[هل العرب تلاميذ للإغريق في النقد والفلسفة؟!]
ـ[العربي]ــــــــ[20 - 02 - 2006, 01:43 ص]ـ
خلال مطالعتي لبعض المقالات التي تعنى بالدرس الأدبي
المقارن, وقفت على مقالات رائعة تساوي في قيمتها كتب ومجلدات فأحببت أن
تشاركوني بعض هذه المعلومات التي استقيتها من بعض المقالات الخالدة .. والتي
حاولت أن أصوغها بأسلوب سهل كي يسهل إدراك المعلومة ولكيلا يتحاشى
البعض قراءته ...
يرى بعض الباحثين المعاصرين أن العرب تلاميذ للإغريق في الفلسفة والنقد
والمعارف الإنسانية العامة, وأن النقد العربي بالذات يدين للنقد الإغريقي ممثلا
بأفلاطون وأرسطو وسقراط ولكي نبين مدى وهن هذه الرؤية ,دعونا نتعرض
لبدايات كل من هذين النقدين أقصد العربي والإغريقي , فزمن أقدم النصوص
النقدية الإغريقية يربو على 2500 عام والنصوص النقدية العربية 1800عام
فالفرق هنا700عام بين البدايتين فلابد أن تختلف مسببات النقد وبداياته.
أيضا البيئة التي نشأ فيه النقد الإغريقي تختلف عن البيئة التي نشأ فيها النقد
العربي, فالنقد الإغريقي ولد في الحلبات الدينية التي تهيمن عليها الخرافات ,
في حين أن النقد العربي بدأ في الأسواق والنوادي كسوق عكاظ والمجنة وذي
المجاز ونوادي القوم وملاعب الفرسان حيث كان النقد جهدا أدبيا وجهدا إنسانيا
لايتصل بالأسطورة, وبالنسبة لطبيعة الناقد فالنقد الإغريقي كان نقدا جماعيا
أي في لجان تصدر قرارتها بالقرعة وهو نقد غير متخصص, في حين أن النقد
العربي صدر من نقاد بأعيانهم منهم الشاعر كالنابغة الذبياني ومنهم الخطيب
مثل أكثم بن صيفي ومنهم المرأة المتذوقة كأم جندب , كما أن طبيعة الشعر
نفسه- وهو مادة النقد في الغالب- تختلف بين الإغريق والعرب , فمصدر
الشعر عند أرسطو الإلهام من آلهة الشعر كما يزعم وعند أرسطو نبالة نفس
الشاعر أو خساستها , في حين أن مصدر الشعر عند العرب مختلف فالعرب
احتاجت إلى الغناء بمكارم أخلاقها وطيب أعراقها وذكر أيامها وأوطانها أي أن
حاجات المجتمع هي المصدر الأصيل للشعر.
من خلال هذا كله يتبين البون الشاسع بين النقدين في الزمان والمكان والمسببات
ومصدر وطبيعة المادة النقدية فكيف بعد هذا كله يقول البعض أن نقاد العرب
تلاميذ أفلاطون وأرسطو!!!!
دمتم بود , العربي ...
ـ[سليم]ــــــــ[21 - 02 - 2006, 12:06 ص]ـ
السلام عليكم
أخي العربي أهلاً وسهلاً بك في هذا المنتدى, وتعقيبًا على ما ذكرتَ اقول: العنوان يضم شقين ,الاول النقد والثاني الفلسفة, وسابدأ في الفلسفة لأن الفلسفة فعلاً جاءت من عند الاغريق والعرب هم تلاميذهمو وحتى الكلمة اصلها اغريقي وتعني العلم والبحث فيما وراء الطبيعة وما الفارابي وابن رشد وابن سينا والعربي إلا تلاميذ وآخذين عن الاغريق.
واما النقد فإن العرب لهم باعاً طويلاً فيه وكما ذكرتَ ان الاسواق والنوادي كسوق عكاظ والمجنة وذي المجاز ونوادي القوم وملاعب الفرسان كانت ملتقى الشعراء والنقّاد والخطباء, واسمع ماذا قال ابن رشيق في كتابه"العمدة في محاسن الشعر وادآبه":حكى الصاحب بن عبادة في صدر رسالة صنعها على أبي الطيب، قال: حدثني محمد بن يوسف الحمادي، قال: حضرت بمجلس عبيد الله بن عبد الله بن طاهر وقد حضره البحتري، فقال: يا أبا عبادة، أمسلم أشعر أم أبو نواس؟ فقال: بل أبو نواس؛ لأنه يتصرف في كل طريق، ويبرع في كل مذهب: إن شاء جد، وإن شاء هزل، ومسلم، ومسلم يلزم طريقاً واحداً لا يتعداه، ولا يتحقق بمذهب لا يتخطاه فقال له عبيد الله: إن أحمد بن يحيى ثعلباً لا يوافقك على هذا، فقال: أيها الأمير، ليس هذا من علم ثعلب وأضرابه ممن يحفظ الشعر ولا يقوله؛ فإنما يعرف الشعر من دفع إلى مضايقه، فقال: وريت بك زنادي يا أبا عبادة، إن حكمك في عميك أبي نواس ومسلم وافق حكم أبي نواس في عميه جرير والفرزدق؛ فإنه سئل عنهما ففضل جريراً، فقيل: إن أبا عبادة لا يوافقك على هذا، فقال: ليس هذا من علم أبي عبيدة؛ فإنما يعرفه من دفع إلى مضايق الشعر، وقد خالف البحتري أبا نواس في الحكم بين جرير والفرزدق، فقدم الفرزدق، قيل له: كيف تقدمه وجرير أشبه طبعاً بك منه؟ فقال: إنما يزعم هذا من لا علم له بالشعر، جرير لا يعدو في هجائه الفرزدق ذكر القين وجعثن وقتل الزبير، والفرزدق يرميه في كل قصيدة بآبدة، حكى ذلك غير واحد من المؤلفين.
فإذا كان هذا فقد حكم له بالتصرف، وبهذا أقول أنا، وإياه أعتقد فيهما، وإذا لم يكن شعر الشاعر نمطاً واحداً لم يمله السامع، حتى إن حبيباً ادعى ذلك لنفسه في القصيدة الواحدة فقال:
الجد والهزل في توشيع لحمتها = والنبل والسخف، والأشجان والطرب
وقد كان إسماعيل بن القاسم أبو العتاهية:
لا يصلح النفس إذ كانت مصرفة = إلا التصرف من حال إلى حال
وأنشد الصاحب لأبي أحمد يحيى بن علي المنجم في نقد الشعر:
رب شعر نقدته مثل ما ين= قد رأس الصيارف الدينارا
ثم أرسلته فكانت معاني = ه وألفاظه معاً أبكارا
لو تأتى لقالة الشعر ما أس = قط منه الحلو به الأشعارا
إن خير الكلام ما يستعير النا = س منه ولم يكن مستعارا وقال الجاحظ: طلبت علم الشعر عند الأصمعي فوجدته لا يحسن إلا غريبه فرجعت إلى الأخفش فوجدته لا يتقن إلا إعرابه، فعطفت على أبي عبيدة فوجدته لا ينقل إلا ما اتصل بالأخبار، وتعلق بالأيام والأنساب، فلم أظفر بما أردت إلا عند أدباء الكتاب: كالحسن بن وهب، ومحمد بن عبد الملك الزيات.
قال الصاحب على أثر هذه الحكاية: فلله أبو عثمان، فلقد غاص على سر الشعر، واستخرج أرق من السحر.
واما من حيث قول الشعر ونظمه فإن للعرب اقوال اغرب من قول الاغريق من حيث الهام الهة الشعر, فهم يقولون ان الشعر من الجن وان الجن يأتي الشاعر فيقوله ,وكذلك الغول ...
¥