تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[نقد لقصيدة أظنها جميلة]

ـ[أمل]ــــــــ[11 - 02 - 2003, 06:12 م]ـ

هي قصيدة للشاعرة الجزائرية زهرة بالعالية، وجدتها في أحد المنتديات، وأحببتها جداً، ولأني مشغوفة بالنقد خربشت على أطرافها قليلاً، وأردت أن تستمتعوا معي بها، ولأنه ليس ثمة ركن مخصص هنا للنقد، اجتهدت فوضعتها هنا على أساس أن أقرب فروع العربية للنقد هو البلاغة، وقتاً ممتعاً أرجوه لكم مع النص، ورجاء آخر بأن يروقكم تحليلي له ..

والنص بعنوان قصيدة:

" ماذا لو ......

أتيتِ يا قصيدة

و كنت أصنع الطعام مثلما يريد آدم

و تشتهي أمعاؤه العنيدة

او كنت آخذ

برفقة النساء الصالحات القانتات

درس مكر

او مكيدة؟؟

ماذا لو

أتيت يا قصيدة

و رغوة الصابون في يدي

و جيش من ثياب ظالم

علي أن أبيده

أو كنت حينها ...

أصب الشاي للضيوف

و أسمع برفقة الاصحاب

ما تقوله الجريدة؟

هل كنت أهرب

من زرقة الجدران - في الصالون.

من جرائدي

و من عوائدي

لالبس انتكاسة جديدة؟

أم كنت أغسل الحروف كالثياب

و أغلق بوجهك القميء ألف باب

و أخنق مشاعري البليدة؟؟؟؟ "

" قصيدة "

هي قصيدة رائعة حقاً، هذه اللغة البسيطة حد استحالة نظمها إبداعاً أبهرتني جداً،

اقتنعت دوماً أن " الشكل الأدبي عملية اختيار مستمرة "، واتكاءً على هذه العبارة سأقرأ النص.

من بين اختيارات عدة لتسمية العمل الإبداعي (شعر، نص،عمل، إنتاج .. ) اختارت الكاتبة كلمة " قصيدة " عنواناً لعملها، وهو اختيار لم يكن بريئاً أبداً، إذ وحدها الأنثى تفهم إشكالية خاصة بالأنثى لذا أرادت الشاعرة عبر إبراز الوجه المؤنث للإبداع تجريد هذا الذي تحاوره من حياده بجره لدائرتها (التأنيث)

ثم هي تبدي بعد ذلك قدراً من الاحترام لهذه القصيدة إذ تتجه لها بالخطاب عوضاً عن أن تخاطب قارئاً آخر فنجدها تقول: " ماذا لو أتيتِ يا قصيدة "

وفي " لو " مجال لنظرات متعددة، فـ" لو " حرف امتناع لامتناع، والشاعرة عبرها تخبرنا أن ما تحكيه لم يحصل، لكنه الهاجس المؤرق لها على ما يبدو.

(أن تأتي الحالة الإبداعية حين تكون الكاتبة في زحمة لعب دور أنثوي خالص:

" و كنت أصنع الطعام مثلما يريد آدم

و تشتهي أمعاؤه العنيدة

أو كنت آخذ

برفقة النساء الصالحات القانتات

درس مكر

أو مكيدة؟؟

ماذا لو

أتيت يا قصيدة

و رغوة الصابون في يدي

و جيش من ثياب ظالم

علي أن أبيده

أو كنت حينها ...

أصب الشاي للضيوف

و أسمع برفقة الأصحاب

ما تقوله الجريدة؟ "

وهنا تضع الشاعرة لنفسها مع القصيدة فيما " لو أتت " اختيارين اثنين:

1/

" هل كنت أهرب

من زرقة الجدران - في الصالون.

من جرائدي

و من عوائدي

لالبس انتكاسة جديدة؟ "

2/

" أم كنت أغسل الحروف كالثياب

و أغلق بوجهك القميء ألف باب

و أخنق مشاعري البليدة؟؟؟؟ "

وهما خياران يبدوان للوهلة الأولى متعادلين، إلا أن انحياز الشاعرة لإبداعها تسرب عبر القصيدة التي أرادت بها أنسنة قلقها أو استئناسه، فهي تضع الخيار الأول " أهرب من زرقة الجدران .. فتدس كلمة " جرائدي " في المقطع موحية لنا بأنها حتى حين تلعب دورها الأنثوي لا تكون فيه خالصة من تهمة الهم الثقافي فهي تمارس فعل المتابعة عبر قراءة الجرائد، وهي لازمة غير أنثوية في مجتمعاتنا العربية.

وثمة انحياز آخر نجده في تقديم خيار الكتابة (وفي الثقافة العربية التقديم للأهم)

ثم أن المقطع ينسرد في خمسة أسطر بينما تبتسر الكاتبة الخيار الثاني في ثلاثة.

ولعل أجمل ما في القصيدة هو أن الشاعرة لا تخبرنا بشكل قاطع عن اختيارها النهائي تاركة لنا المجال واسعاً لنعيد طرح السؤال على أنفسنا؛ لنعيش هذا القلق مثلها، متسائلين: " ماذا لو أتيت يا قصيدة " ماذا سنفعل؟

ـ[محمد التويجري]ــــــــ[12 - 02 - 2003, 06:09 ص]ـ

تنبيه بسيط

منتدى البلاغة والنقد والإعجاز القرآني

ـ[أمل]ــــــــ[12 - 02 - 2003, 07:51 ص]ـ

الأستاذ الفاضل القاسم

ألف شكر لتنبيهك بخصوص اسم المنتدى ..

فعلاً لم أنتبه لكلمة " النقد " ربما لأني أجد فيه كثيراً الكلام عن البلاغة الكلاسيكية، والبلاغة القرآنية، فلم تحتفظ ذاكرتي بكلمة نقد.

بانتظار رأيك والأساتذة الأفاضل في تحليلي للقصيدة.

دمتم بخير

ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[14 - 02 - 2003, 11:47 ص]ـ

شكرا لتشريفك جناح النقد والبلاغة والإعجاز

للناقد الذوقي انطباعات يسجلها من وحي تأثره بالعمل الأدبي

قد يستعين فيها بأدوات تساعده .. ولكن ذوقه الخاص هو العامل الأول

ومن هنا يأتي جمال هذا النوع من النقد لأنه نابع من التأثر الإنساني

كانت وقفات سريعة وجميلة مع خيارات الشاعرة

في انتظار انطباعاتك النقدية الأخرى

تحياتي،،

ـ[عيد شكر]ــــــــ[23 - 05 - 2005, 03:42 م]ـ

شكرا على هذا التحليل ا لرائع للقصيدة لاسيما من ناحية الشكل والمضمون.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير