تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ويشبه ابن رشيق البيت من الشعر بالبيت من البناء، فقراره الطبع، وسمكه الرواية، ودعائمه العلم، وبابه الدربة، وساكنه المعنى، والأعاريض والقوافي كالموازين للأبنية، وما سوى ذلك من محاسن الشعر فهو زينة.

وهذا التنظير كلام نفيس يحتاج إلى إعادة نظر من قبل النقاد؛ إذ يحوي تصورًا دقيقًا لمفهوم القصيدة عند القدماء.

4 - اللفظ والمعنى:

قضية اللفظ والمعنى والعلاقة بينهما من أهم القضايا النقدية التي احتواها كتاب (العمدة) وقد بحث ابن رشيق المسألة عن طريق التشبيه فشبه اللفظ بالجسم، والمعنى بالروح، وشبه ارتباط المعنى باللفظ بارتباط الروح بالجسم، وتبرز هذه الصلة بينهما في تأثر كل منهما بالآخر قوةً وضعفًا.

وأخذ ابن رشيق يشخص الحالات التي تنتج من هذه الصلة؛ ففي حال سلامة المعنى مع اختلال بعض اللفظ ينقص قدر الشعر، وفي حال ضعف المعنى يضعف اللفظ تلقائيًا وهكذا ...

وحديث المؤلف في العلاقة بين الللفظ والمعنى ليست جديدة،فقد سبقه الجاحظ وابن قتيبة وغيرهما، بيد أن ابن رشيق توسع في المسألة.

5 - صفة الشاعر:

تغاضى النقد الحديث عن هذه القضية في الوقت الذي اهتم بها القدماء، وابن رشيق في حديثه عن صفة الشعراء ينطلق من منطلق فني؛ فيقسم الشعراء بحسب تفاوت مستوياتهم الفنية على أنه يستطرد فيتحدث عن أخلاق الشاعر وآدابه وصفاته المعرفية.

6 - صفة الناقد الأدبي:

وكما تحدث ابن رشيق عن صفات الشعراء تحدث عن صفات النقاد، ووصفهم بصيارفة الكلام، واشترط لدخولهم عالم النقد أن يكونوا ذوي خبرة ومراسة، ونقل في هذا كلامًا عن الجاحظ (أنه طلب الشعر عند الأصمعي فوجده لا يحسن إلا غريبه، ورجع إلى الأخفش فوجده لا يحسن إلا إعرابه، فعطف على أبي عبيدة فوجده لا ينقل إلا ما اتصل بالأخبار وتعلّق بالأيام) وابن رشيق يريد من هذا النقل أن يؤكد على أن الشعر قد يميزه من لا يقوله لكنه يكون به أبصر من العلماء بآلته.

والقضايا النقدية في كتاب العمدة كثيرة ثرية بيد أني أكتفي بما عرضت طلبًا للإيجاز.

وإضافة إلى هذا الكتاب فإن لابن رشيق منجزات نقدية في مؤلفات أخرى ففي كتابه (قراضة الذهب) حديث ضافٍ عن السرقات الأدبية ورأيه فيها وقد فصَّل الحديث في السرقات في (العمدة) أيضًا.

وفي كتابه (أنموذج الزمان) الذي هو في أصله تراجم لشعراء القيروان في عصره بيد أنه لا يخلو من ملامح نقدية ثرّة كالحديث عن المذاهب الفنية للشعراء، وقد يوازن بين شاعر قيرواني وآخر مشرقي وهكذا.

ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[18 - 12 - 2004, 10:18 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

جزاكم الله خيرًا على هذه الفكرة الطيبة، وعلى هذا الموضوع الرائع ...

ولدي سؤال ـ آمل أن أجد جوابه عندكم ـ:

هل زيادة كلمة " ونقده " في عنوان الكتاب خطأ من النساخ، أم هي ثابتة من المؤلِّف؟

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ـ[وحي اليراع]ــــــــ[22 - 12 - 2004, 01:47 ص]ـ

باركَ اللهُ فيكَ يا بنَ الشمسِ، و نَفعَنا فيما ُقلتَهُ.

ـ[ابن الشمس]ــــــــ[01 - 01 - 2005, 07:14 م]ـ

أخي سمط ..

أمتن لمرورك الأول هنا .. وأعتذر إن تأخرت في التعليق .. فالغياب كان قسريا ..

أما عن سؤالك .. فبحسب محقق الكتاب الكلمة موجودة في أصل العمدة .. أي أن الذي وضعها هو ابن رشيق نفسه، و لم تضف بعده ..

أخي وحي ..

و فيك .. و بك ..

المحمد .. أبو محمد

عتبك ملء النفس و العين ..

غيابي رغما عني .. و عودتي عودة نورس إلى شاطئه ..

أمتن لثقتك .. وآمل أن أكون عند حسن ظنك ..

ـ[سامح]ــــــــ[04 - 01 - 2005, 11:06 م]ـ

لاأدري مالذي يخلق حميمية خاصة وعميقة بيننا وبين الكتب القديمة

لايتم ليَ الإيمان بمفهوم الكتاب كما هو (وخير جليس في الأنام .... )

إلا حينما أجالس كتاباً قديم

يسامرني بثبات ورسوخ علمي

وأمانة وصدق في الإخراج

وإبقاء علم ينتفع به

دون أن تخالط نيته رغبة في الحصول على شهادة علمية

أو تكثير مؤلفات تزخم المكتبات , وتوجد لصاحبها حضوراً

بين المؤلفين.

صفحة واحدة من كتاب قديم تشبعنا

وتفتح لنا آفاقاً واسعة للتأمل .. وعمق البصر ..

..................

كنت مع أحدهم نتحدث عن الأصمعي

من خلال مقال كُتِبَ عنه

وتساءل محدثي:

ماذا تعرف عن الأصمعي غير أنه ناقد عربي عظيم

ونتف من أخباره

وتعرف (الصفير) المشكوك في نسبته إليه؟؟

ورجا أن يكون لنا وقفة في المستقبل معه

ومع القدماء الراسخين

الذين بقوا معنا .. !!

لعل بصيصاً من إشعاع حياتهم

يضيء لنا قتامة ورتابة حاضرنا .. !!

قرأتنا دون أن نعلم ..

وسطرت ماكنا نود تسطيره

أججتنا لنقرأ ابن رشيق

ونتأمله

منحتنا إشارات ضوء

ولفتات بصيرة

شكراً لك ياابن الشمس

أعلم أن الفصيح يشتاق لفصحائه الراسخين

ويضل متطلعاً لما يمنحونه

واليوم أبصره يهزج فرحاً .. وينتشي امتناناً ..

بورك هذا الحضور

نضل متابعين لحلقات فيضه ..

---

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير