5 - التخصص في هذا الفن وعدم الجمع بين فنون مختلفة، حتى يكون الناقد على دراية تامة بكل ما يحتوي عليه هذا الفن أو جله، ومعرفة أسراره ودقائقه التي لا يمكن تمييزها إلا من حاذق بارع متخصص.
- ميزان الآمدي الناقد:
1 - تبحره في العلوم العربية ووقوفه على طرفها واتجاهاتها في فهم الأدب وتحليل نصوصه.
2 - أنه لخص لنا الآراء النقدية التي قيلت في الشعر العربي حتى عصره، وروى كثيرًا من آراء النقاد.
3 - يتميز بأن له ذهنًا منظمًا، يجمع بين العلم وتنظيمه والذوق الصافي في التحليل والتعليل.
4 - اختلافه عن سابقيه كابن قتيبة وابن سلام الجمحي، وقدامة بن جعفر، وغيرهم من حيث الموازنات المستفيضة وتحليل النصوص الشعرية، وتفضيل بعضها على بعض من خلال الأدلة والشواهد المتنوعة.
5 - عرض مسائل نقدية ووظفها بما يتلاءم ومنهجه الذي اختطه مثل: عمود الشعر القديم، وعمود الذوق.
6 - حلل ما ظهر في أشعار المحدثين من بديع وتعقيد، وسوء نظم، وتناقض، وغموض، وأخذ وسرقة وبعد استعارة، وغلو وركاكة في الأساليب، مع ذكر العلة و أسباب الضعف، وربطه بالشعر القديم وخاصة الجاهلي منه، وهو بذلك يؤثر الشعر المطبوع على الشعر المصنوع.
7 - أن إصدار الأحكام لديه غير متعجل، بل بعد دراسة مستفيضة في الجزئية التي حددها.
8 - تعليله لبعض أخطاء المحدثين ومحاولة إيجاد مخرج من خلال ما وقع فيه بعض المتقدمين من الشعراء.
9 - أورد كثيرًا من النظريات الأدبية مثل: (الحاسة الفنية التي يرجع إليها الناقد، الذوق الأدبي والممارسة). ووازن بين القدماء والمحدثين من خص الشواهد التي يوردها.
10 - إيثاره للشعر القديم حتى جعله النموذج المحتذى للمتأخرين، والمقياس في الحكم، فما جرى على طريقته كان حسنًا وما انحرف عنه كان زيفًا خطلاً.
11 - أطّّر للموازنات، ووضع لها قواعد وأسسًا راسخة يسترشد بها الناقد.
- خصائص كتاب الموازنة:
1 - أنه يعد من أحفل كتب النقد وأكثرها جمعًا لأحكامه ومسائله وخاصة ما يتصل بالموازنات بين الشعراء وقضاياها النقدية.
2 - وصل المؤلف في هذا الكتاب بالموازنات إلى مستوى التنظيم والتأطير للقواعد الأساسية.
3 - ربط المؤلف بين التنظير والتطبيق في القضايا النقدية التي طرحها.
4 - أفاد الآمدي ممن سبقه فأتت آراؤه نتاج استلهام آراء الآخرين وتكوين رؤى ذاتية قائمة على النظر والفطنة.
5 - انتقل بالموازنة نقلة نوعية جديدة، حيث جعلها بين شاعرين بينما كانت لدى السابقين بين قصيدتين.
6 - الالتزام بالمقاييس اللغوية والنقدية الثابتة لدى القدماء.
7 - يعد منهجه علميًا بالمقاييس المعروفة في العصر الحاضر.
8 - أثار الآمدي أسلوب التحفيز للقارئ، وتفعيل دوره في عملية النقد، وهذه السمعة لم تكن معروفة لدى السابقين، لأنه يترك الحكم إلى ذوق القارئ بعد عرض المحاسن والمساوئ و لا ريب بأن كتاب الموازنة يعد " وثبة في تاريخ النقد العربي. بما اجتمع له من خصائص لا بما حققه من نتائج. ذلك لأنه ارتفع عن سذاجة النقد القائم على المفاضلة بوحي من الطبيعة وحدها لون تعليل واضح، فكان موازنة مدروسة مؤيدة بالتفصيلات التي تلم بالمعاني والألفاظ والموضوعات الشعرية التي لا تعرف الكلل في استقصاء موضوع الدراسة من جميع أطرافه، ولهذا جاء بحثًا في النقد واضح المنهج". غيّر من مفاهيم النقد القديمة، وخطا به خطوات أطرت له ليكون علمًا مستقلاً بذاته قائمًا على أسس ثابتة ورؤى واضحة.
ـ[أنشودة المطر]ــــــــ[30 - 04 - 2005, 12:47 ص]ـ
يقال دائما: الساكت عن الحق شيطان أخرس ..
لم أستمتع بكتاب قديم كما استمتعت بكتاب الموازنة ... !
سؤال دار في ذهني وأنا في خضم قراءة الكتاب إلى هذه اللحظة ...
أشعر بميل الآمدي للبحتري! .. من حيث تفنيده لآراء أنصاره بإسهاب وتفصيل و حجة قوية تفوق حجة أنصار أبي تمام .. فما السبب؟!
في كثير من الأحايين تتضح ذاتية الكاتب في كتابه رضي بذلك أم لم يرضَ, فهل ترون أن ذاتية الآمدي اتضحت من خلال عقله الباطني؟!