تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقساوسة الآخرين يعقدون في الأرض ما لا يستطيع المسيح عليه الصلاة والسلام، بزعمهم، حله في السماء!!!، حتى وصل الأمر إلى تبرئة اليهود من دم المسيح، عليه الصلاة والسلام، مع أن هذا الأمر، مع كونه باطلا، أحد أركان الديانة النصرانية، ولكن إذا شاء البابا فلا راد لمشيئته يصيب برحمته من يشاء من بني إسرائيل فيمنحهم صك غفران فريدا من نوعه!!!، وفي المقابل يرفض حتى الاعتذار عن الحملات الصليبية الهمجية على المشرق الإسلامي.

وتجييش الأتباع باسم الدين، وهو أنجع الوسائل في حشد الجموع رغم أنف العلمانيين الذين يرونها حرب مصالح، تجييش الأتباع باسم الدين، ومنح صكوك الغفران ووعود النعيم الأبدي، سمة مشتركة بين المعسكرين، فالبابا يمنح صكوك الغفران لمن يشارك في الحملات الصليبية، والمرشد يمنح وعود الخلد في جنات النعيم لكل من يقدم فيقتحم بجسده حقول الألغام العراقية ليفتح الطريق أمام القوات البرية، كما حكى "حامد الجبوري" في شهادته على العصر لقناة الجزيرة!!!!.

والتعالي على الآخرين سمة مشتركة أخرى، فالفرس يحتقرون جيرانهم العرب من قبل بعثة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، بل ويحتقرون كل القوميات التي تجاورهم من أكراد وأذريين ....... إلخ، شأنهم في ذلك شأن: اليهود بل والهندوس عباد البقر الذين عرفوا بتعصبهم الأعمى لطائفتهم مع سذاجة معتقدها ....... إلخ من الشعوب العنصرية.

فلما بعث النبي الهاشمي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في العرب الأميين ولم يبعث في فارس ذات الحضارة العريقة نفس أولئك على العرب ما اختصهم الله، عز وجل، به من كرامة، فسلوا أنفسهم بانتزاع الفضل، ولو زورا من العرب، فـ: "شهربانو" الفارسية زوجة الحسين، رضي الله عنه، فليكن الأئمة إذن من هذا الفرع الذي اختلطت دماؤه بالدماء الفارسية النبيلة!!!.

وعلى الجانب الآخر: غرور وصلف السيد الأبيض أشهر من أن يذكر، فهو يرى من حوله أقزاما، فدروعه الصاروخية معيار تفوقه، وإن كان أخس الناس قدرا وأسوأهم خُلُقا.

ولعل هذا هو سر التحالف المثير للجدل بين الطرفين، فالإسلام الصحيح عائق أمام كليهما، وإن اختلفت توجهاتهما، فلا أحد يستطيع إنكار أوجه الخلاف الأصيلة بينهما، ولكنهما لم يجدا نقطة التقاء تجمعهما سوى: دماء المسلمين في العراق وبلاد الأفغان!!!!.

وبلغة الأرقام:

يذكر الأستاذ "أحمد فهمي" في دراسته المتميزة التي حملت عنوان: "حزب الله، وسقط القناع"، (ص: 100، 101)، وهي صادرة عن مجلة البيان التي تصدر عن المنتدى الإسلامي حقائق مثيرة عن طبيعة العلاقات الفارسية الأمريكية بعد الثورة على الشاه المخلوع:

فالصادرات الإسرائيلية قد زادت بنسبة 400% من 1979 وحتى وفاة المرشد سنة 1989 م، وفي خلال ثلاث سنوات من: 80 إلى 83 بلغت الصادرات: 6 مليارات دولار.

وكان أعضاء اللجان الثورية، إحدى ميليشيات الثورة مدججة برشاشات "عوزي" الإسرائيلية، وكان الحرس الثوري من أوائل المستخدمين للرشاش الإسرائيلي "جليل"، وبلغت صادرات الدواء الإسرائيلية: 70% من الاحتياج المحلي، وفضيحة "إيران جيت" أشهر من أن تذكر، إذ تسلمت طهران بموجبها أسلحة أمريكية من "الشيطان الأعظم"!!! عبر إسرائيل التي يهدد "نجاد" بإحراقها ليل نهار!!!!.

وقد نقل المؤلف هذه المعلومات من كتاب "إيران بين التاج والعمامة"، ص 483_490.

وفي المقابل تم تخدير العرب بحادثة اقتحام السفارة الأمريكية، واحتجاز الرهائن، وقطع العلاقات، وهي الحادثة التي يصفها: أبو الحسن بني صدر، أول رئيس بعد الثورة بـ: "مسرحية الرهائن"!!!.

وأغلقت السفارة الإسرائيلية، ولم تغلق قنوات الحوار معها من تحت الطاولة، واحتمل السيل زبد الدعاية الإعلامية بافتتاح سفارة لفلسطين مكانها، وتنظيم يوم، أو أسبوع، للقدس، في العشر الأواخر من رمضان كل عام، وهو ما حمل ياسر عرفات، المغلوب على أمره، على أن يقبل رأس الإمام قائلا: إن الطريق إلى القدس يبدأ من طهران، بينما كان الطريق عند الإمام يبدأ من: بغداد، فدول الجوار الخليجي!!!!.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير