تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لَقدْ دَمَعتْ عَيْنَايَ فِي القَرِّ والقَيْظِ=وهلْ تدمعُ العَينانِ إِلاَّ مِن الْغيظِ

فلَّمَا رَأيتُ الشَّرَ ليسَ بِبَارِحٍ=دَعَوتُ لِنَفْسِي عِندَ ذَلكَ بِالْفيظِ

وقال أيضًا قبل ذلك حينما رأى قبر امرأةٍ في سفح جبل عسيب الذي مات عنده: (6)

أجَارتنَا إنَّ الخُطُوبَ تنوبُ=وإني مُقيمٌ ما أقامَ عسيبُ

أجَارتنَا إنَّا غريبانِ هَهُنَا= وكلُّ غريبٍ للغريبِ نسيبُ

فإن تصِلِينا فالقرابة بيننا=وإن تصرمينا فالغريبُ غريبُ

أجَارتنَا ما فاتَ ليسَ يَؤُوبُ=ومَاهو آتٍ في الزَّمانِ قَريبُ

وليس غريبًا مَنْ تناءت دِيارُهُ=ولكنْ مَنْ وَارَى التُّراب غريبُ


•طرفة بن العبد يرثي نفسه:-

قال طرفة بن العبد وهو في سجنه ينتظر القتل بعدما سجنه والي البحرين بأمرٍ من ملك الحيرة عمرو بن هند, وذلك عندما بعث بكتابين لطرفه وخاله المُتَلَّمِس, وفيهما أمرٌ بقتلهما, فنجا خاله بعدما طلب من غلام أن يقرأ له ما في الكتاب, ولكن طرفة أصرَّ على أن يذهب لوالي البحرين ظانًّا أن ملك الحيرة أمر والي البحرين أن يعطيهما الجوائز, ولم يجعل الغلام يقرأ له كتابه, وعندما وصل إلى البحرين سجنه الوالي وأمر بقتله, فقال قبل قتله:- (7)

ألا اعتزليني اليوم خولة أو غُضِّي= قفد نزلتْ حدباءُ مُحكمة القبضِ
أزالتْ فؤادي عن مقر مكانهِ=وأضحى جَناحي اليومَ ليسَ بِذي نهضِ
وقد كنتُ جلدًا في الحياة مُدَرَّئًا=وقد كنتُ لبَّاس الرجال على البُغضِ
وإني لحلوٌ للخليلِ وإنني=لمُرٌّ لذي الأضغانِ أُبدي لهُ بُغضي
ولا تَعْدِليني إنْ هَلكتُ بعاجزٍ=مِنَ النَّاس مَنقوضَ المَريرة والنقضِ

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير