تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الإنسان في نصوص جيهان قلعي]

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[24 - 07 - 2006, 01:35 م]ـ

ليس من السهل الخوض بنصوص متناثرة على فترة زمنية طويلة تزيد عن ربع قرن من الزمان، فلكل مرحلة زمنية تأثيرها على الكاتب وعلى نفسيته وقلمه، فالكتابة ليست عبثا ولا مسألة ترفية بمقدار ما هي إنعكاس ومرآة لنفسية الكاتب ومشاهداته في زمن ما ولحظات ما، ويزداد الأمر صعوبة حين يكون هذا الغوص في نصوص صديق مجهول، لا تعرف عنه إلا بعض من حروفه وقليل من المسائل، وعليك أن تستجلي الروح من خلال هذه الحروف، وللحقيقة أنني حين أتعامل مع نص لا اعرف أي شيء عن كاتبه أجد المسألة أكثر سهولة، وما شدني حقيقة لأن أكتب هو إطلالتي على بعض من هذه النصوص عبر الشبكة العنكبوتية، فأثارت في داخلي رغبة بإبحارادبي و زاد من الرغبة إطلالتي على روح إنسانية تتجلى في سلوكيات لمستها عند كاتبة السطور، لذا إخترت أن أبحث عن الإنسان الذي يتجلى بين هذه النصوص المتناثرة .. الإنسان بروحه وتجلياته المختلفة .. الإنسان الذي يحب ويُخدع ويتألم ويبحث عن الأمل والحنان، الإنسان القوي والإنسان الرقيق والإنسان المحتار وغير ذلك من تجليات صور الإنسان ..

في نص (نهاية حب) نرى ألم المرأة التي أخذها الحب إلى أعلى الأعالي فيملأ الحب حياتها وتستند عليه أتكئ عليه كلما تعثرت بوعثات يومي وتكتشف الخيانة من الحبيب لذا فالسقوط من هذا المرتفع العالي له تأثير اكبروالنتيجة أنه يحطم أكثر

سموت في دنيا حبك

دون أن تعي بأنني كلما إرتفعت

كلما كان السقوط قاتلا

وواضح هنا أن صاحبة النص صورت حالة إنسانية منتشرة بكثافة في مجتمعنا، إنه حب زوجة وخيانة زوج يعتبر الخيانة الذكورية زلة لا غير، وبمجرد أن إمتلك المرأة يطلق لنفسه العنان بالنزوات رجل، وما يعيبني أن تكون لي نزوات ويكمل كلماته التي تجتاحها كطعنات .. لكنها ترد عليه بنفس اللحظة .. وهنا النص يشير إلى حوار مباشر ومواجه ..

فأنت إمرأتي التي أعود إليها

التي أكن إليها، والباقي عبور نسيم

فلتغفري لي زلاتي ..

هل كنت ستغفر لي

لم لا تنطق

قل انك رجل يحق لك مالا يحق لي

هنا نرى الألم الذي يجتاح النفس ويحطم الروح، ألم الفقد والشعور بالمهانة وجرح ينكأ جراحات أخرى، جراح مجتمع ظالم يظلم المرأة ويعتبرها شيء مملوك ورجل تغفر له كل زلاته فقط لأنه رجل، أما المرأة فما عليها إلا الصمت والغفران وأن تتجاهل كل ما تسمع ..

اما الألم فلا يمكن أن يفارق روح مجروحة، فتقرر إنهاء هذه الخديعة والكذبة، فتنهي النص صارخة ..

دع قلبك يجف كجفاف قلبي

فقد هنت كما هانت عليك نفسي

بقايا حب، عنوانك أنت

أما أنا فنهاية حب، أو لقد خذلتني

وكأن الحكاية لا تنتهي هنا .. فسؤال يطرح بنص آخر بعنوان (من أنا .. من أنت) فيكون العنوان هو السؤال ممن مس الروح أمام مشاهدة ثورة الكرامة لروح المرأة المجروحة فتجيب ..

أنا من سأحمل بقايا حبي

وأنت هادرها

أو بعد هذا تسأل

من أنا ومن أنت؟

فتنتقل إلى مرحلة الشعور بالخيبة في نص (الصدى)، ..

كم أخذ مني هذا البحر

أحزان حبي كلها ألقيتها على كاهليه مغلفة بالماضي

فهو الذي كان يشهد أدمعي

لكن الحلم بالغد لم يبتعد رغم الشعور بالخيبة والحزن ..

كل صوت في الدجى رعب

في ظلمة الليل الموحش

لمن كان مثلي مفردا

دفن الأمس وفي انتظار الغدا

لكن الروح بعد الإنكسار تبقى بحاجة للحب، فلا تقبل بالهزيمة ولا تعتبر الفراق المكلوم هو النهاية للحياة، فتحلم بحب آخر بعيد عن الغدر والخيانة ونزوات النفس، فنراها في نص آخر بعنوان (خذ بيدي)، بكل ما يحمله العنوان من رغبة في الحب ووصف حالة الانتظار، فهي تعبة من الوقوف وتعبة من الإنتظار، تنتظر حبا

يضحك، يبكي

يقفز في الهواء لبلوغ الأمل

هذا الحب القادم برغبة الشوق نجده مصوراً بوضوح في كلماتها ..

أتوق إلى من يمسك بيدي

لنسير في دروبنا المتعرجة

تتناغم خطواتنا

للوصول معا إلى قوس قزح

وفي حوارية هامسة بعنوان (قال .. قلت)، نجد روح الإنسان التي ترسم صورة لشكل الحب ومفهومه الإنساني، ويمكن أن نطل على هذه الرغبة بالمقتطفات التالية:

الحب ليس ما فعلناه، الحب ما لم نفعله بعد.

أنا إمرأة شرقية ينميها الحب ويقهرها النكران.

شفافة أنا، اواكب ندبنا إلى أن نصل لمرحلة الكل.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير