تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أشكركم أستاذ " حمادي "

.................................

في باب مصادر الأدب الجاهلي وفي خضم حديثه عن الإعجاز ..

هناك حديث رائع للدكتور محمود شاكر عن مفارقة القرآن الكريم لكلام البشر من شعر وغيره .. استحسنت نقله ..

يقول:

" إن هؤلاء العرب المطالبين بأن يتبينوا مفارقة القرآن العظيم لكلام البشر،

وأنه كلام الله سبحانه لا كلامُ التاليه عليهم – أي محمد:=– وأنه عندئذٍ هو آيته الدالة على أن تاليه عليهم نبي مرسل من رب العالمين .. ويجب عليهم التسليم له بنبوته ..

لم يكن تذوقهم لما يتلى عليهم تذوقاً لظاهر لفظه وتراكيبه وصوره وحسب ..

بل كان تذوقهم نافذاً أيضاً يغوص إلى أعمق الأعماق التي تدل عليها الألفاظ والتراكيب والصور ..

ويتشعب تذوقهم مع أدق دلالاتها ومعانيها وينفذون بهذا التذوق المرهف إلى أغمض ما يكمن فيها من الفكر والنظر والحجة،

وتصادم الألفاظ والتراكيب والصور والمعاني والدلالات نفوسَهم مصادمة تفجّر أغمض إرثٍ كامن في الإنسان، وهو البيان ..

ولذلك فإن من آمن بنبوته .. بعد أن تهدم الجدار الحاجز الكثيف الفاصل بين أروع ما في الشعر الجاهلي وبين هذا القرآن المنصوب لهم آيه على نبوته ..

لم يجتز هذه العقبة الكؤود إلا ومعه علمٌ كثير بما نزّل من القرآن يومئذٍ، علمٌ بمعانيه، وعلمٌ بحججه التي يحاج بها من كفر، وعلمٌ بما يدُلهم عليه من آياته في الأرض والسماء، وعلمٌ بما يؤدبهم به من الأخلاق والأعمال ..

ولذلك فإن الأمة مجمعة بأن أصحاب رسول الله:=عند كل منهم من العلم بالقرآن وبسنته قدرٌ لا يلحقه فيه أحدٌ من التابعين .. سواء كان الصحابي قديم الصحبة أم حديثها ..

وذلك أن كل صحابي لم يخرج من جاهليته إلى إسلامه، إلا بعد أن استوعب بهذا التذوق النافذ العميق، قدراً هائلاً من علم الكتاب المنزل، حين تهدّم الحاجز الكثيف، فانكشف له أن هذا الكتاب " كلام الله " المباين لكلام البشر ..

والجهد الذي بذله كل صحابي في هذا التذوق الذي وصفتُ .. جهد لا يستطاع تحديده أو تصوره، والذي عاناه كلٌ منهم في سبيل هذا التبين الفاصل بين القرآن وبين كلام البشر، محنة شديدة على النفس الإنسانية لا يبلغ النظر النفاذَ إلى حقيقتها .. ولذلك رفعهم الله درجات فوق سائر عباده ..

وقال لهم عز من قائل: " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " ..

وقال رسول الله:=: " دعوا لي أصحابي، لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً لم يبلغ مدّ أحدهم أو نصيفه " .. "

..................................................

قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام ..

ـ[أنوار]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 08:22 م]ـ

سنبدأ الليلة بإذن الله ..

في أنواع الأدب الإسلامي .. الشعر

ونترك خصائص الشعر في العراق للغد بحول من الله ..

ـ[حمادي الموقت]ــــــــ[13 - 09 - 2009, 03:47 ص]ـ

أعتذر عن الانقطاع الخارج عن الطوع

وسأعود قريبا جدا بإذن الله تعالى

ـ[أنوار]ــــــــ[13 - 09 - 2009, 07:56 ص]ـ

يسر الله أموركم أستاذنا الكريم ..

قد لا يتسنى لنا إكمال الدروس هذه الأيام ..

لذلك سنواصل فيما بعد بحول الله وقوته ..

ـ[حمادي الموقت]ــــــــ[14 - 09 - 2009, 09:36 م]ـ

أنواع الأدب الإسلامي

الشعر:

لقد عرف الإسلام من الأدب صنوفا عديدة كان الشعر في لائحتها. إلا أنه لم يكن مقدما على الصنوف الأخرى لما كان يؤديه من وظائف تزرع القبيلة والعصبية والحقد بين الشعوب العربية في الجاهلية. حتى نبذه الإسلام ولم يشجع عليه، لذلك تجد الله عز وجل يقول عن الشعراء:"والشعراء يتبعهم الغاوون، ألم تر أنهم في كل واد يهيمون" وقول الرسول الأكرم:"لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريَه، خير له من أن يمتلئ فمه شعرا" أو كما قال صلى الله عليه وسلم. إلا أن الإسلام لم يحرم الشعر جميعا، أو كرهه على إطلاقه، بل فقط، الشعر الذي يثير دفائن القلوب والنفوس.

ولما شغل العربَ الإسلامُ بالدعوة ظهر منهم المؤيد والمعارض والمؤمن والمنافق، واشتد الحقد والعداء ضد رسول الأمة، فآذوه وأتباعه بقوارض الهجاء، فهاج ذلك من شاعرية المسلمين وودوا لو يأذن لهم الرسول بمساجلتهم، فما هو إلا أن قال:"ماذا يمنع الذين نصروا الله ورسوله بأسلحتهم أن ينصروه بألسنتهم؟ " حتى نهض للقرشيين نفر من المسلمين يأتي في مقدمتهم حسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة. حتى خمدت نار الهجاء و الإذاية، فتساهل الرسول صلى الله عليه وسلم في الشعر حتى قال:"إن من البيان لسحرا، وإن من الشعر لحكمة".

هكذا كان الشعر في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، أما في عهد خلفائه فأقل شأنا – يقول الزيات_ وأحط مكانة لذهاب المعارضة ولشدة الخلفاء في تأديب الشعراء. وفي هذا العهد بالضبط بدأت تظهر في بعض المحاولات الشعرية مظاهر الحضارة الجديدة كمفهوم المعروف والصلاة والدين والزكاة والجنة والنار ... خاصة في محاولات المخضرمين من قبيل كعب بن زهير والحطيئة والنابغة الجعدي ...

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير