وثانيًا: أختلف معك في رأيك بأن أجود أنواع الرثاء هو رثاء النفس؛ وذلك لأن ما يزين القصيدة الرثائية، هي إضفاء الصفات الحسنة لذلك المرثي، وتصوير الحال بعد فقده، وهذا لن يتوفر عند من يرثي نفسه، وإن مدح نفسه، فلن يقبل منه كما يقبل ممن يرثيه، وإن صدق فيما قال، إلا أنه سيظل صدقًا قبيحًا.
أخي أديب طيء، أنا في شوق لمعرفة رأيك فيما قلت ..
دمت كما أنت أديبا عزيزًا كريمًا ..
أهلًا بك أخي أبا زيد
وأطال الله في عمرك,, أخي لوكان الأمر كما قلت لَمَا ذاع صيت قصائد رثاء النفس عند القدماء والمحدثين كقصيدة عبد يغوث:
ألا لا تلوماني كفى اللوم مابيا=وما لكما في اللوم خيرٌ ولا ليا
وقصيدة مالك بن الريب:
ألا ليت شعري هل أبيتنَّ ليلة= بجنب الغضا أُزجي القلاص النواجيا
وقصيدة ابن زريق البغدادي:
لا تعذليه إن العذل يُوجعهُ=قد قلتِ حقًّا ولكن ليس يسمعهُ
ولو استعرضنا جميع القصائد لطال بنا المقام,,,ولكن أخي أنا قلت في أول الموضوع: (وهو -عندي- من أفضل ألوان الرثاء-إن لم يكن أفضلها-) فقلت (عندي) وقد يكون عند الغير ليس بأفضل ألوان الرثاء, وهذا رأيك وأنا أحترم ما قلت والكل منا مقتنعًا بما يقول,,
أمَّا قولك: (وذلك لأن ما يزين القصيدة الرثائية، هي إضفاء الصفات الحسنة لذلك المرثي، وتصوير الحال بعد فقده، وهذا لن يتوفر عند من يرثي نفسه، وإن مدح نفسه، فلن يقبل منه كما يقبل ممن يرثيه، وإن صدق فيما قال، إلا أنه سيظل صدقًا قبيحًا).
فأنت قد أشرت إلى أمرين: مدح الراثي لنفسه وهو المرثي, والأمر الآخر: تصوير حاله بعد فقده.
أمَّا مدحه لنفسه فمعظم الشعراء قد مدحوا أنفسهم سواء عند مماتهم أو في حياتهم, ألا ترى قول المتنبي:
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي= وأسمعت كلماتي من به صممُ
الخيل والليل والبيداء تعرفني=والسيف والرمح والقرطاس والقلمُ
وقوله:
وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ=فهي الشهادة لي بأني كاملُ
والكل يتغنى بهذه الأبيات ولم تُفقدها قيمتها بالرغم من أن المتنبي قد مدح نفسه,
أما الأمر الآخر: وهو (تصوير الراثي (المرثي) حاله بعد فقده) , فلا يمكن أن يكون تصوير حال شخص آخر أصدق شعورًا أو أبلغ عاطفة عندما يصور الشخص حاله وما قد يحصل له,, ألا ترى قول مالك بن الريب:
تذكرتُ من يبكي علي فلم أجد=سوى السيف والرمح الرديني باكيا
وأشقر خنذيذ يجرُّ عنانه=إلى الماء لم يترك له الدهر ساقيا
ويبقى رأيك أخي محل تقدير واحترام,,, وأشكرك على مداخلتك الرائعة ...
أدامك الله وحفظك ...
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[16 - 06 - 2009, 11:12 م]ـ
بارك الله فيك أديب طيء
في هذا الرابط قريب مما ذكرت
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=36053&highlight=%D1%CB%EC+%E4%DD%D3%E5
ـ[أديب طيء]ــــــــ[18 - 06 - 2009, 11:21 ص]ـ
بارك الله فيك أديب طيء
في هذا الرابط قريب مما ذكرت
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=36053&highlight=%d1%cb%ec+%e4%dd%d3%e5
أهلًا بك أخي عامر
أشكرك على التنبيه ..
لا عدمتُ اطلالتك الرائعة
ـ[العابرة]ــــــــ[19 - 06 - 2009, 01:34 ص]ـ
جزاك الله خير
ـ[أديب طيء]ــــــــ[21 - 06 - 2009, 08:03 ص]ـ
جزاك الله خير
أهلًا بكِ أختي الكريمة
وجزاكِ الله بالمثل
أدامكِ الله وحفظكِ
ـ[اليافع]ــــــــ[24 - 06 - 2009, 12:45 ص]ـ
أنا معك يا أديب طيء فيما ذهبت إليه من تصدر رثاء النفس قائمة أغراض الرثاء إن لم يكن قائمة المقاصد الشعرية؛ لأن العاطفة عنصر رئيس في جودة النص الأدبي وليست النائحة الثكلى كالمستأجرة، وأحيانا يملك الإنسان موهبة فذة فإذا انضاف إلى ذلك معايشة الحدث كان أقوى كما يقول النقاد في حديثهم عن الصدق الفني والصدق الواقعي وهذا مايشتمل عليه رثاء النفس والله أعلم
هناك رسائل علمية في هذا الشأن مثل:
عنوان الرسالة: رثاء الذات في الشعر العربي إلي نهاية العصر الأموي
الباحث: أزهار عبد الرزاق التميمي
الكلية: كلية الآداب
الجامعة: الجامعة المستنصرية
المدينة: بغداد
سنة الإجازة: 1989
نوع الدرجة: رسالة ماجستير
ومقالات علمية مثل:
عنوان المقال: رثاء النفس في الشعر القديم من ظهور الإسلام إلى سقوط الأندلس
الكاتب: حسن أحمد عبد الحميد عبد السلام
اسم الدورية: حولية كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة - جامعة الأزهر
¥