تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الشاعرية و التشاعر]

ـ[العَرف]ــــــــ[26 - 08 - 2004, 08:27 م]ـ

:::

وبه نستعين

" شاعرية " و" تشاعر" والفرق بينهما جسيم يُلخص في الفرق بين "الانفعال الصادق"و"الافتعال المتصنَّع" .. لست ضليعة في بحور الأدب العربي ولا أملك زمام نقده لكنني أتذوقه: شعره ونثره .. وببساطة - أرجو قبولها – أطرح بواكير حروفي في منتداكم ..

الشعر لا يكون شعرا إلا إذا عبّر عن شعور صادق غير مفتعل ولا مبالغ فيه، بشرط أن يصادف ثراءً لُغويًّا يمكّن الشاعر من التعبير عن ذلك الشعور الصادق، على أن يقدم عطاءه في قالب شعري صحيح تتوافر فيه كل مقومات القصيدة الناجحة من وزن وقافية وتسلسل صحيح وترابط قوي بين الأبيات وصولا لأفضل سُبل التواصل بين الشاعر والمتلقي.

فمن لم تتوافر في شعره هذه المقومات جميعها كان له من الشاعرية نصيبٌ بقدر ما توافر لديه منها، وخطيرٌ أن يؤمن الفرد بنفسه على أنه شاعر ويغرق في هذا الإحساس الذي دفعه إليه حب الظهور أو التشجيع الهدام - شبيه إلى حد كبير بالنقد الهدام- دون النظر إلى إمكانات نفسه ... ومثل ذلك يهدم من جهتين هدماً مزدوجاً، يهدم في نفسه أولا القدرة على تطوير نفسه عندما أوهمها بأنه شاعر مُجيد، و يهدم الشعر ويسيء إليه ثانيا عندما أضاف إليه ما ليس منه.

ثم تأتي القاصمة على المتلقي إذ تنتج لديه رغبة في اعتزال القراءة لما أثقلت به الدواوين والصحف والجرائد والمنتديات من تفاهات التشاعر المُدَّعى؛ لأنه يرى في ذلك استهانة واستخفافاً بذوقه.

وما ينطبق على الشعر"الفصيح" يماثله لدى قرينه " النبطي " و مخطئ من يقول بأن الفصيح أجود أو العكس لأن الأمر تتحكم فيه الذائقة والميول لدى القارئ .. المهم أن يرتقي بالفكرة ويسمو بالهدف ويضيف لأمته ومجتمعه ونفسه ما يستحق .. فالإنسان يعبر عن ذاته بأقرب الكلمات إلى نفسه .. مع أن ميلنا عن الفصحى إلى اللهجات الدارجة هو في حد ذاته قصور فينا، لكن ليس هذا مجال حديثنا الآن.

ومع مناصرتي الشديدة للفصحى إلا أنها كلمة حق تقال: فمن شعراء النبطي من فاق غيره من الشعراء ويشهد له صدق الشعور و جزالة اللفظ وقوة التركيب وعمق الفكرة.

والأمر الأخطر .. والذي يشكل تهديدا حقيقيا على الشعر الحديث بشكل خاص .. هو المجاملة على حساب الشعر .. فما أكثر الألسن التي تلهج بعبارات الثناء المزيف والمجاملات السافرة .. ولا أدري لحساب من تنتهك حرمة الشعر .. وهي مجاملة تصدر سيئة من كل أحد ومن المتمكنين أسوأ وأفدح.

كان ذلك مجرد عبور أو إن شئتم فقولوا مدخلا للشروع في بسبر أغوار لجة بحركم العميق - منتدى الفصيح - فما أشد سعادتي بتواجدي بين من يدرك من الحرف مبناه و معناه ومن المعنى عمقه وفحواه .. فأرجو أن تجد أقزام حروفي مكانا بين عمالقة عباراتكم وسطوركم .. وأن أكون قد أضفتُ ما يستحق وإن لم يكن بجديد.

ولكم من الاحترام عظيمه

أختكم

العَرف

ـ[قريع دهره]ــــــــ[29 - 08 - 2004, 06:04 م]ـ

تحية كبيرة اختي الكريمة على الطرح الأكثر من رائع

ولكن لدي بعض النقاط

وأتمنى أن أجد لها جواباً

أنتي طرحتي أنه عندما طرحتي الموضوع وكتبتي أنه يوجد شعر وتشاعر

والشاعر لا يقول الشعر الا بوجود عاطفة

وصدقتي بهذا الكلام

ولكن لا يسمى هذا تشاعر يسمى ((نظم)) أو ((قرض الشعر))

حيث بعض البلغاء ليسوا بشعراء ولكن قوة اللغة والثروة للغوية جعلتهم يزنوا بعض الأبيات

ومنها تكون حكم أو نصائح أو تدليل لبعض المعاني

هذا من نقطة

النقطة الأخرى

قلتي لا يجب أن يغتر الشخص ينفسه حتى يصبح شاعرا.وأنه يؤمن أن يكون شاعرا ويغرق في الوهم؟؟

طيب

ألم تقرأي في الكتب أن المتنبي مغرور ويقول أنا أشعر العرب وكان يترفع عن المدح

وكان ابن حجه الحموي صاحب كتاب خزانة الأدب وغاية الأرب

كان يفتخر بنفسه ويصفق ويعجب بنفسه إذا قال قصيدة ويقول أنا أشعركم أنا أشعركم

وهذه غير الأبيات التي تقال في القصائد التي يمدح الشاعر قصيدته

كأبي تمام والمتنبي وغيرهم من الشعراء

هذه الملاحضات التي رأيتها على الموضوع

وغالب الموضوع ممتاز وجيد وبداية ناجحة وجميلة يالعرف

تحياتيـ

ـ[العَرف]ــــــــ[29 - 08 - 2004, 10:37 م]ـ

مرحبا بتواجدك أخي الكريم قريع دهره

ونرحب باعتراضك؛ بشرط أن لا يكون مبنيا على تسرع في الأخذ؛ فإني أستغرب أن تأخذ من السطور بداياتها وتترك الباقي ثم تعترض على فكرة بترتها بنفسك.

نعود إلى ما ذكرتُه أعلاه:

الشعر لا يكون شعرا إلا إذا عبّر عن شعور صادق بشرط أن يصادف ثراءً لغويا على أن يقدم عطاءه في قالب شعري صحيح تتوافر فيه كل مقومات القصيدة الناجحة من وزن وقافية وتسلسل صحيح وترابط. فمن لم تتوافر في شعره هذه المقومات جميعها كان له من الشاعرية نصيبٌ بقدر ما توافر لديه منها.

إذن لم أقصر الشعر على صدق العاطفة بل هي عوامل عدة، و لا يخرج عن كونه شاعرا من فقد جزءا من تلك المقومات، و لكن يتفوق شاعر على آخر بقدر ما اجتمع له منها.

قال قريع دهره: قلتي لا يجب أن يغتر الشخص ينفسه حتى يصبح شاعرا.وأنه يؤمن أن يكون شاعرا ويغرق في الوهم؟؟

والعَرف تقول: أرجّح أنك قرأت الموضوع على عجالة. فما قلت ذلك!!! ;) بل ذكرتُ خطورة إيمانه بكونه شاعر وإغراقه في ذلك الشعور بدافع حب الظهور والتشجيع الهدّام من البعض دون النظر إلى إمكانات نفسه.

فلا رابط بين هذا المتشاعر والمتنبي وفخره والحموي وإعجابه.

إذا كان التساؤل لا يزال قائما وجب التوضيح:)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير