تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[اللغة وهجوم الحداثة]

ـ[الجواد]ــــــــ[27 - 04 - 2004, 02:45 م]ـ

[اللغة وهجوم الحداثة]

كتبت هذه الكُليمات بعد طول تردد وعمق تفكير؛ فما بين آونة وحين, تراودني نفسي بالكتابة, ويقفز القلم بين أناملي, وتستلقي الأوراق على طاولتي, وما إن يقبل اليراع خد الأوراق إلا ويقشعر جلدي ,ويؤنبني ضميري؛فلست ملمًا بتفاصيل هذا الموضوع ـ اللغة وهجوم الحداثة ـ ولا مستوعبًا لكل ما قرأت عنه. فهو موضوع ضخم كبير.لا يستهان به في الأهمية والعمق والاتساع ......

على كلٍ فقد تجرأت ودونت ما توصلت إليه .... وقسمت الموضوع إلى ثلاثة أقسام:

1 - اللغة: وتناولت فيه أهمية اللغة ومكانتها وفضل القرآن عليها, وتعداد لبعض المحاولات الاستعمارية اهدمها وأتباعهم من العرب ....

2 - الحداثة: وتناولت فيه مفهوم الحداثة وغربية مولدها وفكرها, والهدف منها , ونبذها لكل ماهو قديم بما في ذلك اللغة والدين .....

3 - اللغة وهجوم الحداثة: وهو جزء يتضمن بعض المقولات والاعترافات لأصحاب الحداثة ومن أفواه أبنائها, وتصريحهم الصارخ, وحربهم للغة وتطرفهم في ذلك.حتى غضب عليهم بعض الغربيين وأنكروا عليهم!! وطالبوهم بالاستقلال في الفكر, وخلق شخصية منتجة للفكر لا مستهلكة لكل فضلات الفكر الغربي.

اللغة

للغة العربية مكانة سامية ومنزلة رفيعة في نفوس أبنائها, وفي نفوس المسلمين في شتى أنحاء المعمورة ,فهي بالإضافة إلى كونها اللغة الأم لما يربو على مئة وستين مليونًا من المسلمين العرب؛فإنها لغة القرآن الكريم الذي تشرفت به, وكان سببًا في نمائها وانتشارها وحمايتها (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) وقد اختار الله عز وجل هذه اللغة العربية لتحتوي كتابه الكريم لما تتميز به من مرونة واتساع واشتقاق ونحت وتصريف وترادف ..... بالإضافة إلى الغنى في المفردات والصيغ والأوزان. يقول العقاد " فإذا قيس اللسان العربي بمقاييس الألسن فليس في اللغات لغة أوفى منه بشروط اللغة في ألفاظها وقواعدها .... "

لقد لفتت هذه العلاقة المتينة بين اللغة العربية والإسلام أنظار الأعداء ففكروا الهجوم على اللغة وبالتالي إبعاد الناس عن القرآن الكريم والدين الإسلامي حيث يستغلق عليهم فهم الآيات وينعدم تأثيرها عليهم , فلا يطبقون مالا يفهمون وتضعف شوكتهم ويسهل غزوهم الفكري والعسكري ..... بدؤا بالمصريين فدعوهم إلى العامية وحاولوا إقناعهم فكان لهم أتباع مثل: سلامة موسى. أحمد لطفي السيد ... ودعوا إلى إلغاء الحرف العربي في الكتابة وإبداله باللاتيني فكان لهم أتباع مثل: فريد أبو حديد, أمين الخولي .... ودعوا إلى تطوير اللغة وجعلوه شعارًا لهم فكان لهم أتباع مثل: طه حسين وغيره .... (1)

ولعل أخطر الدعوات وآخرها هي الدعوة إلى الحداثة والإيهام بجمالها وأنها خاصة بأهل اللغة والعلم ,والذين يستطيعون فهمها لوحدهم, إنها دعوة لصفوة الأدباء والمثقفين واستقطاب لأهل العقل والعلم ......

الحداثة

"الحداثة في اللغة: مصدر حدث. وهي تعني نقيض القديم.وتعني أول الأمر وابتداؤه, وتعني كذلك الشباب وأول العمر" (2)

ومن هذا الضلال أخذت جاذبيتها وجمال لفظها, فهو لفظٌ يوحي بطلاوة الجديد والرغبة الملحة في التطوير والتجديد, ولكن رفع الشعار وترديده لا يعني صحته, فالحكم على صحته وجودته يتضح من مسلك كتاباتهم وتوجهاتهم العامة, وا لحداثيون يحاولون الهرب من المصارحة بأفكارهم فيتجهون إلى الغموض واستخدام الرموز واستلهام الألفاظ الضبابية لكن سقطات اللسان أو العناد وربما الملل من الانتظار يجعلهم يصرحون ......

من الملاحظ مؤخرًا أنهم أصبحوا يعلنون عن أفكارهم ويكشفون عن نواياهم من منطلق أن الهروب كان في البداية ,وأما الآن فلا مانع من الإعلان المعمم داخل القوالب الأدبية وخاصة الشعرية .....

بيد أن المتأمل لكتابات أهل الحداثة يستطيع أن يشخص الحداثة ويعرفها ,ومن تعريفات الحداثة أنها تعني:

"الانسلاخ من التقليدي في حياة الفرد والمجتمع فكرًا ونظمًا وعلاقات وأنماط حياة متنوعة ,والتحلي بدلاً منها بجديد مغاير" (3). وغالبًا ما يكون هذا الجديد ـ عندهم ـ هو ما عند الغرب ,وهذا ما اعترفوا به ودعوا إليه وتفاخروا به.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير