[احتمالات النص!!]
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[06 - 12 - 2006, 06:46 م]ـ
إن فهم النص يستلزم فهم ما حرك ذلك النص وحرضه ليقول ما يقوله 0
وغاية النص هي الإيصال، إيصال المعنى بدلالاته ورموزه وإشاراته، بإيضاحاته ومعمياته
إذن فالهدف الذي يشكل غاية النص هو الإيصال 00 وإذا كان ذلك كذلك، فإن فهم النص يعني ممارسة " أركيولوجية " من الضرورة بمكان أن تمارس النبش عن مكنون نص من النصوص، وهنا تنشأ الاحتمالات وتتعدد الدلالات وتتفتق الرؤى وكلها تصب في حضن النص وسياقه 0
ووجود النص يعني وجود القارىء 00 والقارىء ليس واحدا، فالنص بعدد قارئيه، وكلهم يشترك في إنشاء المعنى وتسطير الرؤية، وكلهم يلج النص بأدواته، يكسر سياقا ويبني أسيقة، يقلب فهما ويبتكر فهوما، ويقيم حوارا مع آليات النص، ويوظف قراءته في الاستدلال والاسترجاع وبمرجعيات يتأسس فوقها المعنى الذي يكتحل برؤية القارىء 0
إذا فالنص ينشيء احتمالاته، ويبشر باحتمالات الفهم ويمد يده إلى قارىء يشاركه ليبتكر احتمالات لم تكن!!
وإذا كان " النص ابن النص " كمقولة نصوصية تشير إلى أن النص يفسر النص، وأنه لا يمكن فهم النص إلا من خلال تراكم نصي يتقلب فيه الفهم ويتلبس النصوص الدائرة في فلكه فإن ذلك يعني احتمالا من احتمالات ذلك النص 00 هذه واحدة!
ثم أن تعدد النصوص يعني البحث عن " صوتيم " ما تنجذب إليه تخوم النصوص وتبني سياقاتها وبناها من خلال ذلك الصوتيم، وإذا كان هذا هكذا، فإن ذلك احتمالا من احتمالات النص، وهذه الثانية، والثالثة أن فهم السياق يعني المساهمة في إرشاد السائح إلى الولوج إلى عالم النص، ومن ثم فك رموزه، وإشاراته واستجلاب دلالات غائبة 0
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[12 - 12 - 2006, 11:23 ص]ـ
مقالة رائعة، تفتح نافذة للإبداع النقدي ..
إن فهم النص يستلزم فهم ما حرك ذلك النص وحرضه ليقول ما يقوله
يسميها النقاد .. تحليل المنطوق به في النص .. للوصول إلى المسكوت عنه. وهذا هو الفرق بين ناقد مجيد، وخلافه.
وإذا كان " النص ابن النص " كمقولة نصوصية تشير إلى أن النص يفسر النص، وأنه لا يمكن فهم النص إلا من خلال تراكم نصي يتقلب فيه الفهم ويتلبس النصوص الدائرة في فلكه فإن ذلك يعني احتمالا من احتمالات ذلك النص 00 هذه واحدة!
دعوة جميلة للرقي بالنصوص النقدية .. فهي الآن إبداعا بذاتها.
إذا خرج النص من يد مبدعه، فلتتلقفه الأقلام، وتمحصه الأفهام .. بتعدد القراءات والدراسات ينشأ لنا مجالا نقديا رحبا .. يتميز بالموضوعية النقدية والأسلوب الإبداعي.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[22 - 12 - 2006, 12:24 م]ـ
شكر الله لك وضحاء على المرور
ولا مناص إذن من أن:
فهم النص يستلزم فهم ما حرك ذلك النص وحرضه ليقول ما يقوله
تحياتي
ـ[زينب محمد]ــــــــ[22 - 12 - 2006, 03:18 م]ـ
حسنًا ..
بما أنكم تحدثم النقد ..
فإني أسأل:
كيف يكون المرء ناقدًا حاذقًا، وما هي السبل والطرق التي تعينه على ذلك، وهل لابد له من امتلاك أدوات معيّنة؟؟
دمتم بتألق ..
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[22 - 12 - 2006, 07:36 م]ـ
سلام عليكم
سيدتي (أميرة البيان)
هذا السؤال ذاع صيته وسط طلاب الأدب، والإجابة عليه كما قال نقادنا أن النقد موهبة في بدايته فإن وجدت كان على صاحبها التسلح بأدوات تُعينه على العمل الأدبي.
لكن هنا كيف أدرك أنني موهوب؟ و كيف نقف على النص الأدبي؟
وهل عمل الناقد وقوفه على النص فقط؟ وهل عمل الناقد التميز بين الجيد والردىء فقط في النص؟ أم أن له دور أخر؟
أسئلة كثيرة سأحاول الإجابة عنها لأحقَا إن شاء الله.
ـ[زينب محمد]ــــــــ[23 - 12 - 2006, 07:23 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
شكر الله لك أخي محمد ..
وسأنتظر مشاركتك على أحر من الجمر.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[24 - 12 - 2006, 11:36 م]ـ
سلام عليكم
سيدتي (أميرة البيان)
هذا السؤال ذاع صيته وسط طلاب الأدب، والإجابة عليه كما قال نقادنا أن النقد موهبة في بدايته فإن وجدت كان على صاحبها التسلح بأدوات تُعينه على العمل الأدبي.
لكن هنا كيف أدرك أنني موهوب؟ و كيف نقف على النص الأدبي؟
وهل عمل الناقد وقوفه على النص فقط؟ وهل عمل الناقد التميز بين الجيد والردىء فقط في النص؟ أم أن له دور أخر؟
أسئلة كثيرة سأحاول الإجابة عنها لأحقَا إن شاء الله.
الأستاذ محمد ..
يفتقدك منتدى النقد، و بانتظار موضوعك.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[25 - 12 - 2006, 01:19 ص]ـ
حسنًا ..
بما أنكم تحدثم النقد ..
فإني أسأل:
كيف يكون المرء ناقدًا حاذقًا، وما هي السبل والطرق التي تعينه على ذلك، وهل لابد له من امتلاك أدوات معيّنة؟؟
دمتم بتألق ..
بوركت على وعيك المسبق بمشروع النقد وانصبابه في دائرة الإبداع 00 ذاك من جهة أولى 00 ومن جهة ثانية فالنقد كممارسة إبداعية لا بد وأن يتسلح بمقولات ومفهومات، أو لنقل نظريات تتبلور لتخدم عملية النقد ذاتها فتخدم عملية الإبداع برمتها 000 هكذا إذن مسؤولية النقد والناقد 000
نعم 00 النقد في البدء وعي بجمالية ما 000 وعي بإحساس متخم بالتصورات
رسم لخطوط أولية ما تلبث أن تتراكم لتبذل ذاك النسيج الذي يغلف نصا من النصوص 00 ثم يأتي التطبيق الفعلي وأسميه - إن جاز لي ذلك - بالتجريبي
الذي يجرب مقولاته وتصاعدها لتشكل إبداعا مساندا لإبداعية النص المطروح على طاولة التشريح 00! ومن ثم انبجاس عملية المقاربة الأولية، إذ أن فعل النقد كمقارب للنص، لن يكون فعله ختاميا بل يأتي على دفعات أولى وثانية وثالثة 000!
وسبل المقاربة تلك أو المقاربات لن تكون إلا عن طريق منهج نظري تطبيقي
وإلا فعملية النقد برمتها على ذلك المعطى ستظل رهينة موهبة قاصرة، لم تتطور فتنضج فتكون!!
تحياتي
¥