تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[اشكالية المصطلح النقدي "الأدب النسوي"]

ـ[نورس بلا مجثم]ــــــــ[13 - 10 - 2006, 12:07 م]ـ

:) اشكالية المصطلح النقدي "الأدب النسوي"

في كل يوم تطالعنا الصحف و المجلات العربية بدراسات و قراءات نقدية و تقام ندوات هنا و هناك تتعرض لقضية تم تصويرها على أنها "شائكة" و "يستحيل البت فيها" و غيره الكثير. ألا و هي قضية "الأدب النسائي". جدواه و محموله و مدى الاعتراف به أو عدمه. و تتعالى الصيحات و تصل أحيانا حد الصراخ الحاد " أنا أرفض!!! و أنا مع!! و أنا ضد!!! و يختلف النقاد و الأدباء على حد سواء.

ليس المهم "لغة أنثوية" أم "لغة ذكورية" بل المهم هي "اللغة الإنسانية" لتكون بوتقة ينصهر فيها الجميع، لغة مستحدثة وموضوعية لا تميز ولا تأخذ بعين الاعتبار مفهوم الجنس. فليس هناك "إبداع ذكوري" و"إبداع أنثوي"، فلننطلق جميعا إلى تلك الفضاءات الشاسعة التي تنير الروح الإنسانية الجمعية. وما نجده من خصوصية تحملها الكتابات السردية الابداعية للمرأة هي نتيجة عزوف الرجل عن الولوج إلى تلك المساحات من الكتابة التي تهتم بتجسيد التفاصيل الدقيقة والمهمشة التي تحياها المرأة في المجتمعات الذكورية المتسلطة، فكان لا بد من وقوف المرأة للتصدي لهذا التغييب –وهذا مأخذ يؤخذ على الأعمال التي ينتجها الرجل التي تغيب عن مساحاته تناول شؤون وقضايا المرأة، ناهيك عن حب السيطرة والقهر الذي أوقع على المرأة منذ عصور التاريخ الأولى، بالإضافة إلى رفض كتابات المرأة وابتعاد النقاد عن تناول نصوصها، فلا تعدو إشكالية المصطلح النقدي "نظرية الأدب النسوي" سوى مجرد خطيئة ذكورية.

لم تعد الكتابة الأدبية مقتصرة على أنماط معينة تتسم بعموميتها وتتبع عصورا أو حقبا زمنية محددة فحسب، حيث نستطيع أن نلحظ وجود أدب خاص بشرائح وقطاعات معينة في المجتمعات، حيث تقوم تلك الطبقات بإنتاج وإفراز أنماط معينة لها سماتها من الكتابة الأدبية يكون المحمول والمضمون فيها معبرا ومصورا لما يعايشون في كل صباح من صباحات الحياة. وتتجلى إحدى غابات هذا النمط السردي من الأدب في ترجمة حال هذه الشريحة المعينة من فئات المجتمع وطبيعة المصاعب والمشاكل التي يواجهون. وفي أغلب الأحيان يتم توجيه هذه الرسائل إلى العالم أجمع لتنصب في بوتقة الإنسانية. ومن الأمثلة على ذلك، إفراز أدب قائم بحد ذاته في الولايات المتحدة يدعى " Black Literature" أو "الأدب الأسود" حيث يقوم الزنوج على كتابته وإنتاجه ليطرح قضيتهم وما يواجهون من تمييز عنصري وهمومهم. فتغدو كتاباتهم ذات صبفة تجسدها لوحات شكلتها مساحات ملونة بألوان القضايا والممارسات السلوكية التي يواجهونها ويعايشونها في واقعهم اليومي لتستحيل عملية الكتابة ضربا من ضروب المواجهة. بيد أن الطرح الضيق الذي يحده نطاق معين يكون سبيله الفناء والزوال بزوال القضايا التي يتناولها النص المعني حصرا بثيمات تلك القضايا. أو تكرار ذات كاتبه بنفاذ القضايا المطروحة واللجوء إلى تناولها من جديد، ولكن بأسلوب وشكل جديدين مع بقاء المضمون واحدا.

سنحاول الآن تناول بعض النظريات النقدية التي تسلط الضوء فوق مساحات ماهية الكتابة والإبداع الأدبي وشروطه التي لا بد لاي نص من استيفائها.

يقول كانت ‘ Kant’ أن الفن – والأدب ضرب من ضروب الفن- لا يعدو سوى مساحة من الخيال وليس ضربا من ضروب التفكير الصرفة، وأن الفنان أو الكاتب هو إنسان الرؤيا، وشرط نجاح العمل الأدبي الأساسي هو منحه المتلقي السعادة والمتعة. ومن هنا يصل مفكرنا إلى عالمية الفن وعموميته. فالكاتب لا ينصح أو يوجه القارئ ولا يغذيه بأية أفكار أيا كان مصدرها، وإنما عليه فقط أن ينصت للجمال ويستمتع به متخذا إياه زادا لحبره.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير