تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال ابن إسحاق: فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة أنه وثب عليه رجل من الأنصار فقال يا رسول الله دعني وعدو الله أضرب عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعه عنك فقد جاء تائبا نازعا عما كان عليه قال فغضب كعب على هذا الحي من الأنصار لما صنع به صاحبهم وذلك أنه لم يتكلم فيه رجل من المهاجرين إلا بخير فقال قصيدته اللامية التي يصف فيها محبوبته وناقته التي أولها:

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول

متيم إثرها لم يفد مكبول

يسعى الغواة جنابيها وقولهم

إنك يا ابن أبي سلمى لمقتول

وقال كل صديق كنت آمله

لا ألهينك إني عنك مشغول

فقلت خلوا طريقي لا أبا لكم

فكل ما قدر الرحمن مفعول

كل ابن أنثى وإن طالت سلامته

يوما على آلة حدباء محمول

نبئت أن رسول الله أوعدني

والعفو عند رسول الله مأمول

مهلا هداك الذي أعطاك نافلة ال

قرآن فيها مواعيظ وتفصيل

لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم

أذنب ولو كثرت في الأقاويل

لقد أقوم مقاما لو يقوم به

أرى وأسمع ما لو يسمع الفيل

لظل ترعد من خوف بوادره

إن لم يكن من رسول الله تنويل

حتى وضعت يميني ما أنازعها

في كف ذي نقمات قوله القيل

فلهو أخوف عندي إذ أكلمه

وقيل إنك منسوب ومسئول

من ضيغم بضراء الأرض مخدره

في بطن عثر غيل دونه غيل

يغدو فيلحم ضرغامين عيشهما

لحم من الناس معفور خراديل

إذا يساور قرنا لا يحل له

أن يترك القرن إلا وهو مفلول

منه تظل سباع الجو نافرة

ولا تمشى بواديه الأراجيل

ولا يزال بواديه أخو ثقة

مضرج البز والدرسان مأكول

إن الرسول لنور يستضاء به

مهند من سيوف الله مسلول

في عصبة من قريش قال قائلهم

ببطن مكة لما أسلموا زولوا

زالوا فما زال أنكاس ولا كشف

عند اللقاء ولا ميل معازيل

يمشون مشي الجمال الزهر يعصمهم

ضرب إذا عرد السود التنابيل

شم العرانين أبطال لبوسهم

من نسج داود في الهيجا سرابيل

بيض سوابغ قد شكت لها حلق

كأنها حلق القفعاء مجدول

ليسوا مفاريح إن نالت رماحهم

قوما وليسوا مجازيعا إذا نيلوا

لا يقع الطعن إلا في نحورهم

وما لهم عن حياض الموت تهليل

قال ابن إسحاق: قال عاصم بن عمر بن قتادة: فلما قال كعب: " إذا عرد السود التنابيل " وإنما عنى معشر الأنصار لما كان صاحبنا صنع به ما صنع وخص المهاجرين بمدحته غضبت عليه الأنصار فقال بعد أن أسلم يمدح الأنصار في قصيدته التي يقول فيها:

من سره كرم الحياة فلا يزل

في مقنب من صالحي الأنصار

ورثوا المكارم كابرا عن كابر

إن الخيار هم بنو الأخيار

الباذلين نفوسهم لنبيهم

يوم الهياج وسطوة الجبار

والذائدين الناس عن أديانهم

بالمشرفي وبالقنا الخطار

والبائعين نفوسهم لنبيهم

للموت يوم تعانق وكرار

يتطهرون يرونه نسكا لهم

بدماء من علقوا من الكفار

وإذا حللت ليمنعوك إليهم

أصبحت عند معاقل الأعفار

قوم إذا خوت النجوم فإنهم

للطارقين النازلين مقاري

وكعب بن زهير من فحول الشعراء هو وأبوه وابنه عقبة وابن ابنه العوام بن عقبة ومما يستحسن لكعب قوله

لو كنت أعجب من شيء لأعجبني

سعي الفتى وهو مخبوء له القدر

يسعى الفتى لأمور ليس يدركها

فالنفس واحدة والهم منتشر

والمرء ما عاش ممدود له أمل

لا تنتهي العين حتى ينتهي الأثر

ومما يستحسن له أيضا قوله في النبي صلى الله عليه وسلم

تحدى به الناقة الأدماء معتجرا

للبرد كالبدر جلي ليلة الظلم

ففي عطافيه أو أثناء بردته

ما يعلم الله من دين ومن كرم

ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[27 - 07 - 2008, 10:58 ص]ـ

شاعر الزهد

أبو العتاهية

أبو العتاهية هو إسماعيل بن القاسم ولد سنة 130ه وتوفي سنة 211ه أو 212ه، نشأ بالكوفة حتى إذا نضجت موهبته الشعرية اتجه إلى بغداد فمدح الخلفاء المهدي وابنيه الهادي والرشيد، وقد مات في خلافة المأمون بعد ان بلغ الثمانين من العمر، وهو عربي الأصل في قول ينتسب إلى عَنَزَة، وقيل انه من موالي عنزة من قبل أبيه، ومن بني زهرة ولاءً من قبل أمه.

وقد عدّه أنيس المقدسي أحد أمراء الشعر العربي وذلك في كتابه امراء الشعر العربي.

كان في أول حياته يعيش حياة الشعراء في عصره فيمدح ويرثي ويتغزل، ومن أحسن مدائحه قصيدته في مدح أمير المؤمنين المهدي العباسي يوم تولى الخلافة ومطلعها:

ما لسيدتي ما لها

أدلّاً فأحمل إدلالَها؟

ومنها:

أتته الخلافة منقادةً

إليه تجرِّر أذيالها

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير