تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مقولة تناصية!!]

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[29 - 12 - 2006, 09:53 ص]ـ

حينما سئل الدكتور عبدالله الغذامي عن المصطلح وكيفية التعامل معه، علق قائلا: " السؤال جدير بالطرح، وجدير بالإجابة عليه " 0

لذا فقد تداعيت مع الغذامي في طرحه، مخترقا حدود النص إلى ما وراءه، فوجدت للتناص لذة 00 هذه اللذة تكمن في كسر السياق وانحياز الدلالة 0

يقول الغذامي: " أن من طبيعة المصطلح النقدي أنه متحول ومتغير ويظل يتسع ويتسع إلى درجة أنه يصل إلى نقطة يفقد فيها معناه بسبب شدة اتساع دلالاته " 0

وفهمت من إجابة الغذامي أنه من الأجدر التعامل مع المصطلح ضمن سياقه النصي الخطابي أو " الشخصاني " أي النظر في مصطلحات باحث محدد داخل مرجعيته الكتابية المنجزة، دون سحب مصطلحاته إلى خارجه 00 وهذه قضية تعد من أخطر قضايا المصطلح النقدي لدينا 0

ومما لا شك فيه أننا نمر بأزمة مصطلح، وتكمن الأزمة في أننا لا ننتج المصطلح كمقولة للدكتور الناقد سعيد يقطين 00 وإنتاجية المصطلح تعني على الوجه الآخر أننا في موقف التلقي والاستهلاكية في سبيل الإنتاجية 0

وهذا هو مكمن التناص بين مقولتين نقديتين لناقدين عظيمين 0

الأولى هي التعامل التعسفي مع المصطلح ضمن مرجعية كتابية أحادية، وسحب المصطلح من جهة إلى خارج تلك المرجعية، والتعامل بوساطته مع مرجعيات كتابية أخر!!

والثانية، الوقوف داخل دائرة التلقي والاستهلاك، وتمرير القضايا الأدبية والإبداعية من خلال هذه البوابة 0

ويبدو أن للتناص هنا مفهومه في كسر مقولة وإحلال مقولة أخرى محلها، فالغذامي يطرح مقولته في كيفية التعامل مع المصطلح، ويقطين يبرر الاستهلاكية ضمن غياب الإنتاجية، وكلا المقولتين تتحاوران وتتجاذبان أطراف الحديث في دعة وحميمية، وبقوتين متماثلتين في سبيل طرح مقولة واحدة تجمع ما بين المقولتين، هذه المقولة " التناصية " هي تكريس آخر لأزمة المصطلح النقدي لدينا!!

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير