[هيلمان الشعور]
ـ[ياسر الدوسري]ــــــــ[08 - 05 - 2005, 06:29 م]ـ
[هيلمان الشعور]
خفقات قلبي .. تكشف عن قلمي فيقول .. تفتح آفاق كلمات قادمة .. تزيل ملامح السكوت .. تشق حجاب الصمت .. تنطق وحسبها أن تكون قائدة نفسها فهي التي تتحكم بالثوران والانفعال .. وهكذا عاهدت نفسي أن لا أكتب إلا عندما أحس بالرغبة كما نصت عليه صحيفة ((بشر بن المعتمر)) (1)
تلك الخفقات .. والارتعاش المصاحب لأطرافي .. وهيلمان الشعور هم سادة الموقف عندما أمسك بالقلم المليء بالأشواق، واللهفة .. وربما بالأحزان وأحياناً بالأفراح ولكل أسلوبه في قائمة دواتي فالأشواق تناسبها السهولة والعذوبة وانتقاء المعاني والمترادفات الجذابة والأحزان تناسبها العفوية والأصوات المهموسة الحزينة الباكية والمعاني السريعة الغائبة في جدار الحزن أما الأفراح فتكون مستوية الألفاظ والمعاني لأنها تصور واقعاً ملموساً وكل كتابة تحمل بين جنباتها أسرار الروح لأنها حتماً تعبر عن إنسان.
أخيراً: كل قلم يحمل لون عاطفته وهيلمان الشعور هو الذي يحدد مسار النص.
ـــــــــــــــــ
الحواشي:
1) ما جمعة بشر من ملاحظات بلاغية متقدمة ومنها قوله: (خذ من نفسك ساعة نشاطك وفراغ بالك وإجابتها إياك) (1)
ـــــــــــــــــ
1) عن كتاب في تأريخ البلاغة العربية الدكتور عبد العزيز عتيق صفحة 27
بقلم / عاشق البيان
عضو نادي القصيم الأدبي
عضو جمعية الثقافة والفنون بالقصيم
ـ[سامح]ــــــــ[09 - 05 - 2005, 06:40 م]ـ
((وهيلمان الشعور هو الذي يحدد مسار النص)).
صحيح .. ولذلك سموه أيضاً بالغيبوبة الواعية
وشبهوها بالكهوف , وجعلوها أشبه بحالة المخاض
إذ لايشعر صاحبها بأي شيء حوله
وينسى كل شيء سوى نصه الذي يبقى في صراع
مع ذاته ومع ممتلكاته حتى يخرج (غظاً) طرياً.
يقول أحدهم " فالشعر لايمكن أن يوجد دون انفعال أو حركة للنفس تنظم
حركة الكلام والقصيدة ليست عدة ساعة تنظم من الخارج , حتى العقل نفسه لايقوم بوظيفته تماماً إلا تحت دافع الرغبة الملحة , وأيا يكن الجنين الذي تبدأ منه حادثة أو عاطفة فإن الموضوع المتصل به لايمكن أن يقوم في فراغ , بل يتوالد وينتشر في نفس الشاعر ويجعله في حالة الترقب "
ولذلك فإن القدماء كانوا يؤمنون بشياطين الشعر , وهو ماألف فيه ابن شهيد رسالته التوابع والزوابع.
قيل لبشار بن برد " بم فًُقتَ أهل عمرك وسبقت أهل عصرك في معاني الشعر وتهذيب ألفاظه؟ قال: " لأني لم أقبل كل ماتورده علي قريحتي ويناجيني به طبعي ويبعثه فكري.
ونظرت إلى مغارس الفطن ومعادن الحقائق ولطائف التشبيهات فسرت إليها بفهم جيد وغريزة قوية فأحكمت سيرها وانتقيت حرها وكشفت عن حقائقها ".
وإن أنكر أحدهم اللاوعي .. في العملية الإبداعية
فإنه يرضخ لها في عملياته الإبداعية ولايستطيع الانفكاك عنها.
لذا وجب على الأديب أن يملأ عقله وفكره بالنير والمستضيء
من العلوم النافعة , والبواطن الرفيعة.
مجرد مقارضة
وتحية مودة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ياسر الدوسري]ــــــــ[10 - 05 - 2005, 07:55 ص]ـ
أخي سامح
شكراًعلى ردك الرائع
وأريد أن تفهمني معنى النقل
مع أن الموضوع كتبته أنا من خواطري الخاصة
أي أنه ربما للأبداع أقرب