تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[العشماوي .. والنص ابن غير شرعي للنص .. !!]

ـ[ابن الشمس]ــــــــ[03 - 02 - 2004, 02:42 ص]ـ

.. و مازال عبدالرحمن العشماوي (الشاعر لا الإنسان) موطن جدل و نقاش و اختلاف و اختلاق بين متعصب له مفرط و ناقم عليه مفرّط!

و مع أن هذا الموضوع استهلك كثيرا، و كثر فيه الأخذ و الرد؛ إلا أنني أجدني مشدودا إلى الخوض فيه؛ وفاء بوعد قطعته لصديقين عزيزين هنا و كان لابد أن أفي، كما أن انتماءنا جميعا إلى أدب واحد؛ جميل مؤثر، و نظيف هادف يجعلنا مطالبين أن نبحث عنه و نناقشه فيما بيننا، دون أن نترك المجال للآخرين أن يحاكمونا و يشنقونا ظلما و عدوانا .. !

ابتداء يجب أن أؤكد أن هذا الطرح يمثل وجهة نظر شخصية جدا ترحب بالاختلاف و التقاطع وربما التصادم أحيانا مادام محكوما بما يعرف بأدب الحوار، و مادام الهدف منه الوصول إلى كلمة سواء فيما بيننا.

لا ينفي الشاعرية (المجردة) عن العشماوي إلا جاهل بالشعر أو حاقد على الرجل نفسه، و لا يثبت للعشماوي الشاعرية (الفذة المطلقة) إلا جاهل بالشعر أيضا يعاني من سذاجة في التعاطي .. !

و مع أن التعميمات داء منهجي قاتل إلا أنني وجدتُني مضطرا إليها هنا؛ لتكون مفتتحا و منطلقا لمناقشة علمية جادة يتسع صدرها للرأي و الرأي الآخر بغية الوصول إلى رأي ليس بالضرورة أن يرضي جميع الأطراف .. المهم أن يعطي القضية حقها .. !

إن تتبعا تأريخيا لمسيرة هذا الشاعر التي ابتدأت منذ التسعينات الهجرية، و مازالت تلد الديوان تلو الديوان تعطي الباحث صورة شبه واضحة عن شعرية الرجل، و فنيته، و رؤيته، و مدى توفيقه من عدمه، على أنه من الإنصاف أن نحاول جاهدين تتبع الظروف الأخرى (التي لا علاقة لها بالعشماوي و شعره) و نفض غبارها من جديد؛ ذلك أن لها أثرا عظيما جدا في مسيرة الشاعر و إعطائه أكثر/أقل مما يستحق كما سيحاول هذا الطرح أن يكشف .. !

كانت بداية العشماوي مثيرة و جميلة بما يكفي لأن ينال أسهما مرتفعة الثمن جدا في قلوب الناس الذين أحبوا توجهه و توظيفه شعره في خدمة قضايا يرونها جديرة بذلك، كما أن الرجل كان موهوبا بما يكفي ليقدم شعرا مرتفع الفنية كما نلمح ذلك في كثير من دواوينه الأولى، منذ ذلك الوقت و شاعرنا ينتشر بسرعة و ينال شهرة (كان) يستحقها نسبيا بفضل منجزاته الإبداعية الجيدة التي تنطق بها دواوينه الأولى كما أسلفت، و ما أروع قوله مثلا لا حصرا:

صهيله نغم يصغي الزمان له// و نقعه لحجاب الشمس يخترق

تشدو حوافره لحنا يهش له// قلب التراب وتسترخي له الطرق

و إذا كنت زعمتُ أن استحقاق العشماوي للشهرة و الانتشار كان نسبيا؛ فمن الإنصاف أن أعلل لهذه النسبية؛ إذ لم تكن موهبة العشماوي وحدها هي السبب، ثمة ظروف أخرى ساعدته على الوصول، ربما تجاهلها الكثيرون ذلك الوقت لكنها ظهرت جلية مع الزمن .. ذلك أن الزمن وحده هو الكفيل بكشف كل شيء .. !

لقد أسهم الإعلام (الإسلامي) في ضخّ مزيد من شهرة و صيت و تلميع لاسم العشماوي أكثر بكثير مما ناله الرجل بشعره أو بالأحرى مما يستحق أن يناله، و تعاضدت جميع فروع ذلك الإعلام؛ صحفا و مجلات و أشرطة مرئية و مسموعة- بحسن نية طبعا - من أجل دفع الرجل إلى الواجهات دائما، و أغرقته بالثقة متناسية (و ربما غير متوقعة) أن السحر ربما انقلب على الساحر .. !

كان خطأ تاريخيا عندما تعامل هذا الإعلام مع العشماوي على أنه (داعية) لا على أنه (شاعر) و لأن جميع طرحه يخدم الدعوة - كما يرون - فقد احتفلوا به و بجلوه .. يومها أصبح العشماوي شاعرا منزها عن النقد، و أصبح أي متعرض لشعره - بغير كيل المدائح طبعا - مدسوسا على الدين، و محاربا للدعوة، وربما تجاوزوا ذلك إلى ماهو أدهى .. و التارخ يحتفظ ببعض الشواهد .. !

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير