويصة في مواد معقدة، بالرغم من تخلفه المستمر عن الحضور، حتى جاز وصفه بأنه ممن حصل على الشهادة الجامعية من "منازلهم" كما يقال عندنا في مصر!!!!، ومع هذا الذكاء الحاد، كان وكالة أنباء إسلامية حية، إن صح التعبير، فلديه شغف كبير بمتابعة أخبار المسلمين شرقا وغربا، حتى كان يذكرهم بالاسم إذا دعا في صلاته، وبطبيعة الحال استولت حرب البلقان على حيز كبير من اهتمامه، فكان مرجعا لي، بصفة شخصية، أرجع إليه مستفسرا عن مدن وأعلام في البلقان، فأسأله عن: "موستار" الإسلامية و "بانيلوكا" الصربية ............. إلخ، ويوما ما، وهذا هو الشاهد، أخبرني أنه كان يضع خططا حربية، على الورق طبعا، لمجابهة القوات الصربية، فكان يحتفظ دوما بخريطة للبلقان كتب عليها باللغة الإنجليزية: Bosnia Never Die ، أي: البوسنة لن تموت، كانت هي مسرح عملياته، واستغرقه هذا الشأن حتى كان أحد أسباب رسوبه في الثانوية العامة سنة 1995، أو: 1994م إن لم تخني الذاكرة، فقد كان يكبرني بعام واحد!!!!!.

وليس هذا نهجا سديدا بطبيعة الحال، ولكنه تفكير مراهق كان يبلغ آنذاك: 18 عاما، استولت قضية ما على فكره، فاندفع، كغالب المراهقين، في الانتصار لها على حساب ما هو أجدر بالاهتمام، وهو على كل حال: أحسن حالا ممن رسب في الثانوية العامة لانشغاله بمتابعة مباريات كأس العالم، أو أجل زواجه إلى حين انتهاء البطولة، كما سمعنا وقرأنا، فلا صوت عنده يعلو على صوت المونديال!!!!!!.

وإذا تذكرت أمثال ياسر، حفظه الله وسدده، أدركت مدى تقصيري في الحفاظ على أواصر الصداقة مع شخصيات كتلك: قل أن يقابل المرء أمثالها.

والله أعلى وأعلم.

ـ[نزار جابر]ــــــــ[14 - 07 - 2008, 10:02 ص]ـ

مشكور على الموضوع الرائع

والذي يحاكي قصتنا مع الحضارة العربية الإسلامية

بوركت

ـ[محمد التويجري]ــــــــ[16 - 07 - 2008, 03:15 ص]ـ

بوركت

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[16 - 07 - 2008, 05:19 ص]ـ

دمعة ..

على أطلال سربنتسا

فيصل بن محمد الحجي

سربنتسا .. مدينة بوسنية مسلمة، صبرت تحت وطأة الحصار والقصف الصربي الشديدين عاما كاملا، وهي تنتظر نجدة أحفاد طارق وصلاح الدين. كان يكفيها الإمداد بالسلاح دون الرجال، فلم يطلع عليها وجه نصير إلا قلة من شباب الصحوة الذين زرعوا قبورهم في أنحاء الأرض من أجل أن يورق الأمل، أما من بقي منهم حيا فهو ينتظر الاعتقال والمحاكمة إن عاد إلى بلده بتهمة (البوسنيين العرب!) فما أمر (الأفغان العرب) عنا ببعيد.

واضطرت المدينة البطلة بعد نفاذ الذخيرة إلى الاستسلام المهين لقوات الأمم المتحدة التي قامت بتنفيذ شروط (الصرب)، وذلك بتدمير ما تبقى من سلاح المدينة لتقف عارية أمام عدوها الفاجر .. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

سربنتسا .. ما حفظناك كما = يحفظ الحرةَ حرٌّ بالدما

عظم الخطب ولم نرفع له = راية تغزو العدا أو علما

لم يثر (هارون) من علج غزا = وسبى (فاطمة) أو (مريما)

عاث كلب الروم في أقداسنا = ودفعنا جزية كي نسلما

صوفنا أو قطننا أو زيتنا = ناله (نقفور) منا كرما!!

جزية (الكربون) من يجهلها؟! = جشع يمتص منا الدسما!

سربنتسا .. أي جرح راعف = ملأ الآفاق حزنا معتما

هذه صلبانهم ... نعرفها = حقدها يكسو ربانا عدما

سربنتسا .. أي ذل قاهر = لطخ الهامات عارا مؤلما

نحن أسلمناك للعار وما = أغضب العار بنا (معتصما)

جهرة .. تلمس كف المعتدي = موضع العفة لمسا مجرما

وأخو النخوة يرنو صامتا = كالذي يحجب عينيه العمى

كم أنين .. كم صراخ ضارع = فهل الأسماع تشكو صمما؟!

يا جيوشا أتخمت أسلحة = لم تدع في بيت مال درهما

سمنت من جوعنا .. وانتفخت = وغدا المغنم فيها مغرما

جثمت فوق تراقينا وقد = كتمت إصرارنا فانكتما

سمنت .. حتى حسبناها إذا = دوهمت أوطاننا .. تحمي الحمى

كم تحدت خصمها هادرة = وأتى الخصم ضحى .. فالتحما

وانجلى الموقف عن مهزلة: = جبهة ديست .. وأنف رغما

جرت الخذلان .. وانسلت إلى = مجلس الأمن .. تنادي الأمما

مجلة البيان

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير