تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وكان في مبدا نشاته خزافا واغرم بالشعرمنذ ان كان فتى ثم اشتهر به. ولما انس في نفسه القدرة على قول الشعر رحل الى بغدادلمزاحمة الشعراء على ابواب الامراء والرؤساء حتى وصل الى المهدي وكان وصوله اليه عن طريق جارية من جواريه تسمى عتبة ومنذ ذلك الحين وقع ابو العتاهية صريعا لحبها

في يوم من الايام اجتازت عتبة بابو العتاهية عددا من جواريها وحشمها فكلمها واستوقفها قائلا:

ياعتب ماشأني وما شأنك

ترفعي ستي, بسلطانك

اخذت قلبي هكذا عنوة

ثم شددتيه بأشطانك

الله في قتل فتى مسلم

ما نقض العهد وماخانك

حرمتني منك دنوا ,فيا

ويلي، مالي ولحرمانك

ياجنة الفردوس، جودي فقد

طابت ثناياك وأردانك

وكان ابو العتاهية يحتال للقاء عتبة،حدث يوم ان خرجت بصحبة رئيس الحرس وكانت زوجة المهدي اعطته امولا ليشتري العبيد ويعتقهم وامرت عتبة بمصاحبته،فانتهز ابو العتاهية الفرصة وجاء متنكرا في زي رجل وقال لها:جعلني الله فداك شيخ ضعيف كبير،لايقوى على الخدمة فان رأيت -اعزك الله-شرائي وعتقي فعلت مأجورة.

فاقبلت عتبة على رئيس الحرس شيرة له ان يعتق الشيخ فوافق

بعد ذلك طلب منها الشيخ تقبيل يدها فوافقت بعدها انصرف الشيخ

فضحك رئيس الحرس قائلا لها قال هذا ابو العتاهية احتال عليك ليقبل يدك.

مضى ابو العتاهية ينظم الشعر وهويلهج حبا لعتبة فمن قوله فيها

ألا ياعتب،ياقمرالرصافة

ويا ذات الملاحة واللطافة

رزقت مودتي،ورزقت عطفي

ولم ارزق -فديتك - منك رأفة

وصرت من الهوى دنفا سقيما

صريعا كالصريع منالسلافة

وقوله ايضا:

أحمدٌ قال لي -ولم يدرمابي

أتحب الغداة عتبة حقا

فتنفست ثم قلت:نعم حبا

جرى في العروق عرقا فعرق

واجمل في ذلك وادل على استشعار اللوعة قوله

يالله ياحلوة العينين زوريني

قبل الممات، والا فاستزيديني

هذانامران:فاختاري احبهما

اليك اولا فداعي الموت يدعوني

ان شئت موتي فأنت -الدهر -مالكة

روحي،ان شئتِ فاحيني

ياعتب، ماأنت الا بدعة خلقت

من غير طين،وخلق الناس من طين

بعد ذلك تجرأ ابو العتاهية وجهر بحبه في مقدمات جميع قصائدة التي تمدح الخليفة ومن ذلك قوله:

الا مالسيدتي مالها

ادلت فاحمدت ادلالها

والا ففيم تجنت وما

جنيت،سقى الله اطلالها

وجارية من جواري الملو

ك قد اسكن الحسن سربالها

ثم يثب الى مدح الخليفة

وهذه المجاهرة في حبه امام المهدي دليل على صدق حبه

وشكت عتبة للخليفة قول ابو العتاهية فيها

فاحضره وقال له انت القائل في عتبة

الله بيني وبين مولاتي

ابدت لي الصد والملامات

فمتى وصلتك حتى تشكو صدها عنك

واستذكر ايضا جميع الاقوال التي قالها فيها،بعدها امر بجلده وخرج متوجعا منكسرا فلقيته عتبة فقال لها

بخ،بخ،ياعتب،من مثلكم

قد قتل المهدي فيكم قتيلا

واستمر يلهج بحبه لعتبة في قصائده في عهد الرشيد

الا ان عتبةاستمرت في رفضها له وباءت جميع محاولاته في استمالتها ونيل العطف منها بالفشل

واستمرت بصده والاعراض عنه

حتى انه طلبها من الرشيد الا انها توسلت وبكت. ومنذئذ احس ابو العتاهية خيبة اماله في عتبة،فلبس الصوف وتنسك ترك نظم الشعر في عتبة وغيره اواكثر من قصائد الزهد في الدنيا

من قصائد الزهد

قصيدة (بكت عيني)

بكَتْ عَيني على ذَنْبي، ....... وما لاقَيْتُ مِنْ كَرْبي

فَيا ذُلّي، ويا خَجَلي، ....... إذا ما قالَ لي رَبّي

أمَا استَحيَيتَ تَعصِيني، ....... ولا تَخشَى مِنَ العَتْبِ

وتُخفي الذّنبَ من خَلقي، ....... وتأبَى في الهَوَى قُرْبي

فَتُبْ مِمّا جَنيْتَ عسَى ....... تَعُودُ إلى رِضَى الرّبّ

نَصَبْتُ لَنَا دونَ التَّفَكُّرِ يَا دُنْيَا

نَصَبْتُ لَنَا دونَ التَّفَكُّرِ يَا دُنْيَا أمَانِيَّ يَفْنَى العُمْرُ مِنْ قبلِ تَفْنَى

مَتَى تنقَضِي حَاجَاتُ مَنْ لَيْسَ وَاصِلاً إلى حاجَة ٍ، حتى تكونَ لهُ أُخرَى

لِكُلِّ امرىء ٍ فِيَما قَضَى اللهُ خُطَّة ٌ من الأمرِ، فيها يَستَوي العَبدُ والموْلى

وإنَّ أمرءًا يسعَى لغَيْرِ نِهَاية ٍ لمنغمِسٌ في لُجَّة ِ الفَاقة ِ الكُبْرَى

قصيدة (لعمرك ما الدنيا بدار بقاء)

لعَمْرُكَ، ما الدّنيا بدارِ بَقَاءِ؛ ....... كَفَاكَ بدارِ المَوْتِ دارَ فَنَاءِ

فلا تَعشَقِ الدّنْيا، أُخيَّ، فإنّما ....... يُرَى عاشِقُ الدّنْيا بجُهْدِ بَلاءِ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير