تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حَقَّ الزِّيادَةِ فيها قَبل شاريها

وهذه خُطّةٌ للهِ واضِعُها=

رَدَّتْ حُقوقاً فأغنَت مُستَميحيها

ما الإشتراكيَّةُ المُنشودُ جانِبُها=

بين الورى غيرَ مَبنىً من مَبانيها

فإنْ نكن نحن أهليها ومنبِتَها=

فإنّهم عَرَفُوها قبل أهليها

جَنَى الجَمالُ على نَصرٍ فغَرَّبَه=

عَنِ المَدينةِ تَبكِيه ويَبكيها

وكم رَمَت قَسماتُ الحُسنِ صاحِبَها=

وأتعَبَتْ قَصَبَاتُ السَّبقِ حاويها

وزهرةُ الرَّوضِ لولا حُسنُ رونقِها=

لمَا استَطالَتْ عليها كفُّ جانيها

كانت له لِمَّةٌ فَينانَةٌ عَجَبٌ=

على جَبينٍ خَليق أنْ يُحَلّيها

وكان أنَّى مَشَى مالَتْ عَقَائِلُها=

شَوقاً إليه وكادَ الحُسنُ يَسبيها

هَتَفَنَ تحتَ اللّيالي باسمِه شَغَفاً=

وللحِسانِ تَمّنٍّ في لَياليها

جَزَزتَ لِمَّتَه لمّا أُتِيتَ به=

ففاقَ عاطِلُها في الحُسنِ حاليها

فَصِحْتَ فيه تَحَوَّلْ عن مَدينَتِهِم=

فإنّها فِتنَةٌ أخشى تَماديها

وفِتنةُ الحُسنِ إنْ هَبَّتْ نَوافِحُها=

كفِتنَةِ الحَربِ إنْ هَبَّتْ سَوافيها

وراعَ صاحبُ كسرى أنْ رأى عُمَراً=

بين الرَّعيّةِ عُطلاً وهو راعيها

وعَهدُه بمُلوكِ الفُرسِ أنّ لها=

سُوراً من الجُندِ والأحراسِ يَحميها

رآه مُستَغرقاً في نَومِه فَرأى=

فيه الجَلالَة في أسمَى مَعانيها

فوقَ الثَّرَى تحتَ ظِلِّ الدَّوحِ مُشتَمِلاً=

بُبردَةٍ كادَ طُولُ العَهدِ يُبليها

فهانَ في عَيِنه ما كان يُكبِرُه=

مِنَ الأكاسِرِ والدّنيا بأيديها

وقال قَوَلَةَ حَقٍّ أصبَحَتْ مَثَلاً=

وأصَبَحَ الجيلُ بعدَ الجيلِ يَرويها:

أمِنتَ لمّا أقَمتَ العَدلَ بينهُمُ=

فنِمتَ نَومَ قَريرِ العَينِ هانيها

يا رافِعاً رايةَ الشُّورَى وحارِسَها=

جَزاكَ رَبُّكَ خَيراً عن مُحِبِّيها

لم يُلهِكَ النَّزْعُ عن تأييدِ دَولَتها=

وللمَنِيَّةِ آلامٌ تُعانيها

لم أنسَ أمركَ للمِقدادِ يَحمِلُه=

إلى الجَماعةِ إنذاراً وتَنبيها

إِنْ ظَلَّ بعد ثَلاثٍ رأْيُها شُعَباً=

فجَرِّدِ السَّيفَ واضرِبْ في هَواديها

فاعجَبْ لقوّةِ نَفسٍ ليسَ يَصرِفُها=

طَعمُ المَنِّيةِ مُرّاً عن مَراميها

دَرَى عميدُ بني الشُّورَى بمَوضِعِها=

فعاشَ ما عاشَ يَبنيها ويُعليها

وما استَبَدَّ برأْيٍ في حُكومَتِه=

إنّ الحُكومَةَ تُغري مُستَبِدِّيها

رأيُ الجّماعةِ لا تَشقَى البِلادُ به=

رغم الخِلافِ ورَأْيُ الفَردِ يُشقيها

يا مَن صَدَفتَ عن الدُّنيا وزِينَتها=

فلم يَغُرَّكَ من دُنياكَ مُغريها

ماذا رأيتَ بباب الشامِ حين رَأوْا=

أنْ يُلبِسُوكَ مِن الأثوابِ زاهيها

ويُرْكِبُوكَ على البِرذَونِ تَقدمُهُ=

خَيلٌ مُطَهَّمَةٌ تَحلُو مَرائيها

مَشى فهَملَجَ مُختالاً براكبِه=

وفي البَراذِينِ ما تُزهى بعاليها

فصِحتَ: يا قوم، كادَ الزَّهوُ يَقتُلُني=

وداخَلَتنِيَ حالٌ لستُ أدْريها

وكادَ يَصبُو إلى دُنياكُمُ عُمَرٌ=

ويَرتَضي بَيعَ باقيهِ بفانيها

رُدُّوا رِكابي فلا أبغي به بَدَلا=

رُدُّوا ثيابي فحَسبي اليومَ باليها

ومَن رآهُ أمامَ القِدْرِ مُنبَطِحاً=

والنارُ تَأْخُذُ منه وهو يُذْكيها

وقد تَخَلَّلَ في أثناءِ لِحَيتِهِ=

منها الدُّخانُ وَفُوهُ غابَ في فيها

رأى هُناكَ أميرَ المُؤمنين على=

حالٍ تَرُوعُ ـ لَعَمرُ اللهِ ـ رائيها

يَستَقبِلُ النارَ خَوفَ النارِ في غدِهِ=

والعَينُ من خَشيَةٍ سالَتْ مَآقيها

إنْ جاعَ في شِدّةٍ قَومٌ شَرِكتَهُم=

في الجوعِ أو تَنجلَي عنهم غَواشيها

جُوعُ الخَليفَةِ ـ والدُّنيا بقَبضَتِه ـ=

في الزُّهدِ مَنزِلَةٌ سبحانَ مُوَليها

فمَن يُباري أبا حَفصٍ وسيرَتَه=

أو مَن يُحاولُ للفاروقَ تَشْبيها

يومَ اشتَهَتْ زَوجُه الحَلوى فقال لها:=

من أينَ لي ثَمَنُ الحلوى فأشريها

لا تَمتَطي شَهَواتِ النَّفسِ جامِحَةً=

فكِسرَةُ الخُبز عن حَلواكِ تَجزيها

وهل يَفي بيتُ مالِ المُسلمينَ بما=

تُوحي إليك إذا طاوَعتِ مُوحيها

قالت: لكَ اللهُ إنِّي لستُ أَرزَؤُه=

مَالاً لحاجَةِ نفسٍ كنتُ أبغيها

لِكنْ أُجنِّبُ شيْئاً مِن وَظِيفَتناَ=

وفي كُلِّ يْومٍ عَلَى حَالٍ أُسَوِّيهاً

حتى إذا ما مَلَكنا ما يُكافِئُها=

شَرَيتُها ثُمّ إنِّي لا أُثَنِّيها

قال: اذهبي واعلَمي إنْ كنتِ جاهِلَةً=

أنَّ القَناعةَ تُغني نفسَ كاسيها

وأقبلَت بعدَ خَمسٍ وهي حامِلَةٌ=

دُرَيهِماتٍ لتقضي من تَشَهِّيها

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير