تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[نظرية النقد العربي رؤية قرآنية معاصرة 2]

ـ[زيد الخيل]ــــــــ[28 - 10 - 2005, 10:56 م]ـ

:::

(وتثبيتاً من أنفسهم ... ) (1) فيها من الدلالة الإيحائية، الانتقال بمشاعر الإنسان في الغبطة والسرور إلى عالم روحي محض يحمل بين برديه جميع مقومات الرضا من الله، والعناية بالنفس المطمئنة، التي لا تأمل إلا التثبيت والاستقامة.

ثانياً: والكلمة «ربوة» في قوله تعالى:

(كمثل جنة بربوة أصابها وابل ... ) (2)

تحمل صورة فريدة في تخيل الجنان تتساقط عليها الأمطار فتمسح سطحها، وهي سامقة شامخة فتزيل القذى عن أشجارها، وتثبت جذورها، وتمنحها القوة والحياة والاستمرار، وهي على نشز من الأرض تباكرها هذه الهبات، وما يوحي ذلك من مناخ نفسي يسكن إليه الضمير.

ثالثاً: والكلمة «بصير» في قوله تعالى:

(والله بما تعملون بصير (265)) (3) توحي هنا بدقة الملاحظة وشدة الرقابة والإحاطة الشاملة بجزئيات الأمور كلياتها، وحيثيات الإنسان وتصرفاته، فعمله منظور لا يغفل عنه، ووجوده في رصد لا يترك، وأعماله في سبر وإحصاء. وهذا الإيحاء نفسه يوحي بإيحاء آخر هو:

إن الله بصير لا بالعين الناظرة، لأن العين لها ما شاهدت والله يرصد ما يشاهد ما يخفى وما تجن الصدور.

إن هذه الإيحائية تحتمها دلالة اللفظ.

رابعاً: واختيار كلمة «تراب» بدلاً من «طين» في قوله تعالى:

(إن مثل عيسى عند الله كمثل ءادم خلقه من تراب ... (59)) (4) ذو طبيعة إيحائية تضفي على اللفظ أكثر من المعنى الظاهر الذي يتبادر له الذهن، فقد أريد بها هنا أن الإنسان خلق من أدنى القسيمين الطين


(1) (2) (3) البقرة: 265.
(4) آل عمران: 59.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير