تصفحت العدد السابع – السنة الثانية من مجلة التراث العربي فوجدت فيها مقالات جيدة يستحق أصحابها الشكر على ما قدموه.
ولقد لفت نظري بيت من الشعر ورد في القسم الثاني من نظم اللآل في الحكم والأمثال صفحة 131 رقم 996 ورد هذا البيت على النحو التالي:
وجدت أقل الناس عقلاً إذا انتشى
أشفهمو عقلاً إذا كان صاحيا
وقد شرح الأستاذ عبد المعين الملوحي معنى البيت على النحو التالي:
"أقل الناس عقلاً إذا سكر أكثرهم عقلاً إذا صحا".
وأنا أذكر أبياتاً لأبي نواس كنت حفظتها من ديوانه أوردها كما أذكرها:
أرى الخمر تربي في العقول فتنتضي
كوامن أخلاق تثير الدواهيا
تزيد سفيه القوم فضل سفاهة
وتترك أخلاق الكريم كما هيا
وجدت أقل الناس عقلاً إذا انتشى
أقلهمو عقلاً إذا كان صاحيا
ومع مقارنة البيت الأخير بالبيت الذي ورد في المجلة نجد اختلاف المعنى مع تغيير كلمة واحدة فقط وهي أشفهمو بـ أقلهمو. وما أظن أن النواسي –وهو ما هو- يسرق البيت بكامله مع تغيير كلمة واحدة. ولكنني أجد المعنى في بيت النواسي أشرف من المعنى الذي ساقه بيت المجلة.
وربما ضاق الحسن بن هاني بالمعربدين فقال هذه الأبيات والبيت الثالث في القطعة ينسجم مع البيت الأول لأنه يفيد أن الخمر تزيد في العقل كما تزيد في السفه. فهي محرضة وربما كانت الرواية الثانية أسفهمو بالسين المهملة. ولعل أستاذنا القدير عبد المعين الملوحي يوضح هذا الأمر ويرجح إحدى الروايتين.
هذا وعندنا أن الخمر على خلاف الروايتين تغتال العقل وتزيد في السفه.
إنني أحب التراث والشعر القديم وإن كانت مهنتي بعيدة بعض الشيء من الشعر والنقد.
دبي –الإمارات العربية المهندس: نزار السباعي
علم من أعلام التراث يغيب
غاب في مدينة ابن الوليد بتاريخ 7/ 9/1982 وجه بارز من وجوه العاملين في حقل العلم والأدب المشتغلين في قضايا التراث العربي، هو المربي والأديب الكبير الأستاذ محيي الدين الدرويش الذي كان علماً من أعلام اللغة والأدب لا في مدينة حمص وحدها وإنما في بقية مدن العالم العربي. وقد وافته المنية عن عمر ناهز الرابعة والسبعين وكان حافلاً بالعطاء الأدبي نثراً وشعراً وبالتوجيه التربوي وقد زرع الروح الوطنية والقومية والأدبية في نفوس الناشئة من خلال عمله الدؤوب في التعليم وفي الصحافة. وكان مرجعاً وثقة في شؤون اللغة والتراث وتراجم الأعلام والأغفال في أدبنا العربي مما ترك له مكانة طيبة في نفوس تلامذته ومعارفه وهم كثير .. وكان آخر عطاء علمي له مؤلفه (إعراب القرآن وبيانه) الذي صدر منه حتى الآن تسعة أجزاء، ورحل الفقيد قبل أن يتمه، ولهذا كانت الفاجعة بفقده خسارة كبيرة للغة والأدب والتراث.
ولد الفقيد في العام 1908 من أسرة كسبت لقبها من صوفيتها المغرقة، وتلقى علومه في حمص. وفي العام 1927 تخرج من الصف الخاص الذي أحدث في دمشق لتخريج المعلمين ثم احترف صناعة التعليم وانصرف بحكم موهبته وميله الخاص إلى أمهات الكتب والآثار الأدبية ودواوين الشعراء أمثال المتنبي وأبي تمام والمعري وغيرهم يطالعها ويستظهرها وعكف على التبحر في علوم اللغة والنحو حتى بلغ شأوا عالياً في مجالها.
وقد اختير في العام 1964 ليكون عضواً في "لجنة الشعر" بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، كما تولى رئاسة تحرير عدد من الصحف بحمص.
رحم الله الفقيد رحمة واسعة وعوض الأمة واللغة والأدب بفقده خيراً.
نذير الحسامي
أقلام النسر
رصاص وملون
بامتياز
من شركة فابر العالميّة
المحتوى
ملامح لمستوى المعيشة في التاريخ العربي الإسلامي ودراسته في العصر الحاضر د. عبد الكريم اليافي
الاشتقاق صلاح الدين الزعبلاوي
مفاهيم عربية وملامح نضالية في التراث اللغوي والأدبي والحضاري د. عمر موسى باشا
لغة الطير .. من كتاب "رموز العلم المقدس" بقلم: روني غينون
تقديم: فاطمة عصام صبري
التوفيق بين الحكمة والشريعة في نظر ابن رشد د. غسان فنيانس
من التراث الشعبي .. حكاية لقب أسرة دمشقية د. عدنان الخطيب
مشابه في التراث العالمي د. عبد الكريم اليافي
رائد التأليف المعجمي في الأندلس .. أبو علي القالي د. عمر الدقاق
اللسان العربي المبين د. جعفر دك الباب
أبو الفتح علي بن محمد البستي درية الخطيب ولطفي الصقال
بحثاً عن رؤية كونية في شعر أبي تمام د. فهد عكام
المخطوطات العربية بين يدي التحقيق د. محمد ألتونجي
توضيح المشتبه لابن ناصر الدين الدمشقي مطاع الطرابيشي
من العبر في تاريخنا –وقفة لصلاح الدين الأيوبي أمام عكا نذير الحسامي
الشعر الحديث والتراث فاطمة عصام صبري
المقامات الأندلسيّة:هـ. نيمه - ترجمة: إبراهيم يحيى الشهابي
او اقتني هذا الكتاب فسوف يفيدك كثيراً بإذن الله ..
فن المقامات بالاندلس: نشأته وتطوره وسماته / تأليف قصي عدنان سعيد الحسيني .. عمان (الاردن): دار الفكر, 1999
¥