تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أما المستشرقون الذين نالوا لهم بعض الشهرة في خاتمة القرن الثامن عشر فكانوا من الافرنسيين يوسف دي غيني (1721 - 1800) مدرّس اللغة السريانية في مكتب باريس العلمي ومؤلف تاريخ واسع للتتر والمغول والترك في خمسة مجلدات ضخمة. ثم انكيتل دبرون - (1731 - 1805) درس وهو شاب اللغات الشرقية ثم ساح في أطراف الشرق وجمع المخطوطات الهندية الجليلة ونشر تآليف عديدة في أخبار الهند وآثار الهنود والفرس والعرب وهو أول من نقل كتاب زرادشت المعروف بزند اوستا إلى الافرنسية وبعض كتب البد وله مقالات عديدة في مجلة العلماء. ومنهم المستشرق هربان (1783 - 1806)

كتب في أصول اللغة العربية العلمية وألف معجمين عربي فرنسوي وفرنسوي عربي وكتب في الموسيقى عند قدماء العرب وفي آداب الفرس.

وكان قبل ذلك بعشر سنوات توفى مستشرق كبير من كهنة فرنسة الخوري جان جاك برتلمي (1716 - 1795) اشتغل في الفيليقيين والتدمريين وله مقالات لا تحصى في كل ضروب المعارف. وهو الذي كتب (رحلة أنا كرسيس) الشهيرة ضمَّنها أخبار اليونان القدماء وآثارهم. وقد حذا حذوه وطنينا المرحوم جميل مدور في كتابه حضارة الإسلام في دار السلام.

ومما زاد الفرنسويين ترقياً في الآداب الشرقية أن نابوليون لما قصد مصر سنة 1798 أخذ في صحبته بعضاً من العلماء المعدودين الذين انتهزوا الفرصة لتعلم العربية بين المصريين. وكانت فئة من السوريين اجتمعوا بهم بصفة تراجمة منهم ميخائيل صباغ ونيقولا الترك والقس رافائيل الراهب المخلصي وغيرهم. فاستعان أولئك العلماء بهم لدرس العربية ولما عادوا إلى فرنسة نشروا تلك اللغة بين مواطنيهم. وكان أيضاً في أواخر القرن الثامن عشر بعض العلماء من غير الفرنسويين الذين انقطعوا إلى درس العربية وألفوا فيها التآليف منهم في ألمانية جان جاك ريسك نشر عدداً كبيراً من كتب العرب ونقلها إلى اللاتينية وعلق عليها التعاليق كمقامات الحريري وتاريخ أبي الفداء ومعلقة طرفة ومنهم جان داود ميكائيليس (1717 - 1791) علم اللغات السامية في غوطا وصنف التصانيف المفيدة في العبرانية والسريانية والعربية منها كتب في أصول هذه اللغات وآدابها. واشتهر تيكسن (1734 - 1815) في غوتنغن له تآليف شرقية من جملتها تأليف واسع في النقود الإسلامية.

واشتهر غير الألمان السويسري بور كهرت الذي طاف متنكراً في بلاد النوبة وبادية الشام وجهات الحجاز وعُرف بالشيخ إبراهيم وله تآليف جليلة في وصف رحلاته إلى الشام ومصر وبلاد العرب. ومن جملة كتبه تأليف في الأمثال العربية وتوفي في القاهرة.

وكانت العربية في خاتمة القرن الثامن عشر لا تزال معززة في إنكلترا في كليتي كمبردج واكسفرد. وكان في أكسفرد مطبعة عربية شهيرة نشرت فيها كتب شرقية متعددة تخص منها بالذكر تآليف أدورد بوكوك (1604 - 1691) وابنه توما. وكان إدوارد رحل إلى الشرق وسكن مدة في حلب ثم درس في اكسفرد ونشر تاريخي أبي فرج ابن العبري وسعيد بن طريق. ونال الشهرة بين الإنكليز في الشرقيات في خاتمة القرن الثامن عشر كرليل (1759 - 1804) ساح في بلاد الشرق ثم تولى تدريس العربية في كلية كمبردج له كتاب في آداب العرب وشعرهم في الإنكليزية ونقل إلى اللاتينية قسماً من مورد اللطافة لجمال الدين ابن تغري بردي. وكذلك اشتهر معاصره يوسف ويت (1746 - 1814) من علماء

أوكسفرد الذي نشر لأول مرة كتاب عبد اللطيف البغدادي في الأمور المشاهدة بمصر سنة 1789 ثم نقله إلى اللاتينية سنة 1800 وله غير ذلك.

أما الهولنديون فكانوا في ذلك العهد يمشون في درس العربية على آثار أسلافهم الأفاضل كغوليوس (1596 - 1667) واربنيوس (1584 - 1624) وشولتنس (1686 - 1750) وابنه جان جاك (1716 - 1778) وكلهم من المبرزين جعلوا مدينة ليدن كمنار الآداب الشرقية وأبرزوا في مطبعتها المؤلفات العديدة التي أصبحت اليوم عزيزة الوجود يتزاحم العلماء في اقتنائها كتاريخ جرجس ابن المكين المعروف بابن العميد وسيرة صلاح الدين الأيوبي لابن شدّاد وتاريخ تيمورلنك لابن عربشاه وأمثال الميداني ومطبوعات أخرى جليلة. وممن اشتهروا من الهولنديين في أواخر القرن الثامن عشر هيتسما نشر سنة 1773مقصورة ابن دريد ونقلها إلى اللاتينية وذيّلها بالحواشي. ومنهم شيد (1742 - 1795 نقل صحاح الجوهري إلى اللاتينية وألف كتاباً في

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير