ـ[العبد اللطيف]ــــــــ[17 - 07 - 2008, 09:43 ص]ـ
نسأل الله أن يثبتنا على الحق، وألا يجعل لهؤلاء سبيلاً على المؤمنين فهو القائل: (وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا) [النساء: 141]، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[17 - 07 - 2008, 10:09 ص]ـ
القلب فى سورة آل عمران
تتواصل الرحلة المباركة مع ثانى سور القرآن الكريم سورة آل عمران والتى يبدأ ذكر القلب فيها بمرض من اهم الامراض التى يتعرض لها والتى يجب علينا ان ندعو الله تعالى ان يجنبنا اياه فى كل آن وهو مرض الزيغ
وعنه قال تعالى (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب) آية (7)
ويقول القرطبى فى تفسير قوله تعالى: "فأما الذين في قلوبهم زيغ". والزيغ الميل؛ ومنه زاغت الشمس، وزاغت الأبصار. ويقال: زاغ يزيغ زيغا إذا ترك القصد؛ ومنه قوله تعالى: "فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم" [الصف: 5]. وهذه الآية تعم كل طائفة من كافر وزنديق وجاهل وصاحب بدعة،. وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الراسخين في العلم فقال: (هو من برت يمينه وصدق لسانه واستقام قلبه).
ثم قال تعالى ليعلمنا كيف ندعو (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب) آية (8)
وجاء فى تفسير القرطبى- ويقال: إزاغة القلب فساد وميل عن الدين، أفكانوا يخافون وقد هدوا أن ينقلهم الله إلى الفساد؟ فالجواب أن يكونوا سألوا إذ هداهم الله ألا يبتليهم بما يثقل عليهم من الأعمال فيعجزوا عنه؛ نحو "ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ... " [النساء: 66]. قال ابن كيسان: سألوا ألا يزيغوا فيزيغ الله قلوبهم؛ نحو "فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ... " [الصف: 5] أي ثبتنا على هدايتك إذ هديتنا وألا نزيغ فنستحق أن تزيغ قلوبنا. وقيل: هو منقطع مما قبل؛ وذلك أنه تعالى لما ذكر أهل الزيغ. عقب ذلك بأن علم عباده الدعاء إليه في ألا يكونوا من الطائفة الذميمة التي ذكرت هي وأهل الزيغ. وروى الترمذي من حديث شهر بن حوشب قال: قلت لأم سلمة: يا أم المؤمنين، ما كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عندك؟ قالت: كان أكثر دعائه (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك). فقلت: يا رسول الله، ما أكثر دعاءك يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قال: (يا أم سلمة إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الله فمن شاء أقام ومن شاء أزاغ). فتلا معاذ "ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا". قال: حديث حسن.
ثم قال تعالى محدثا عن الصدر وهو محل القلب (قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السماوات وما في الأرض والله على كل شيء قدير) اية (29) وجاء فى تفسير القرطبى فهو العالم بخفيات الصدور وما اشتملت عليه، وبما في السموات والأرض وما احتوت عليه، علام الغيوب لا يعزب عنه مثقال ذرة ولا يغيب عنه شيء، سبحانه لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة.
وقال تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون) آية 118 وجاء فى تفسير القرطبىقوله تعالى: "وما تخفي صدورهم أكبر" إخبار وإعلام بأنهم يبطنون من البغضاء أكثر مما يظهرون بأفواههم.
وتأتى السورة تتحدث عن واحدة من اهم معارك المسلمين مع اهل الكفر وهى غزوة بدر الكبرىفقال تعالى (وما حعله الله الا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم) آية 126 وجاء فى تفسير القرطبى"ولتطمئن قلوبكم به" اللام لام كي، أي ولتطمئن قلوبكم به جعله؛ كقوله: "وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا" [فصلت: 12]
ثم قال تعالى (سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين"آية (151) وقال القرطبى نظيره "وقذف في قلوبهم الرعب". والمعنى: سنملأ قلوب المشركين خوفا وفزعا.
ثم قال تعالى (ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ههنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور):اية154
وجاء فى تفسير القرطبى "وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم" فرض الله عليكم القتال والحرب ولم ينصركم يوم أحد ليختبر صبركم وليمحص عنكم سيئاتكم إن تبتم وأخلصتم. . "والله عليم بذات الصدور" أي ما فيها من خير وشر. وقيل: ذات الصدور هي الصدور؛ لأن ذات الشيء نفسه.
ثم تحدث عن صفة من صفات اعظم الخلق محمد قال تعالى (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين" آية (159)
. وجاء فى تفسير القرطبى والفظ الغليظ الجافي. وغلظ القلب عبارة عن تجهم الوجه، وقلة الانفعال في الرغائب، وقلة الإشفاق والرحمة،
ثم يتحدث القرآن عن المنافقين قال تعالى (يقولون بأفواههم ماليس فى قلوبهم والله اعلم بما يكتمون) آية167
. وجاء فى تفسير القرطبى وقوله تعالى: "يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم" أي أظهروا الإيمان، وأضمروا الكفر. وذكر الأفواه تأكيد؛ مثل قوله: "يطير بجناحيه" [الأنعام: 38].
¥