[ما هو النقد؟]
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[14 - 12 - 2004, 04:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أعضاء الفصيح الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لدي سؤال فأرجو أن تعطوني إجابة شافية له. وهو
ما معنى النقد و ما أنواعه، ومن أشهر النقاد؟، و إلى أي فرع من فروع اللغة ينتمي النقد أهو فرع مستقل؟
و جزاكم الله خيرا ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[وحي اليراع]ــــــــ[20 - 12 - 2004, 04:54 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
أهلا بالأخت: عاشقة لغة الضاد.
قال بعضهم:
(النقد الأدبي ثمرة للأدب ذاته .. والأدب ثمرة طبيعية للبيئة .. والأديب .. فوظيفة النقد الأدبي هي تقويم العمل الأدبي وبيان قيمته الموضوعية وتحديد مكانه .. وما أداه للعربية أدبا ولغة وتصوير خصائص صاحبه الشعورية والتعبيرية والنفسية وكشف العوامل الخارجية التي أثرت أو اشتركت في التأثير عليه. والنقد الأدبي عرفه العرب منذ عصور الجاهلية حيث اعتمد على السليقة والفطرة .. يستمد منها أحكامه .. لكنه لم تحدد أصوله وقوانينه إلا في العصر الحديث نتيجة لجهود متعددة قام بها مشاهير النقاد الغربيين).
فبإختصار شديد النقد الأدبي هو:
تقويم العمل الأدبي، وبيان أوجه الجمال أو القبح فيه.
ويقول الأستاذ أحمد أمين:
(إذا كان النقد فنا فيجب أن يخضع لقوانين الفن فهناك قواعد أصلية تشترك فيها كل الفنون ومنها الأدب .. وهذه القواعد منها ما هو مستمد من علم النفس ومنها ما هو مستمد من علم الجمال وغير ذلك .. وكلما تقدم الناس في فهم علم الجمال زاد تقدمهم في فهم قواعد الفن وتبع ذلك تقدمهم في التطبيق على النقد الأدبي. والناقدون والأدباء تناولوا دراسة تاريخ الأدب من نواح مختلفة فيعضهم تناوله من الناحية التاريخية فهم مثلا يدرسون العصر الجاهلي ثم العصر الإسلامي ثم العباسي وهكذا حجتهم في ذلك أن الأدب ظل للحياة الاجتماعية وممثل لها .. ولا يمكن فهم الأدب حق الفهم إلا إذا فهمت البيئة التي أنتجته).
أما أنواع النقد في العصر الحديث:
1 - النقد الفني.
2 - النقد النفسي.
3 - النقد التاريخي.
4 - النقد التكاملي.
وقد يندرج تحت هذه القائمة (النقد الفطري)، أي استحسان قصيدة، أو بيت، أو قصة .. ويكون هذا النقد لدى عامة الناس، الذين لا إلمام لهم بالنقد، ويتميز بعدم التعليل. كما هو موجود في الأدب القديم، حيث يقف الناقد على القصيدة ويقول: هذا هو أجمل بيت قالته العرب، أو هذا هو أغزل بيت قالته العرب، أو هذا هو أهجى بيت قالته العرب، و لكن يقف هذا الناقد عند هذه النقطة؛ فلا يستطيع قول الأسباب التي دعته إلى النطق بالحكم، إلا بعض الأمثلة القليلة والتي تكون أيضا شاملة، وعامة، وتفتقد إلى التحليل الكامل.
أشهر النقاد الأقدمون:
ابن سلام الجمحي، في كتابة طبقات الشعراء، وأبو عثمان عمرو الجاحظ، في كتبة البيان والتبيين، والحيوان، ورسالة التربيع والتدوين، وعبد القاهر الجرجاني، وأحمد بن فارس، والآمدي، وعبد الله بن المعتز، وأبو العلاء المعري ... وغيرهم.
أشهر النقاد المحدثون:
الشيخ حسن المرصفي في كتابة الوسيلة الأدبية، وإبراهيم المازني والعقاد في كتابهما الديوان، ومصطفى السحرتي في كتابه الشعر المعاصر في ضوء النقد الحديث، وأحمد أمين في كتابه النقد الأدبي ... وغيرهم.
أمّا الإنتماء فالنقد لا ينتمي إلى فرع مخصص، فهو الوليد الشرعي للأدب عموما، فالناقد قد ينقد القصيدة، وقد ينقد القصة، وقد ينقد الرواية، وقد ينقد المسرحية ... وغير هذا.
فلذلك فالنقد علم مستقل، لا يوجد إلا مع غيره، وأكثر شمولية حيث يتميز النقد عن العلوم الأخرى بأنه الجامع لها، فعندما يتناول أحد النقاد قصيدة معينة، فإنه سيتحدث فيها عن الأساليب والصور وهذا نجده في البلاغة، وسيتناول الألفاظ والتراكيب وهذا نجده في اللغة، ويتناول الموسيقى والبحور وهذا نجده في العروض ... وهلم جرَّا.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[20 - 12 - 2004, 02:55 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي وحي اليراع على هذه المعلومات الدقيقة، المرتبة، المتسلسلة، زاد الله فضلك، وأكثر من أمثالك، ووفقك الله لفعل الخير، و إني والله لأفخر بأمثالك من أحباء الضاد. فالشكر الجزيل لك أخي الفاضل.
ـ[وحي اليراع]ــــــــ[20 - 12 - 2004, 09:17 م]ـ
العفو أختي الفاضلة.