تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَعَلَينا مِنَ العَفافِ رَقيبٌ .... تَعِبَت في مِراسِهِ الأَهواءُ

جاذَبَتني ثَوبي العصِيَّ وَقالَت .. أَنتُمُ الناسُ أَيُّها الشُعَراءُ

فَاِتَّقوا اللَهَ في قُلوبِ العَذارى ... فَالعَذارى قُلوبُهُنَّ هَواءُ

لوحة بريشة أمير الشعراء

ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[11 - 06 - 2009, 02:19 م]ـ

ولوحة رمزية رائعة لأبي القاسم الشابي:

كان الربيعُ الحيُّ روحاً حالماً ....... غضَّ الشَّبابِ مُعَطَّرَ الجلبابِ

يَمْشي على الدّنيا بفكرةِ شاعرٍ ........ ويطوفُها في موكبٍ خَلاَّبِ

والأفْقُ يملأهُ الحَنانُ كأنَّهُ ............ قَلْبُ الوجودِ المنتجِ الوهَّابِ

والكونُ من طُهْرِ الحياةِ كأنّما ......... هو معبدٌ والغابُ كالمحرابِ

والشّاعرُ الشَّحرورُ يَرْقُصُ مُنشداً .. للشَّمسِ فوقَ الوردِ والأعشابِ

شعْرَ السَّعادةِ والسَّلامِ ونفسهُ ....... سَكْرى بسِحْر العالَم الخلاّبِ

ورآه ثعبانُ الجبال فغمَّه .......... ما فيه من مَرَحٍ وفيْضِ شبابِ

وانقضَّ مضْطَغِناً عليه كأنَّه ........ سَوْطُ القضاءِ ولعنةُ الأربابِ

بُغِتَ الشَّقيُّ فَصاح في هول القضا ........ متلفِّتاً للصَّائل المنْتابِ

وتَدَفَّق المسكينُ يصرخُ ثائراً ......... ماذا جنيتُ أنا فَحُقَّ عِقابي

لا شيءَ إلاَّ أنَّني متغزّلٌ ............... بالكائناتِ مغرِّدٌ في غابي

ألْقى من الدّنيا حناناً طاهراً ........ وأبُثُّها نَجْوى المحبِّ الصَّابي

أيُعَدُّ هذا في الوجود جريمةً .......... أينَ العدالةُ يا رفاقَ شبابي

لا أين فالشَّرْعُ المقدّسُ ههنا ......... رأيُ القويِّ وفكرةُ الغَلاّبِ

وسَعادةُ الضَّعفاءِ جُرْمُ ما لهُ ........ عند القويِّ سوى أشدِّ عِقابِ

ولْتَشْهَدِ الدُّنيا التي غنَّيْتُها ........ حُلْمَ الشَّبابِ وروعةَ الإعجابِ

أنَّ السَّلامَ حَقيقةٌ مَكْذوبةٌ ........... والعَدْلَ فَلْسَفةُ اللّهيبِ الخابي

لا عَدْلَ إلاَّ إنْ تَعادَلتِ القوى ......... وتَصادَمَ الإرهابُ بالإرهابِ

فَتَبَسَّمَ الثُّعبانُ بَسْمةَ هازئٍ ......... وأجابَ في سَمْتٍ وفَرْطِ كِذابِ

يا أَيُّها الغِرُّ المثرثرُ إنَّني .............. أرثي لثورةِ جَهْلكَ التلاّبِ

والغرُّ يعذره الحكيمُ إِذا طغى .......... جهلُ الصِّبا في قلبه الوثّابِ

فاكبحْ عواطفكَ الجوامحَ إنّها ....... شَرَدَتْ بلُبِّكَ واستمعْ لخطابي

إنِّي إلهٌ طالما عَبَدَ الوَرَى ............ ظلِّي وخافوا لعنَتي وعقابي

وتقدّموا لي بالضَّحايا منهُمُ ........... فَرحينَ شأنَ العابدِ الأوّابِ

وسَعادةُ النَّفسِ التَّقيَّةِ أنّها ............ يوماً تكونُ ضحيَّةَ الأربابِ

فتصيرُ في روحِ الألوهةِ بضعةً ....... قُدُسِيَّةً خَلُصَتْ من الأوشابِ

أفَلا يَسُرُّكَ أن تكونَ ضحيَّتي ....... فتحُلَّ في لحمي وفي أعصابي

وتكونَ عزماً في دمي وتوهُّجاً .......... في ناظِريَّ وحدّةً في نابي

وتذوبَ في روحي التي لا تنتهي ... وتصيرَ بعضَ ألوهتي وشَبابي

إنِّي أرَدْتُ لكَ الخلودَ مؤلّهاً ........ في روحيَ الباقي على الأحقابِ

فكِّرْ لِتُدْرِكَ ما أريدُ وإنَّه .......... أسمى من العيش القَصيرِ النَّابي

فأجابه الشُّحرورُ في عُصَصِ الرَّدَى .... والموتُ يخنقه إليكَ جوابي

لا أرى للحقِّ الضَّعيفِ ولا صدًى ....... والرّأيُ رأيُ القاهرِ الغلاّبِ

فافعلْ مشيئَتكَ التي قَدْ شئتَها ....... وارحمُ جلالكَ من سماعِ خطابي

وكذاك تُتَّخَذُ المظالمُ منطقاً .............. عذباً لتخفِيّ سَوْءةَ الآرابِ

ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[25 - 06 - 2009, 01:46 م]ـ

جادَكَ الغيْثُ إذا الغيْثُ هَمى .... يا زَمانَ الوصْلِ بالأندَلُسِ

لمْ يكُنْ وصْلُكَ إلاّ حُلُما ..... في الكَرَى أو خِلسَةَ المُخْتَلِسِ

إذْ يقودُ الدّهْرُ أشْتاتَ المُنَى .... تنْقُلُ الخَطْوَ علَى ما يُرْسَمُ

زُفَراً بيْنَ فُرادَى وثُنَى ........ مثْلَما يدْعو الوفودَ الموْسِمُ

والحَيا قدْ جلّلَ الرّوضَ سَنا ....... فثُغورُ الزّهْرِ فيهِ تبْسِمُ

ورَوَى النّعْمانُ عنْ ماءِ السّما .. كيْفَ يرْوي مالِكٌ عنْ أنسِ

فكَساهُ الحُسْنُ ثوْباً مُعْلَما ......... يزْدَهي منْهُ بأبْهَى ملْبَسِ

في لَيالٍ كتَمَتْ سرَّ الهَوى ..... بالدُّجَى لوْلا شُموسُ الغُرَرِ

مالَ نجْمُ الكأسِ فيها وهَوى ...... مُسْتَقيمَ السّيْرِ سعْدَ الأثَرِ

وطَرٌ ما فيهِ منْ عيْبٍ سَوَى ......... أنّهُ مرّ كلَمْحِ البصَرِ

حينَ لذّ الأنْسُ مَع حُلْوِ اللّمَى ... هجَمَ الصُّبْحُ هُجومَ الحرَسِ

غارَتِ الشُّهْبُ بِنا أو ربّما ...... أثّرَتْ فيها عُيونُ النّرْجِسِ

أيُّ شيءٍ لامرِئٍ قدْ خلَصا .... فيكونُ الرّوضُ قد مُكِّنَ فيهْ

تنْهَبُ الأزْهارُ فيهِ الفُرَصا ....... أمِنَتْ منْ مَكْرِهِ ما تتّقيهْ

فإذا الماءُ تَناجَى والحَصَى ......... وخَلا كُلُّ خَليلٍ بأخيهْ

تبْصِرُ الورْدَ غَيوراً برِما ...... يكْتَسي منْ غيْظِهِ ما يكْتَسي

وتَرى الآسَ لَبيباً فهِما ........... يسْرِقُ السّمْعَ بأذْنَيْ فرَسِ

يا أُهَيْلَ الحيّ منْ وادِي الغضا ........ وبقلْبي مسْكَنٌ أنْتُمْ بهِ

ضاقَ عْنْ وجْدي بكُمْ رحْبُ الفَضا .. لا أبالِي شرْقُهُ منْ غَرْبِهِ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير