تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[دعائم النثر العربي الحديث عند المستشرقين والعرب المستشرقة.]

ـ[# معاوية #]ــــــــ[05 - 12 - 2005, 07:30 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

..

خرافة من كتابٍ خرافي

أ - الدعامة الأدبية:

نهض النثر الحديث، أول ما نهض، على دعوة الشاعر الفرنسي المُلا رامي (1842 - 1898) إلى ضرورة إقصاء كلٍّ من السَّرْدِ والخِطَابِ التعليمي من لغة النثر، فبعصره، حسب تعصيره، رغبة ٌ مشحونة ممحونة جامحة للتمييز بين وظيفتين ينهض بهما نوعان من الكلام. أما الأولى فهي وظيفة إخبارية تَذكُرُ محدود الوقائع وتروي الآني منها وتحدّث به. وهذه الوظيفة يضطلع بها السرد والجَرْد.

وأما الوظيفة الثانية فوظيفة جوهرية مطلقة عليّة متسامية متشامخة متشاكسة متشاكلة مترامزة متداخلة متقوقعة غامصة وغامضة ينهض بها النثر.

يتبع

أرجو عدم الرد على الموضوع كُرمى و قُربى لتربةِ مولانا المُلا رامي ..

ـ[أنامل الرجاء]ــــــــ[05 - 12 - 2005, 08:05 م]ـ

تلك أمة (فرنسا و أروبا على العموم) عاشت قرونا من الظلمات المدلهمة, وهذا الذي جاء بهذه الطريقة ونعلم أن هذا الذي ترعرع في أحضان تلك الظلمات القاتمة التي كانت تغشاهم من بني جلدتهم, ولهذا فحسبنا أن نقول: له ما له وعليه ما عليه, وأهله أدري بصوابه من غيه.

هذا, ولنا من بعد أن نعقل أن لغتهم غير لغتنا كما أن دينهم غير ديننا, فما يصلح لتجديد الفرنسية نثرا كان أو شعرا, فهو قد لا يصلح لتجديد العربية كما هو المطلوب, ثم ما هو التجديد الذي يفترض أن يكون وهل هو للعربية خادم إن كان, أم أنه عقبة في الطريق….ذلكم الطريق الذي سار على دربه من الأعلام من لا تخفى عليكم أسماؤهم.

ـ[# معاوية #]ــــــــ[06 - 12 - 2005, 09:45 م]ـ

وكان التمييز بين هاتين الوظيفتين قد أفضى بمولانا المُلا رامي (ومن جاء بعده وأعلن أنه على عهده ونهجه من النثريين والمنظّرين) إلى التمييز بين نوعين من الكلام أحدهما " خليط من اللفظ "، يُسْتَعْمل للتعليم والسرد والجَرْد، والثاني " كَلِمٌ مُصَفَّى " يوافق طبيعة النثر ويختص بها ويطابقها. وقد آن الأوان، حسب قولِ المُلا رامي، لأن ينفرد كلّ من الكلامين بالوظيفة التي ينهض بها ليختص بها اختصاصًا يجنّب أيّ خلط بينها.

يتبع

ـ[# معاوية #]ــــــــ[15 - 12 - 2005, 09:00 ص]ـ

غير أن هذا التمييز الذي قال به المُلا رامي بين " خليط اللفظ " المستعمل في الخطاب التعليمي والسرد والجرد وبين " الكلم المصفى " الذي هو من جوهر النثر، سرعان ما تحوّل إلى مفاضلة ترفع من شأن أحدهما لتغض من قيمة الآخر. وفي سياق هذه المفاضلة تنزّلت معظم الكتابات التعليمية النظرية السردية الجردية حتى أصبح السرد لا يكاد يعبّر إلا عن المحدود التافه والعادي من مظاهر الوجود ووقائعه.

أما الكلام الجوهري المصفى فهو النثر ذاته أو إن النثر كلام مصفى متألق تساميا أو لا يكون.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير