تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأنفذ إليه أبو حمزة العلوي فرشا وآلة، واشتغل قلب الوزير ابن العميد بدفاتره، ولم يكن شيء أعز عليه منها، وكانت كثيرة فيها كل علم وكل نوع من أنواع الحكم الآداب، يحمل على مائة وقر، فلما رآني سألني عنها فقلت:

هي بحالها لم تمسسها يد، فسري عنه وقال: أشهد أنك ميمون النقيبة، أما سائر الخزائن فيوجد منها عوض، وهذه الخزانة هي التي لا عوض منها، ورأيته قد أسفر وجهه وقال: باكر بها غدا إلى الموضع الفلاني ففعلت، وسلمت بأجمعها من بين جميع ماله. (1)

وقد استدعى السلطان نوح بن منصور الساماني الصاحب بن عباد المتوفي 384هـ ليوليه وزارته فكان مما اعتذر به أنه لا يستطيع حمل أمواله، وأن عنده من الكتب وكتب العلم خاصة ما يحمل على أربعمائة جمل أو أكثر، وكان فهرس كتبه يقع في عشرة مجلدات. (2)

وكان القاضي أبو المترف المتوفي 402هـ قاضي الجماعة بقرطبة، وقد جمع من الكتب في أنواع العلم مالم يجمعه أحد من أهل عصره الأندلس، وكان له ستة وراقين ينسخون له دائما، وكان متى علم بكتاب حسن عند أحد من الناس طلبه ليشتريه منه وبالغ في ثمنه، وكان لا يعير كتابا من أصوله البتة، وإذا سأله أحد ذلك وألحف عليه أعطاه للناسخ فنسخه وقابله ودفعه إلى المستعير، ويحكى أن أهل قرطبة اجتمعوا لبيع كتبه عاما كاملا في مسجده، واجتمع من ثمنها أربعون ألف دينار. (3)

ولما أراد البرقاني العالم البغدادي المتوفي 425هـ أن ينتقل احتاج إلى ستين من الأعدال، وإلى صندوقين ليحمل فيها كتبه عند انتقاله. (4)

وقد دخل أبو يوسف القزويني المعتزلي المتوفي 488هـ بغداد ومعه عشرة جمال عليها كتب. (5)

ويحكى عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن حمدان الموصلي الفقيه الشافعي المتوفي 323هـ أنه أسس دارا للعلم في بلده، وجعل فيها خزانة كتب من جميع العلوم وقفا على كل طالب علم، لا يمنع أحد من دخولها، وإذا جاءها غريب يطلب الأدب، وكان معسرا أعطاه ورقا وورقا، وكان ابن حمدان يجلس فيها ويجتمع إليه الناس فيملي عليهم من شعره وشعر غيره، ثم يملي حكايات مستطابة وطرفا من الفقه وما يتعلق به. (6)

وقد عمل القاضي ابن حبان المتوفي 354هـ في مدينة نيسابور دار للعلم وخزانة كتب ومساكن للغرباء الذين يطلبون العلم وأجرى لهم الأرزاق، ولم تكن الكتب تعار خارج الخزانة. (7)

وقد أنشأ أبو علي بن سوار الكاتب أحد رجال حاشية عضد الدولة المتوفي في 372هـ دار كتب في مدينة رام هرفر على شاطيء بحر فارس، كما بنى دار أخرى بالبصرة وجعل فيها إجراء على من قصدها ولزم القراءة والنسخ فيهما، وكان في الأولى منهما أبدا شيخ يدرس علم الكلام على مذهب المعتزلة. (8)

....................................

(1) مسكويه 6/ 286

(2) معجم الأدباء 6/ 259

(3) الصلة لابن بشكوال 1/ 304

(4) الأعلام 1/ 212، واللباب 1/ 113، وتاريخ بغداد 4/ 373

(5) المنتظم 9/ 89 و 90

(6) معجم الأدباء 7/ 193

(7) الأعلام 6/ 78، ومعجم البلدان 1/ 418

(8) المقدسي 413، والفهرست

يتبع ـ بمشيئة الله ـ

ـ[حرف]ــــــــ[12 - 04 - 2009, 09:23 م]ـ

بارك الله فيك دكتور مروان وأعانك على إخراجه. وجزاك الله خيرا.

ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[12 - 04 - 2009, 09:25 م]ـ

(3)

وفي سنة 383هـ أسس أبو نصر سابور بن أردشير وزير بن بويه دار للعلم في الكرخ غربي بغداد، ونقل إليها كتبا كثيرة إشتراها وجمعها، وكان بها مائة نسخة من القرآن بأيدي أحسن النساخ، هذا إلى عشرة آلاف وأربعمائة مجلد أخرى معظمها بخط أصحابها أو من الكتب التي كان يملكها رجال مشهورون، ورد النظر في أمرها ومراعاتها والإحتياط عليها إلى رجلين من العلويين يعاونهما أحد القضاة. (1)

وكذلك اتخذ الشريف الرضي المتوفي في 406هـ نقيب العلويين والشاعر المشهور دارا سماها دار العلم، وفتحها لطلبة العلم، وعين لهم جميع ما يحتاجون إليه.

وكان للصولي الأديب والشاعر والناقد المتوفي 335هـ مكتبة كبيرة وكان له بيت عظيم مملوء كتبا وكان يقول كل هذه الكتب سماعي. (2)

وكان لمحمد بن نصر المروزي خزانة كتب عظيمة وفي إحدى رحلاته غرقت سفينته في البحر فذهب منه ألفا جزء. (3)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير