تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مهاجر]ــــــــ[21 - 07 - 2008, 09:44 ص]ـ

يمكن ملاحظة أوجه الشبه الأصيلة بين الدولتين: الفارسية والأمريكية من خلال متابعة سلوك رئيسي الدولتين:

فكلاهما: متدين، متعصب، مقلد في نفس الوقت، والتقليد مظنة الجهل، فلم يكن المقلد في أي ملة أو نحلة من أهل العلم:

فأحدهما يتبع مرجعا ساهم في رفع أسهمه بشكل مفاجئ في انتخابات 2005 م، بزعم تزكية "المهدي" له، فهو مرشح المهدي المفضل!!!، وما انفك يدعي في غلو فاحش، وجهل مضحك: أن المهدي يسيطر على مقاليد الكون، وأنه يشعر بآثار ولايته التكوينية حتى داخل مبنى الجمعية العامة للأمم المتحدة في "نيويورك"، وحق لمن أراد أن ينفر من الإسلام وأهله أن يسلط الضوء على مثل هذه النماذج المنحرفة، مع العلم بأنه، إن لم تخني الذاكرة، أكاديمي، بارز، فكان من المفترض أن يتعالى عن مثل هذه المعتقدات الباطلة، فلا نقل صحيح ولا عقل صريح يؤيدها، ولكنه الجهل الذي أطبق على مجتمعه، حتى صار الواحد منهم يربى على أفكار جاهزة تضمن تبعيته المطلقة لمرجعيته، فيكون بين يديها كالميت بين يدي مغسله، على وزان طريقة أهل التصوف في محو إرادة أتباعهم، فكلهم في الباطل سواء.

وقد رأينا نتيجة هذه التربية في إعداد أجيال قد غسلت أدمغتها، وامتلأت حقدا على الآخرين باسم المظلومية الملحمية التي سطرتها أنامل آثمة، وصارت إراقة دماء المسلمين انتصارا لآل البيت، رضي الله عنهم، دينا يتعبد به، ولعل كثيرا ممن أحسن الظن بهم ابتداء، اندهش لما رأى سلوك التشفي الذي اتبعوه في تصفية أهل السنة في العراق بعدما تمكنوا منهم، فليس القتل لمجرد إزاحة الخصم، وإنما التلذذ بقتل الخصم وابتكار طرق جديدة في تصفيته جسديا في سادية قل أن تتكرر، وما تعلموا ذلك إلا على أيدي أناس يلبسون العمائم ويتكلمون باسم الدين!!!، فالدين عندهم، كما يقول أحد الفضلاء عندنا في مصر: نصفان: نصف خرافة وهي الملاحم، ونصف حقد نتج عن حشو الرؤوس بتلك الخرافات التي لا سند لها.

وعلى الجانب الآخر من الأطلنطي يقف جاهل آخر، قيل إنه لم يقرأ كتابا منذ أن تخرج من الجامعة، بل كان شابا ماجنا حتى التحق بإحدى الكنائس الإنجيلية المتعصبة فانقلب من نقيض إلى نقيض، وصارت كنيسته هي الأخرى مرجعية مشؤومة، فهو الذي ناجاه الرب يوما ما: أن قم يا جورج فتول قتال المارقين بنفسك!!!، فشن حملته الكونية المقدسة على الإرهاب الإسلامي!!!!، وهو يمثل تيارا إنجيليا يمينيا متناميا في أمريكا لا ينازعه إلا التيار الكاثوليكي القادم من أمريكا اللاتينية، والسلطة والثروة بيد الأول، فضلا عن تأييد المؤسسات الصهيونية ذات الدور الفاعل في توجيه الرأي العام الأمريكي المغفل الذي تتم برمجته، أيضا، وفق مناهج معدة سلفا تخدم توجهات أصحاب النفوذ، وجلهم ينتحل عقيدة إنجيلية أو صهيونية متعصبة.

وطريقة الأولين في التعجيل بظهور المهدي: إشاعة الظلم وإراقة الدماء، دماء المخالف من أهل السنة طبعا فلا أرخص منها، لأن المهدي لن يخرج قبل أن تمتلئ الأرض جورا ليملأها عدلا!!!!

وطريقة الآخرين أصحاب معتقد "الملك الألفي" كما بين الدكتور النصراني المصري: رفيق حبيب، وهو أحد المغضوب عليهم حتى اتهم بأنه مسلم يكتم إسلامه، طريقتهم: أن المسيح عليه الصلاة والسلام، لن ينزل إلى الأرض إلا بعد التمكين لبني إسرائيل في أرض الميعاد وإراقة دماء المخالف، وهو هنا: أهل الإسلام بالمفهوم الأعم وجلهم من أهل السنة، فلا يقف في وجه المشروع الصليبي أحد سواهم.

فتشابهت الطريقتان واتحدت الضحية:

في الدائرة الأخص: دائرة المخالف من أهل القبلة، وفي الدائرة الأعم: دائرة المخالف من أهل الملل الأخرى.

وتجد من أوجه التشابه بين المعسكرين:

الخضوع التام لرجال الدين المتعصبين، فمرجعيات الأولين، كما يقول أحد رؤوسهم في لبنان تملك صلاحية تغيير بعض قواعد الإسلام من أجل المحافظة عليه!!!.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير