تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأخرج بن أبي شيبة من طريق مرسلة قال: لما نزلت (والشعراء يتبعهم الغاوون) جاء عبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت وكعب بن مالك وهم يبكون فقالوا: يا رسول الله أنزل الله هذه الآية وهو يعلم أنا شعراء. فقال: اقرءوا ما بعدها إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات أنتم.

ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[02 - 11 - 2006, 03:08 ص]ـ

وأما قوله (صلى الله عليه وسلم): (لئن يمتلئ جوف احدكم قيحاً حتي يريه خير له من أن يمتلئ شعراً) فالمقصود به الهجاء كما روي عن زوجة النبي عائشة.

فإني أقول: حينما يكون الحديث عن أقوال النبي المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم؛ فإن الباحث الموضوعي يأخذ التأويل لها، وخلفياتها من كتب أهل العلم، والحديث لا من كتب الأدب.

و بالعودة إلى كتب الحديث؛ فإن ابن حجر العسقلاني صاحب كتاب فتح الباري بشرح صحيح البخاري يقول حول ما يتعلق بأم المؤمنين رضي الله عنها:

قلت: وأخرج أبو عبيد التأويل المذكور من رواية مجالد عن الشعبي مرسلا فذكر الحديث وقال في آخره: يعني من الشعر الذي هجى به النبي صلى الله عليه وسلم وقد وقع لنا ذلك موصولا من وجهين آخرين فعند أبي يعلى من حديث جابر في الحديث المذكور قيحا أو دما خير له من أن يمتلئ شعرا هجيت به. وفي سنده راو لا يعرف. وأخرجه الطحاوي وبن عدي من رواية بن الكلبي عن أبي صالح عن أبي هريرة مثل حديث الباب قال: فقالت عائشة: لم يحفظ إنما قال من أن يمتلئ شعرا هجيت به. وبن الكلبي واهي الحديث، وأبو صالح شيخه ما هو الذي يقال له السمان المتفق على تخريج حديثه في الصحيح عن أبي هريرة، بل هذا آخر ضعيف يقال له باذان فلم تثبت هذه الزيادة. فتح الباري ج10/ص549

وإذا أُريد القياس بالعقل: فإن هجاء الرسول صلى الله عليه وسلم قليله محرم –لا شك في ذلك-، فالأمر عقلا لا يستدعي أن يُقال فيه بالامتلاء.

و لو كان المقصود به ما ذُكر من تأويل منسوب لأم المؤمنين رضي الله عنها خطأً لما جعل البخاري هذا الحديث تحت باب: باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر حتى يصده عن ذكر الله والعلم والقرآن وإنما كان ضمن باب يحمل موضوعه.

وهل يُتوقّع عقلا أن يمتلئ جوف من يذكر الله والقرآن بشعر هجاء في الرسول الحبيب عليه أفضل الصلاة والتسليم؟!!

و مادام عنوان المقال: (الشعر في نظر الإسلام). فإن إفراد ابن رشيق الأبواب لفضل الشعر وغيره من النقاد المتقدمين لا يعدّ شهادة و لا مرجعا علميا.

هذا والله أعلم ..

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير