يظل بموماة ويمشي بغيرها ـــــــــ جحيشاً وبعزوري ظهور المسالك
ويقول المتنبي:
وما أرضي لمقلته بحلم ــــــــــ إذا انتهت توهمه ابتساكا
ويقول أبو تمام:
صهصلق في الصهيل تحسبه ــــــــــ أشرج حلقومه على جرس
ويقول البحتري:
فلا وصل إلا أن يطيف خيالها ــــــــــ بنا تحت جوشوش من الليل مظلم
· لم تكن فكرة (حلاق الحيوانات) مبتدعة حديثاً، وإنما متوارثة فها هو مصطفى صادق الرافعي يحكي لنا عن حلاق ذهب إلى الأسد:
قالوا: أتى الليث حلاق يعلمه ــــــــــ قص الأظافر تجميلاً كما ابتدعوا
ياليث قلها لذا الحلاق زمجرة ــــــــــ إن المخالب في كفي هي الشبعُ
· اغتيال الرؤساء والملوك والحكام، أو تهديدهم، ظاهرة قديمة أيضاً، يقول عبد الله بن المعتز:
وكل يوم ملك مقتول ــــــــــ أو خائف مروع ذليل
وكم أمير كان رأس جيش ــــــــــ قد نغضوا عليه كل عيش
· مشكلة المياة سواء كانت عربية أم أجنبية ليست مشكلة حديثة، فالمشكلة منذ عهد صالح بن عبد القدوس المتوفى 167هـ، يقول:
ما الناس إلا عاملان، فعامل ــــــــــ قد مات من عطش وآخر يغرق
· وصلوا إلى الفضاء وأوهمونا بأنهم أول من اكتشفوا تلك الكواكب السيارة، وهذا غير صحيح، فقد عرفوا قديماً الكواكب السيارة، يقول التنوخي (أبو القاسم علي بن محمد، المتوفى 423هـ):
كأنما المريخ والمشترى ــــــــــ قدامة في شامخ الرفعة
منصرف بالليل من دعوة ــــــــــ قد أوقدت قدامة شمعة
· المرأة التي تضرب زوجها، أو المحبوبة التي تضرب حبيبها، فكرة سائدة منذ القدم، وليست وليدة العصر الحديث الذي تضرب فيه الزوجات أزواجهن، وتضرب فيه النساء الرجال، يقول أبو العتاهية:
جلدتني بكفها ــــــــــ بنت معد بن زائدة
جلدتني فأوجعت ـــــــــ بأبي تلك جالدة
وتراها مع الخصي ـــــــــ على الباب قاعدة
تتكنى كنى الرجال ـــــــــ بعمد مكايدة
جلدتني وبالعنف ــــــــــ مائة غير واحدة
اجلديني واجلدي ـــــ إنما أنت والدة
· غلاء الأسعار وارتفاعها وزيادة سعر المنتج، والمستلزمات الضرورية التي يحتاجها البشر في حياتهم اليومية ليست ظاهرة اليوم فقط، فكانت الأسعار قديماً مرتفعة، وكانت المبيعات غالية جداً، مما جعل أبا العتاهية يقول:
مَن مبلغ عني الإمام ــــــــــــ نصائحاً متوالية
إني أرى الأسعار أسعار ـــــــــ الرعية غالية
وأرى المكاسب نزرة ــــــــــ وأرى الضرورة فاشية
وفي العصر الحديث يقول محمد علي جمعة الشايب:
في كل يوم يزيد السوق أسعارا
وكل شيء غدت أسعاره نارا
· بعض المسؤولين عن حق الطريق فيما يسمونه بهيئة النظافة، لا يهتمون بالنظافة الفعلية للطريق، حتى أنك قد تجد أشواكاً في الشارع ربما تشك قدمك، مثلما حدث لإبراهيم ناجي:
آه يا قبلة أقدامي إذا ـــــــــ شكت الأقدام لأشواك الطريق
· أما نحن فقد عرفنا الامتحانات وخضناها، ونجحنا في معظمها، وأحياناً أخرى رسبنا وبكينا، ولكنهم تفوقوا عنا في العصر الجاهلي في وضع الامتحانات وفي المسئول الذي سيمتحنونه، فقد وصلت جرأتهم إلى أن يمتحنوا (الدنيا) فقد امتحنها أبو نواس:
إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت ــــــــــ له عن عدو في ثياب صديق
ولولا أنه قد سبق إلى امتحانها لما عرف ذلك، ونحن نشكره لأنه أعطانا النتيجة دون أن نتعب أنفسنا في إعادة امتحانها، لأنه بهذا البيت الشعري لم يجعل لها (دوراً ثانياً) أو حتى ملحقاً لها لنعيد امتحانها.
· وبعد أن تفوقوا في امتحان الدنيا وقعوا في مطب كبير، شديد، فمن المعروف أن (الحية تبيض) ولكن كانت الحية عندهم تختلف عن الحية عندنا، فالحية عندهم كانت (تلد) لا تبيض، يقول بشر:
تلك العصا من هذه العُصَيَّة ــــــــــ هل تلد الحية إلا الحية
(وذلك بعيداً عن بلاغة الشعر وكناياته، فنحن نحاول أن نجد جديداً في شعرهم)
· ولا أتركك إلا بعد أن أخبرك: كيف تفوقوا في الحُب؟ فثرائهم الفاحش جعلهم يستطيعون أن (يشتروا الحُب بالمال) ومع أننا نحن في عصر الحب لكننا لم نستطع أن نشتريه بالمال، وأتعجب كل العجب كيف استطاعوا أن يشتروا الحب؟ بل وصلوا في تفوقهم إلى أنك إذا زدت في المال وأعطيته للمحبوب زادك حباً وعشقاً، وإن أقللت في العطاء قل الحب بنفس القيمة، فقد بعث بشار بن برد إلى حبيبته قوله:
هل تعلمين وراء الحب منزلة ـــــــــــ تدني إليك فإن الحب أقصاني
فكتبت إليه قائلة:
نعم، أقول: وراء الحب منزلة ــــــــــ حب الدنانير يدني كل إنسان
من زاد في النقد زدنا في مودته ــــــــــ لا نبتغي الدهر إلا كل رجحان
يا ليتها هذه المحبوبة كانت في عصرنا لأفلست كل أغنياء العالم من أجل زيادة حبها لهم!!!!
· ومنه أيضأ: أن جارية بالمدينة طلبت من أشعب (نصف درهم) سُلفة، وذلك لأنه كانت بينهما علاقة ود وحب، ففزع أشعب من ذلك قائلاً:
أخلفي ما شئت وعدي ــــــــــ وامنحيني كل صد
قد سلا بعدك قلبي ــــــــــ فاعشقي من شئت بعدي
إنني آليت لا أعشق ــــــــــ مَن يعشق نقدي
· ولكننا نحن تفوقنا عنهم، فقد عرفنا أين يكمن عقل الببغاء؟ ومكانه بالضبط، يقول شوقي:
انظر الشعب زيون ــــــــ كيف يوحون إليه
يا له من ببغاء ــــــــــ عقله في أذنيه
¥